"يا من يُخبرني عن جيرةٍ رحلوا
أين استقاموا وأي الأرض قد نزلوا"
بهذه الكلمات المعبّرة والمؤثّرة، والّتي تُقال لشخصيّات دينيّة، ردّد أصحاب العمائم البيضاء هذه المقولة. خلال مراسيم تشيع جثمان الرّاحل عنّا، الباقي في قلوبنا وذاكرتنا لأبد بعيد، الشّيخ علي خنيفس، ابن شفاعمر بحضور شخصيّات دينيّة، اعتباريّة وقياديّة. من الكرمل، الجليل والجولان تقدّمهم الرّئيس الرّوحي للطّائفة الدرزيّة فضيلة الشّيخ موفّق طريق، الشّيخ يوسف ابوعبيد، ومئات من أصحاب العمائم البيضاء حيث خيم الذهول على الوجوه وغصت الماقي .
الرّاحل شخصيّة دينيّة، اجتماعيّة، وارث تاريخي، عُرف بمواقفه ومساندته للدّين وأهله منذ نعومة اظفاره وحتّى يومه الأخير، صاحب السّيرة والمسيرة والسُّمعة الطيّبة والمشرّفة، شيخًا تقيًّا، ديّانا، مُتواضعًا، كريمًا، عصاميًّا، مُتسامحًا، كاملاً متكاملا، مُعتمدًا على الصّدق وقول كلمة الحق، رُكنًا من اركان الطّائفة الدرزيّة، صاحب القلب الواسع والوجه البشوش النيّر.
ترعرع الشّيخ أبا فؤاد في أحضان بيت كريم، تميّز بالآداب الحميدة والخصال الرّشيدة، صادقًا، امينا، قائما بواجباته الدينيّة على أحسن وجه. مُحبا لإخوانه، مُساندا لهم واوّل المُتصدّقين للأماكن المقدسّة والمصالح العامّة والمُحتاجين.
وتمّ خلال تقديم التّعازي ومراسيم التّشييع القاء العديد من الكلمات المؤثرة
عُدت من خلالها مناقب وصفات المرحوم، منها كلمة وشهادة الشّيخ احمد ابوعبيد إمام الطّائفة الدرزيّة في شفاعمرو
وكانت كلمة العائلة للشّيخ منصور خنيفس، الّذي شكر الجُموع الغفيرة المُشاركة وأثنى على خصال ومزايا الفقيد.
والحقيقة مهما كانت الكلمات معبرة منتقية ومؤثرة لا يمكنها ان تنصف الفقيد
نعم في مثل هذا المقام يقف الانسان حائرا امام رهبة الموت لا حول ولا قوة الا بالرضا والتسليم
نسأله تعالى ان يتغمّد المرحوم بنعيمه وواسع رحمته.
ولذويه جميل الصّبر وحسن الخاتمة.
[email protected]
![](https://elhmra.com/static_files/thumbs/auto/14343005520250216034447398888189.jpg)