كلّما بدأت أنسج كلماتي، بمناسبة حلول زيارة خطيب الأنبياء النّبي شعيب عليه السّلام، هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا، ومهما كانت العبارات راقية، مُنتقاة ومتعمقة، ورغم تجربتي الغنية وقدرتي على التّعبير، أعترف أنّها تقف عاجزة عن تكوين العبارات. تصف الشعور بالتّعالي والتّباهي، وتعطي الصّورة الشّاملة والحقيقيّة لهذه الأجواء واللّوحة التي يعجز حل رموزها وشفرتها أيّ فنان أو شخصيّة مهما كانت مقدرته وبلاغته، تبقى هزيلة منحنية كسنبلة القمح المثقلة.
في هذا المقام والموقف، فيض مداد قلمي يدخلني في أسرار التّقوى، الدفينة والإيمان، مكنونات المعتقدات وبحور التوحيد الخالدة والتي لا تعرف الحدود.
كما هو معروف، وكما في كل سنة تتطرّق الأقلام بتقارير تعيد نفسها عن الزيارة معانيها، سرد قصّة النّبي شعيب منذ تناول الكتاب والرّحالة قصته، وصف الأجواء، تبادل المعايدة ومناقشة الخطابات التي تُلقى من قِبل شخصيّات اعتباريّة، دينيّة، سياسيّة، ثقافية لتبقى بالذّاكرة لا بد في عيدٍ، وتحديدًا السياسيّة التي لا رصيد لها، تبقى مجرّد عهود ووعود مطالبين تغيير سياسة الحكومة وتهربها من تقديم الدّعم وحلّ مشاكلنا التي لا حصر لها، وللأسف الآخذة في التفاقم وفي معظم مرافق الحياة على اختلافها، الكف عن التغني والتّباهي بما يُسمى حلف الدم وترجمته إلى حقيقة، اسم على مسمى، وليس كما هو الحال اليوم وحتى تجد مطالبنا العادلة والمشروعة حلولا مرضيّة ملموسة على أرض الواقع.
ومن أجل المصداقيّة، الشفافية، والمهنية، أقول إنّ فضيلة الشيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحي للطائفة المعروفيّة، أمدّ الله بعمره وابقاه ذخرًا ومثالا، الراعي الوفي لطائفته، مدرك جيدا لمشاكل وظروف أبناء طائفته ويعمل جاهدا وعلى مدار الساعة بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة من أجل كرامة الطائفة وحل مشاكلها وتعزيز مكانتها والحفاظ على كيانها وتراثها ويحرص على تطوير المقامات والأماكن المقدسة على مختلف المحافل المحلية والدولية وبالفعل لمسنا نقلة نوعية وهذه البصمات واضحة وأكيدة ملموسة على أرض الواقع يشهد لها الداني والقاصي
من على هذا المنبر، لا بد أن نتطرّق بهذه المناسبة لجوهر المناسبة، معانيها الدينيّة والروحانية، الأخلاقية وضرورة التمسك بها، والعمل بموجبها وضرورة العمل معًا، قيادة دينية، اجتماعيّة، ثقافية، وتربوية بنوايا سليمة على وحدة الصف كلٌ من موقعه وإمكانياته وبكل الوسائل المُتاحة، وكل ما يصب ويخدم مصلحة ورقي طائفتنا المعروفيّة، التي تستحق الأكثر لما لها من دور ومكانة. والترفع عن الصغائر والمآرب الشخصيّة الضيقة، وتحديدًا في مثل هذه المناسبة التي تعتبر فرصة لاجتياز امتحان.
كلنا دُعاة سلام، محبة، وتسامح، ننبذ مظاهر التعصب والعنف والخطاب الطائفي بأشكاله.
نسأله تعالى، أن يعمّ السّلام الحقيقي والعادل كل بقاع المعمورة.
زيارة مقبولة
ولكافّة الطّوائف المُحتفلة بأعيادها، أعاده عليكم بكل استقرار وسعادة.
[email protected]