هناك صورة سلبية لشرطة إسرائيل مطبوعة في ذهن كل مواطن عربي في هذه البلاد باعتبار الشرطة اليد المنفذة لسياسة التمييز التي مورست وتمارس ضدنا منذ قيام الدولة فحين كنا صغاراً كنا نخاف الشرطة وكان أهلنا حين أرادوا إخافتنا يهددوننا بالضبع أو بالشرطة ...
أعتقد أننا كصغار كنا نخشى الإثنين بنفس الدرجة لأنهما كان رمزين للقمع والوحشية .
كي تحسن صورتها لجأت الشرطة إلى إدخال الشرطة الجماهيرية إلى القرى والمدن العربية وبدأت بحملة شملت المدارس وإدخال العديد من العرب إلى الشرطة ..
ألآن تريد الشرطة الدخول إلى القرى والمدن العربية وبشكل مكثف بحجة أنه لا يعقل أن يكون هناك ما يشبه الدولة داخل دولة على حد ما فهم من أقوال رئيس الوزراء , نحن ومن حكم تعاملنا مع نتنياهو والشرطة لا نملك سوى أن نشك بصدق كل حرف يقوله فكيف لمن حرض علينا شعبه وادعى أننا نتدفق في الحافلات على صناديق الإنتخاب أن يهتم فجأة بأمننا وسلامتنا ؟ كيف لنا أن نصدق من يسعى عبر القوانين لتحديد تمثيلنا في الكنيست بما فيه طرد ممثلينا الذين ننتخبهم ؟ كيف لنا أن نتعاون مع نفس الشرطة التي أطلقت النار وحصدت أرواح الأبرياء منا دون أن يقترفوا أي ذنب ؟
كل هذه الأسئلة تحتاج أجوبة ولا بد من أن تقنعنا الشرطة بأنها تتعامل معنا تماماً كما تتعامل مع المواطن اليهودي وأنها تعلمت من أخطائها وأن يدها لم تعد سريعةً على الزناد ..
من دون شك نحن بحاحة إلى الشرطة كي تفرض النظام في أماكن تواجدنا لأننا وللأسف ننفذ القانون رهبة لا احتراماَ . لنبدأ من السائق الذي يجلس ابنه الصغير على حضنه وقت قيادة السيارة ومروراً بالذين يضحكون ويسخرون منك حين تضع حزام الأمان داخل البلدة ولنصل إلى الطريق ذو الإتجاه الواحد الذي نجعله رغماً عنه طريقاً ذو اتجاهين . لا نغفل أيضاً وقوف السيارات في الأماكن الممنوعة واستباحة الأماكن المعدة لسيارات المقعدين .نحتاج الشرطة لوقف إطلاق النار في الأعراس وفي المعارك الداخلية , نحتاج الشرطة لتنقذنا من أنفسنا ومن الجاهلية التي نأبى أن نطلق سراحها .. نحتاجها لفض الخلافات بيت الإخوة والجيران الذين يلجأون للقوة بسبب خلاف على بضع مترات . نحتاجها لأننا نكره أنفسنا ولأننا نسعى للحصول على السلاح لمواجهة بعضنا البعض ولإرهاب الآخرين ..
نحتج الشرطة لتخليصنا من المفرقعات والسيارات غير المرخصة وغير المؤمنة ومن سائقين لا يملكون رخصة قيادة . نحتاجها لردع سفيه يرهب الناس ويهدد البنات وكل من يعيث في الأرض فساداً .نحتاجها أكثر مما نحن على استعداد للاعتراف لأننا سنفضح أنفسنا ولأن الشرطة تدرك أننا منهكين بمشاكلنا الداخلية والاجتماعية ولأنها ترى أن المناسبات الوطنية لم تعد تحركنا . تعلم الشرطة الكثير الكثير عنا وتعلم أننا نمارس الإرهاب بحق بعضنا البعض .
يجب أن تدخل الشرطة " حارة حارة وزنقة زنقة " على حد تعبير العقيد القذافي .
[email protected]