بوصَلة الضَّمير قَد تَعطلَت
إبتهاج داود- خوري
لَعبَ الضَّمير لُعبة التّواطؤ
أَحاكَ المكايدَ والانقلاباتِ
كأَسهمٍ حيّزِ الانطلاقِ
في كلِّ الاتجاهاتِ
ضدَّ الرّحمةِ والانسانيّةِ
وعلى القلبِ سلَّطَ أَشباحَ الغزوات
بُروقِ الرّوحِ ..تدوِي ألماً
حزناً وإنفجارَ الصّرخاتِ
سَحقَ للرحمةِ كلَّ السّنفونيّاتِ
والرّأفةِ الّتي وزَّعَها الخالقُ
بإنغمارِ الحبِّ بمقدارٍ وقياساتٍ
هيَ لِصدورِ البشريّةِ مُكونات
طوابيرُ الموتى تطوفُ عالمَنا
ونحنُ لا نقشعُ بُعدَ خطواتٍ
نرى أشياءً ..ونَغفو عَن أَشياءٍ
أم أنَّ لِلعيونِ هفواتٍ ؟!
في القلبِ صخرةٌ جاثمةٌ
في اللسانِ شِعابٌ تلتهمُ
كلمةُ النّورِ وحقُّ السّماواتِ
على عشبِ العقول ِ يسقط ُ ضوءٌ
راجيّاً إنارةَ الظّلماتِ
الإنبثاقُ في الوجعِ البشريِّ وطعناتٌ
فبوصلةُ الضّميرِ قد تعطلَت
فَمَن يَحلُّ وثاقَها
وَقد ضاعَت مفاتيحُ المقدَّسات ..
في سطوةِ القهرِ والإستعمارات ..
إستقرَت تحتَ الإرتكاساتِ ..
بدَت كَطيفٍ ترتجفُ..
مُتراقصةُ النّغماتِ
بِتسبيحاتٍ عَبثيّةِ المسافاتِ..
مُحاولةٌ تسلُّقَ جدرانِ ..
قلبٍ .. مُهترءِ الخفقاتِ
قانعٌ بأنَّ للضميرِ سهواتٍ
تَتصارعُ دقاتِه برغبةٍ
لإستعادةِ مفقودٍ منذُ سنواتٍ
مُداهمةً كلَّ الخطوطِ الحمراءِ
مدركةً بأنَّ للقلبِ والرّحمةِ نهضاتٍ
وَشمساً ربيعيّةً تبعثُ الرّوحَ
في عشبٍ قَد مات .
[email protected]