سمفونيّة ومعزوفة الحياة رحلة شاقّة وطويلة حول عالمك وتجربتك، أكبر لغز لا نفهم معناه، معادلة صعبة لا يمكن حل رموزها، ورواية جميلة علينا قراءتها مرارًا حتّى النهاية، وكلما كانت جميلة ومعبّرة تنتهي فجأة، كما كل شيء جميل في الوجود. لم ولن تكون جنة، علينا أن نحدد أهدافنا، لتتضح أمامنا الرؤية وتتوفر روح المثابرة والعزيمة، ونعمل جاهدين وبخطوات ثابتة عقيدة وإيمان راسخ لكي لا تصبح جحيمًا، هذه الوضعية تدفعك لاتخاذ قرار بموجب المقولة: "إما أن ترافق القطيع وتخسر مبادئك، وإما أن تغرد وتطير خارج السرب، فتخسرهم جميعا وتكسب نفسك".
إن أشد الأوجاع هي التي يكشفها طبيب العائلة، ولا يستطيع أن يتحدث عنها المريض، إنها الأوجاع الصّامتة، أوجاع الروح ودموع الروح، أنقى وأخف من دموع النفس والعين التي لا تبكي، لا تبصر في الواقع. فلا تبكِ عندما تغيب الشمس؛ لأن الدموع تمنعك من رؤية النجوم وما قست القلوب إلّا لكثرة الذنوب، وما جفّت الدموع إلّا لقساوة القلوب وانعدام الخشوع، الإيمان، واللين.
هناك مواسم للبكاء الذي لا دموع له، وهناك مواسم للكلام الذي لا صوت له، وهناك مواسم للحزن الذي لا مبرر له، ومواسم لا علاقة لها بالفصول.
فلا تجعل قلبك كالنهر يشرب منه من يشاء واجعله مثل البحر لا يشرب منه الا الغارق فيه
فليس من الضروري ان يكون لنا مكان في قلوب كل الناس فقلوب اغلبهم أصبحت ضيقة لا تتسع للجميع
نعم، أصبح العالم اليوم غريب الأطوار، فما عادت اللطافة، العفوية، العطاء، والتسامح أمورًا سهلة، بل غدت شيئا ينبغي أن نتدرب عليه كثيرا، فلا تحاول أن تكون لطيفًا مع الجميع لدرجة قد تتمزق فيها روحك.
أنهي بالقول:
والله ما بدأت خصامًا ولا هجرًا، ولا هانت عشرة عليَّ أبدا، ولكني تأذيت كثيرا بما يكفي، فاعتزلتهم وآثرت البعاد كي لا أكرههم.
كم هو مؤسف أن حياتنا كانت مقرًا وأصبحت ممرًا، فالجهل ليس غدرًا، بل أساس وأصل المشكلة.
[email protected]