العيد محطّة، تعبئة ايمانيّة بحتة ، يأتي ليحيي في الانسان المؤمن والواقعي رغبة الحياة وتجدّدها، وهو فرصة لنعيد حساباتنا ومواقفنا، لنفتح صفحة جديدة جمّدها البُرود...
قدوم العيد في السّنوات الأخيرة، استقباله والاحتفاء به، محطّة هامّة، بحاجة للوقوف عليها ودراسة أبعادها وانعكاساتها على المجتمع، وتحديدًا على الجيل الصاعد بكل مسؤوليّة.
وأنا بدوري، ليس بمقدوري أن أتجاهل الحقيقة والواقع، وأصف أجواء العيد بأفضل حال ولوحة أمل، وأسطر كلمات وعبارات منمقة لأرضي البعض، لهم أقول: لا تسرعوا بردكم بالمقولة التقليدية: "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل"، هذا ما ألتزم به واعتاد عليه قلمي، التطرق لكل موضوع مهما كان الثمن والنتيجة بكل موضوعية ومصداقية، وعليه كونوا واقعيين واعترفوا بأن العيد يحاول أن يقرع أبواب البيوت مترددا، لأن الأبواب مغلقة، أصحابها هربوا كي لا يلتقوا بوالديهم، إخوانهم وأخواتهم، وأفراد عائلتهم، جيرانهم ومجتمعهم.
نعم، وللأسف أفقدناه معانيه الدينية، الاجتماعية، ومكانته وسيطرت علينا اللامبالاة والروتين وأصبح مجرد يوم عابر!
من منّا يمكنه أن ينسى العيد أيام زمان، أيام التواضع والعفوية وروح التضحية ومساعدة أصحاب الحالات الخاصّة والفقراء، كنا نقدر العيد ومعانيه ونحافظ على عاداته وتقاليده، نتمتع ونستمتع بكل لحظة بنكهته وأجوائه، بحاراته النظيفة ورائحة المعمول والزرد "كعك العيد التقليدي" بمختلف أنواعه ومذاقه. وكيف كنا ننتظر قدومه لا ننام حتى يبشر لنا المؤذن بتكبيرة العيد، فنسرع لمعايدة والدينا ومن ثم إلى طاولة النقلية المزينة بالشموع وورود الحديقة، كعك العيد وبعض الحلوى المتواضعة مثل شوكولاتة السلفانا، ملبس على لوز، راحة الشيخ المعطرة، طوفي عليت وغيرها...
في ظل تفاقم مظاهر العنف والجريمة وتردّي أوضاعنا، علينا معًا وسوية التصدي لكل ما لا يخدم ويصب بمصلحة المجتمع والعمل على إعادة الاهتمام بالعيد والاحتفال به بكل الوسائل والطرق.
أعاده على كل المحتفلين بكل سعادة، استقرار وهدأة بال وكل عام وأنتم بخير.
[email protected]