عندما تقدّر نسبة كبيرة من الناس، وتدعم شخصًا مُعينًا، هذا يعني أنّه أهل لهذه الثقة. وهذا لم يأتِ من فراغ، بل لكونه شخصيّة أصيلة، محبوبة مخلصة، تتحلّى بصفاتٍ إنسانية لها رصيد وبصمات.
ما تقدّم ينطبق على السّيد عامر أرملي، الذي حظي بمكانة اجتماعية وسياسية، وانتخب قائمًا بأعمال رئيس بلدية شفاعمرو.
من خلال معرفتي القصيرة به، اتّضح لي أنّه شاب طموح، ناجح بكل المعاير والمقاييس، متواضعٌ يحلم بمستقبل مزهر لبلده، ينبذ كل مظاهر العنف والتعصّب، يدعو إلى التعايش، الألفة والتسامح والمحافظة على النسيج الاجتماعي.
هذا المسلك مكّنه من الفوز بأكبر نسبة أصوات حصلت عليها قائمته من بين 14 قائمة، خاضت الانتخابات لبلدية شفاعمرو وانتخابه ليكون قائمًا بأعمال الرئيس.
التقيت به في مكتبي، ودار بيننا الحديث التالي:
س- لطفًا بطاقتك الشخصية
ج- عامر فيليب أرملي، مواليد 1972، ابن الأسرة الشفاعمرية، مستشار ضريبة، أعمال حرة، إدارة حسابات.
س- من رجل أعمال إلى السياسة؟
ج- نعم، تهمني مصلحة وسمعة ورفعة بلدي، ولاحظت أنّها تتجه نحو الهاوية، وأهلها يعانون، يتذمرون ويشعرون أنهم بدون عنوان. وأنا سأكون مع الإدارة الجديدة العنوان لسماع مشاكلهم وهمومهم.
ج- لماذا اخترت بالذات قسم الصحة، وأنت تعرف حق المعرفة أنه قسم صعب ومركب؟
س- نعم، أريد أن أغيّر ملامح بلدي وأنقذها من مشكلة غياب النظافة التي تعاني منها كل الأحياء.
س- مبنى البلدية وضعه مزرٍ، ولا يليق بمدينة عريقة كشفاعمرو، وخلال مقابلاتي مع عدد من الرؤساء، وجّهت لهم هذا السؤال وأكدوا لي أنه سيتم خلال فترة رئاستهم التخطيط الفوري لبناية حضارية، لكن بقيت وعودهم مجرّد شعارات!
ج- لا شك أن مبنى البلدية في حال محزن ومخجل، وعليه تقع المسؤولية علينا للعمل بكل تفانٍ، وحث المؤسسات الحكومية لتخصيص الميزانيات، والتخطيط الفوري لبناء مبنى يليق ويتلاءم مع ركب الحضارة السريع، وأنوّه أنه تم تقديم اقتراح وجدول عمل خاصّ بالأمر.
س- المواطن الشفاعمري يعلّق آمالا كبيرة على الإدارة الجديدة، ودعم تغيير الإدارة السابقة ويصبو إلى إحداث تغيير جذري، قولا وفعلا ليكون ملموسًا على أرض الواقع، بعيدا عن العهود والوعود والشعارات الرنانة.
ج-نعم، المواطن متعطّش للتغيير وبحق، لذلك قال كلمته واختار دون أن يحتار إدارة شبابية طموحة، ستعمل على مدار الساعة لإحداث تغيير ملموس. باشرنا بوضع خطة عمل شاملة، وسيلاحظ المواطن التغيير، وتحديدًا في مجال النظافة والبيئة، وأخص بالذكر المنطقة الصناعية.
س- أرصفة البلد وشوارعها الفرعية "الداخلية" والرئيسية، تصرخ وتستغيث والمواطن يعاني ويستاء من السيارات الداكنة والراكدة التي تعشش فيها الجرذان والقطط، وتشكل خطرا حقيقيا على المارة، وتحديدًا الذين يمارسون الرياضة من جهة، وكثرة أكوام النفايات وفضلات الكلاب الشاردة من جهة أخرى.
ج- سؤالك في مكانه ويصور الواقع والحقيقة. سنولي هذا الموضوع عناية، وعمليا باشرنا بإرسال إنذارات لأصحاب السيارات لإزالتها من الرصيف والأماكن العامة.
س- الحركة الثقافية في شفاعمرو شبه مشلولة، وتحتاج إلى دعم مادي ومعنوي، بدوري أثناء قيامي مع وفد من زملائي في مؤسسة الأفق بزيارة تهنئة للرئيس المنتخب، طرحت عليه الموضوع وناشدته للعمل على إحياء ودعم الحركة الثقافية لدورها الكبير والإيجابي في رقي وتطور المجتمع.
ج- نعم، سياسة الإدارة الجديدة لن تهمل الحركة الثقافية، وتم طرح الموضوع أمام الإدارة الجديدة، وتكلمت مع مدير قسم المعارف لتخصيص ميزانية للفعاليات الثقافية ودعمها.
س-لماذا لا يكون قسم الثقافة مستقلا؟
ج- لأن المراكز الجماهيرية تتلقى الدعم المباشر من إدارة المراكز الجماهيرية وإدارتها ذاتية.
س- موضوع مشروع نية الإدارة السّابقة لبلدية شفاعمرو بناء 6600 وحدة سكن، وكما يبدو لكل من يرغب من كل الوسط العربي بنظري مشروع خطير جدًا ومن شأنه أن يمس بالعلاقات بين سكانها ومكانتها وسمعتها.
ج- حقيقة، لا حاجة لسكان شفاعمرو ببناء هذه الكمية من وحدات السكن، إذا أخذنا بعين الاعتبار نسبة النمو الطبيعي، نعد أن تكون الإدارة الجديدة حاجزًا منيعًا، وستعمل بدورها على إفشال المشروع وإخراجه من حيّز التنفيذ.
س- البلاد تشهد توترًا والمواطن قلق، هل البلد جاهزة في حال تفاقم وتطور الوضع، وما موقف البلدية من الركود في الحركة الاقتصادية، هل ستعمل على تخفيض الضرائب؟
ج-لا أخفي أن وضع البلدية المادي صعب، وهذا يعود لقلة الدّعم من قبل الدوائر الحكومية، وتحديدا هذه الحكومة اليمينية وسياستها تجاه المجتمع العربي، إذ تقوم بتقليص الميزانيات، وهذا سيمس ويضر بتنفيذ المشارع الحيوية.
س- ما موقفك من تركيبة طلاب مدارس شفاعمرو، المبني وللأسف على أساس طائفي، والذي لا يخدم، دون شكّ، العلاقات والنسيج الاجتماعي وهل ستعمل على إجراء تعديل؟
ج- موقفي معروف وواضح، وأقولها بكل مصداقية وهو معارض لهذا النهج، وأؤيد فكرة الدّمج، وعليه علينا أن نقيم اللقاءات التربوية والثقافية والفعاليات المشتركة بين طلاب المدارس.
س- قلعة ظاهر العمر الباسطة ظلالها على أحياء المدينة، قلعة قديمة، وهي رمز المدينة، شهدت تاريخًا حافلا على مدار خمسة عقود، نسمع عن ترميمها وتحويلها إلى متحف أثري يليق بها.
ج- كانت القلعة تابعة لدائرة أراضي إسرائيل، وعملنا على إعادتها لملكية البلدية، وقد حاولت الإدارة السّابقة تحويل ميزانيات القلعة بقيمة 12 مليون لإقامة حديقة حيوانات في منطقة الحرش. أمّا العمل على ترميم القلعة فجارٍ على قدم وساق.
س- المواطن الشفاعمري، يعاني من مستوى الخدمات في كل الأقسام، وتحديدًا من ظاهرة ترك الموظفين مكاتبهم لساعات خلال الدوام والمشاركة في المناسبات!!!
ج- هذه الملاحظة سنأخذها على محمل الجد، وسنتابعها وإذا اتضحت صحة ذلك، سيتم وضع حدٍ لهذه المهزلة، كما سنعمل على ترتيب أقسام البلدية والمحافظة على تقديم الأفضل.
س- البنية التحتية في شفاعمرو، في حالة يرثى لها، لا تتلاءم مع التطور والرقي.
ج-صحيح، هذه مشكلة كبيرة معقدة ومركبة، والبلدية لا يمكنها في هذه الظروف، مع شحّ الميزانيات حل كل المشاكل.
س- كم دخل البلدية من جباية الأرنونا وما نسبة الجباية؟
ج- المفروض أن يصل إلى حوالي 90 مليون شاقل، لكن نسبة الجباية حوالي 70% وهناك دخل من اتحاد المياه ولجنة التنظيم.
س- المنبر لك قل كلمتك
ج- أتمنى أن يكون لكل مواطن في بلدي انتماء لبلده وأسرته الشفاعمرية، ويعمل من أجل مصلحتها والمحافظة على نظافتها، سمعتها والعلاقات الأخوية بين جميع أطياف المجتمع الواحد. وكل ما يصبُّ في مصلحتها ونبذ مظاهر التطرف، التعصب ومظاهر العنف، وأدعو إلى التروي والتعمق، تحكيم الضمير واللجوء إلى لغة الحوار، آملا أن تزول هذه الأوضاع المقلقة من منطقتنا، ويحل السّلام الشامل والعادل.
[email protected]