دارت أحداث في مخيم جنين هذه الفترة، حيث قامت قوات الاحتلال باقتحام مخيم جنين برأيها (كالمعتاد)، حيث كان الهدف هو اعتقال أشخاص من داخل المخيم، فوجدت مقاومة لم تحسب لها حساب من قبل، ومنيت بخسائر مادية وبشرية كبيرة، كما أعلن الجيش الإسرائيلي.
كانت الصفعة قوية جداً، بعملية تفجيرية وليست انتحارية، بعبوات ناسفة وشديدة الانفجار محلية الصنع كما أعلن عنها، فهذه العملية النوعية تعتبر تغير المقاومة في الداخل المحتل لإستراتيجيتها، فالعملية كانت مفاجئة للجميع وخصوصاً الكيان الغاصب، مما اضطره إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى الموقع، مسنودة بطائرات ليتم سحب خسائره الذي مني بها في هذه الجولة.
الكيان الإسرائيلي الغاصب الآن هو في حالة ذهول من هذه العملية النوعية، فمعادلة الردع تزداد تآكل يوماً بعد يوم، والرعب الشديد من عدوى المقاومة، خوفاً بأن تنتقل إلى الداخل الفلسطيني بنفس آلية عمل المقاومة بمخيم جنين، وخصوصاً بعد القصف المتبادل بين غزة والكيان قبل فترة وجيزة، فقد ثبت أن المقاومة هي الحل الوحيد في هذه المرحلة، وإسرائيل عاجزة عن إضعافها أو إفشالها، فالميدان يثبت بأن المقاومة لها الكلمة النهائية في أي مواجهة مع هذا العدو.
ما يشغل بال إدارة الكيان الغاصب أن مقاومة بهذا الصغر تفعل ما تفعل به، وتنتصر عليه بطريقة تكتيكية حديثة، بينما الخوف من الشمال أو الجنوب في حال اندلعت مواجهة بينهما في أي وقت، يرى مراقبون بأن التسليح عند المقاومة ليس كما كان في السابق، والتكتيك دقيق جداً ومخطط له بكل احترافية، والعملية الأخيرة أكبر دليل على ذلك.
إستراتيجية الردع التي يفتخر بها هذا العدو باتت مكشوفة للجميع، فهي فاشلة بامتياز، على اعتبار بأن العملية الأخيرة في جنين هي انجاز يمكن أن يقدمه لشعبه والمعارضة، فمخيم جنين مساحته واحد كيلو متر تقريباً، يقطنه الألوف من المواطنين باعتبارها منطقة مكتظة، لم يحقق أي تقدم أو نجاح أو هدف داخل هذه المساحة الصغيرة، فالجيش الذي لا يقهر كما يعتقد أصبح تركيزه على فئة صغيرة وليس على دولة ما أو قوة ضاربة من الممكن أن تقوم بمحاربته في أي لحظة.
ما زال هذا الكيان الغاصب في حالة ذهول وصدمة غير مسبوقة من هذه العملية الأخيرة، فلم يبقى لديه سوى إعادة الردع، فهذا الأمر في هذه الفترة صعباً جداً، فالدعم الأمريكي له أصبح ضعيفاً ويرفض أن يسانده في أي حرباً من الممكن أن تندلع وتصبح حرباً إقليمية، فانشغال الولايات المتحدة الأمريكية بدعمها لأوكرانيا يمنعها من أن تتوسع جبهات القتال على أي جبة كانت.
يرى مراقبون بأنه لا يمكن لهذا الكيان بان يقوم بأي عملية خلال هذه المرحلة، ومن الممكن أن تكون بعد فترة طويلة، لإعادة الردع المتآكل أصلاً بعد العمليات الأخيرة في فلسطين تحديداً.
[email protected]