تتفاقم ظاهرة العنف في المجتمع العربي في البلاد بوتيرةٍ تصاعُديّة عالية، خاصةً في السَّنوات الأخيرة، حيثُ يمُرُّ مجتمعنا بتحوُّلاتٍ خطيرةٍ لا يُمكن اعتماد اللّامُبالاة موقفًا ايزائها، كازدياد حالات العنف بالمستويات كافّة، الأمر الّذي يستدّعي بناء خطوات عمليَّة لمواجهة ظواهر العنف المُستشري في المجتمع العربي في البلاد. من الجدير ذكره، أنَّ الأدبيَّات النظريّة تُشير إلى أنَّ المجموعة الّتي تواجه سياسات تمييز، تهميش، اضطهاد واقصاء، كالأقليَّة العربيّة الفلسطينيّة في إسرائيل، تمرُّ بسيرورةٍ تُفقِدها الثقة المجتمعيَّة والشعور بالقدّرة على التأثير والتغيير (دويري، 2010 وريناوي - زعبي، 2008).
هنالِك عدَّة مستويات تؤثر على ظواهر العنف المختلفة القائمة في المجتمع العربي، وقد يكون أبرزها منسوب الفقر العالي، سياسات التجهيل المُخصّصة في مناهج التعليم العربي وقضايا شَح الأراضي وأماكن السكن، إضافةً إلى عدم بلورة تعريف واضح لمُركّبات هُويَّة الأقليَّة العربيّة الفلسطينيّة في البلاد، خاصةً في ظلِّ السَّياسات المُبرمجة لتعزيزِ وتحفيز "الفردانيّة" عندَ المواطن العربي وتجريده من شعور الانتماء إلى المجموعة، خاصةً القوميّة منها، الأمر الّذي يُعزِّز اللّامُبالاة المُجتمعيَّة أيضًا (جبارين، 2013؛ أمارة، 2008 والتصوُّر المستقبلي للعرب الفلسطينيّين في إسرائيل، 2006). في هذا الجانب، لا يمكن اعفاء الدولة من مسؤوليتها تجاه المواطنين العرب في البلاد او العرج عن سياسات الدولة العنصرية والمجحفة اتجاه المواطنين العرب والمتعمدة في معالجة وكيفية معالجة هذه الظاهرة ، في هذا الجانب، لا يمكن اعفاءالدولة من مسؤوليتها اتجاه المجتمع العربي في البلاد او العرج عن سياسات الدولة العنصرية والمجحفة اتجاه المواطنين العرب والمتعمدة في معالجة وكيفية معالجة هذه الظاهرة، في شح بالميزانيات المرصودة لمعالجة ظاهرة العنف، سياساتتضيق الخناق في القضايا المتعلقة بالتخطيط والبناء وتسريب السلاح في المجتمع العربي.اضافة الى التقصير في اداء و عمل الشرطة في مكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي، الأمر الّذي أدَّى إلى انعدام الثقة بين المواطن العربيوسِلك الشرطة.
يبدي رؤساء السُّلطات المحليَّة العربيَّة، تخوّفًا وقلقًا كبيرًا من تفاقم ظواهر العنف في المجتمع العربي. بناءً على ذلك، يتم التداول بشكل دائم في هذه الظاهرة وبكيفيَّة مجابهتها وبأهميَّة المبادرة إلى استراتيجيَّات عمل تحِدّ من تفاقم ظواهر العنف، خاصةً وأنَّ هذه الظواهر تُعرقِل عمليَّات التطوير والتنمية المُجتمعيَّة في البلدات العربيّة، نظرًا لانعدامِ الشّعور بالأمن والأمان. تجدُر الإشارة إلى أنَّه على مدار السنوات الماضية، تمَّ تشخيص ظواهر العنف من قِبَل العديد من الباحثين والمسؤولين، إلّا أنَّ المُشكلة تكمُن بعدم صياغة حلول عينيَّة، واقعيَّة، عمليَّة وقابلة للتطبيق. بناءً على ذلك و ضمن الدورة الثانية لفوروم 12- منتدى رؤساء السلطات المحلية العربية ، لمركز انجاز، شارك العشرات من رؤساء السلطات المحلية العربية في اللقاء في البحر الميت . بهدف التباحث حول مقترح اعده مركز انجاز بموضوع : مناهضة العنف في المجتمع العربي والذي يتمثل ببناء، تدعيم وتمتين مُجتمعًا عربيًّا وحدَويًّا ومتكافلًا، ذو هُويَّة جامعة، يسودهُ الأمنَ والأمان والطُمأنينة بالمستويات كافة، وينتهج ثقافة الحوار والتسامح والتعدُّديَّة ويحترم الحُريَّات الفرديَّة والمُجتمعيَّة. تمحور النقاش والذي ادارته السيدة غادة ابو جابر –نجم، مستشارة تنظيمية في مركز انجاز، حول التغيرات الاجتماعية- الاقتصادية التي مرت وتمر على المجتمع العربي في البلاد وتأثير ذلك على تفشي ظاهرة العنف في المجتمع. وقد تطرق المشاركون في اللقاء، الى الجوانب الاجتماعية-الثقافية وتأثيراتها على شعور المواطن بالغربة وما يتبعها من انماط تصرف كالعنف وانتهاك الحيز العام .و الى موضوع القيادة ومتطلبات التغيير من حيث الادوار والقدرات والمهارات . بالإضافة الى محاضرة قدمتها د. هنيدة غانم حول موضوع العنف في المجتمع العربي ومحاضرة للسيد عروة سويطات حول موضوع التخطيط- ما بين الخارطة وتضاريس المجتمع .
يستعرض، مقترح مناهضة العنف والذي اعده مركز انجاز، أفكارًا أوَّليَّة الّتي تم التطرُّق اليها في الجلسة الّتي عُقِدَت بتاريخ 16.2.2015 في بلدية سخنين وذلك بمشاركة العديد من رؤساء السُّلطات المحليَّة العربيَّة، إضافة إلى الجلسة الّتي عُقدت مع بروفيسور محمد حاج يحيى حول موضوع العنف وذلك بتاريخ 19.4.2015. من الجدير ذكره أنَّ الرّؤساء اتّفقوا على تشكيل لجنة توجيهيَّة بهدف بناء استراتيجيَّات وآليَّات عمل، إضافةً إلى خطوات عمليَّة لمكافحة ومناهضة ظواهر العنف.
مركز إنجاز يرى أهميَّة قصوى في بناء استراتيجيَّات عمل وخطوات عمليَّة -عينيَّة لمكافحة ظواهر العنف، وذلك بمشاركة رؤساء السُّلطات المحليَّة العربيَّة، إضافةً إلى المختصّين، وبجعل موضوع مجابهة العنف في سُلَّم أولويَّات العمل البلدي، وذلك للنهوض بمجتمعنا بالمستويات كافة.
يستعرض المقترح ثلاثة محاور اساسية للعمل :
المحور الوقائي : والذي يشمل مبادرات الى حملات تثقيفية- توعوية خاصة لجيل الشباب
المحور العلاجي ( التطبيقي): تذويت القِيَم المجتمعيَّة والتوعويَّة وترسيخها في المواطن العربي، إضافةً إلى تطبيق خطّة عمل وخطوات عينيَّة لمكافحة العنف.
محور الردع : الرَّدع للعنف المُجتمعي يكون أكبر وأنجع، من خلال تنفيذ وتطبيق سُلطة القانون وعدم التهاون او التغاضي عن حالات العنف المجتمعيَّة الّتي تسود المجتمع العربي في إسرائيل.
كما ويتطرق الى دور السلطة المحلية في مكافحة العنف من خلال : المستوى الخدماتي - السُّلطة المحليَّة تُقدِّم الخدمات المختلفة للمواطن، لا سيَّما في مكافحة ظواهر العنف، خاصةً في مجال التثقيف والتوعية وذلك بواسطة جهاز المعارف البلدي ودائرة الرياضة والثقافة والشباب والمراكز الجماهيريَّة. و المستوى المطلبي – مسؤولية الحكم المركزي اتجاه المجتمع العربي من جلب ميزانيات وتوفر اليات في مجابهة العنف بكافة اشكاله . وفي هذا السياق ايضاً فان العوامل الاساسية التي من شأنها ان تعزز العنف في المجتمع وذلك بحسب رؤساء السلطات المحلية العربية هي الحالة الاجتماعية، قضايا الارض والمسكن والتربية والتعليم .
شارك في اللقاء كل من رئيس بلدية ام الفحم الشيخ خالد حمدان، رئيس مجلس حورة المحلي د.محمد النباري، رئيس بلدية كفرقاسم السيد عادل بدير، رئيس مجلس جسر الزرقاء السيد مراد عماش، رئيس مجلس اكسال السيد عبد السلام دراوشة، رئيس مجلس البيعنة نجيدات السيد صالح سليمان، رئيس مجلس كابول السيد صالح ريان، رئيس مجلس عارة عرعرة السيد مضر يونس، رئيس مجلس نحف السيد عمر اسماعيل، رئيس مجلس كفربرا السيد محمود عاصي، رئيس مجلس طرعان السيد عماد دحلة ،رئيس مجلس عيلوط السيد ابراهيم ابو راس ورئيس ادارة مركز انجاز السيد شوقي خطيب ومدير عام مركز انجاز السيدة غيداء ريناوي زعبي ونائب مدير عام مركز انجاز السيد احمد محاجنة ومركزا المشاريع من مركز انجاز السيد عماد جرايسي وعارف كريم
[email protected]