أكد طبيب الأعصاب التشيكي يان سترانسكي أن القبلة لا تمثل مصدرا للسعادة فقط وإنما تحمل معها معلومات عن طبيعة الشخصين الذين يقبلان بعضهما مشيرا إلى أن التقبيل بشكل مكثف وعميق يرسل إلى الدماغ إشارات تؤثر بشكل بارز في القرارات اللاحقة للشخصين بشأن طبيعة علاقتهما.
وأشار في بحث أعده في هذا المجال إلى أن الكيفية التي يقبل بها الرجل أو المرأة يمكن لها في بعض الحالات أن تحدد مصير العلاقة العاطفية بينهما موضحا أن منطقة الشفاه واللسان غنية بنهايات الأعصاب وأن ردود الفعل العصبية التي تنشأ نتيجة لعملية التقبيل تلعب دورا هاما في نشوء وتشكل العواطف والمشاعر.
وأوضح أن نحو 30 عضلة في الوجه تشارك في عملية التقبيل وأنه يتم خلال الدقيقة الواحدة من التقبيل صرف 29 سعرة حرارية ، مشيرا إلى أنه أثناء عملية التقبيل تزج عدة أحاسيس ومشاعر دفعة واحدة لأن الجمع بين اللمس والشم والتذوق يرسل إلى الدماغ معلومات فيما إذا كان الرجل أو المرأة يريد الطرف الثاني أم لا وعلى أساس ذلك يتم في اللاوعي اتخاذ القرار فيما إذا كنا سنحب هذا الشخص أم لا.
وأكد أن هذا المبدأ يسري بشكل رئيسي على النساء لافتا إلى أن نصف النساء اللواتي يقيمن بأن شريكهن أو صديقهن يمارس التقبيل بشكل سيئ يقررن في الأغلب إنهاء العلاقة العاطفية وإن كان هذا الشريك يجذبهن من نواحي أخرى.
وأشار إلى أن الرجل يتصرف بشكل مختلف لأن ردود فعله هي نفسها عندما يقبل امرأة يرتبط بها بعلاقة طويلة أو مع امرأة تعرف إليها قبل ساعات قليلة.
وأكد أن من المهم بمكان لدى الرجل ما إذا كانت المرأة التي أمامه تنال إعجابه أم لا.
أما إنهاء العلاقة مع المرأة فقط لأنه غير مرتاح لطريقة تقبيلها فلا يخطر بباله
وأضاف أن الفرصة الأكبر لدى الرجل هي أن يتم تحرير هرمون الاندورفين بشكل مستقل عن نوع المرأة التي يكون معها وكيفية ممارستها التقبيل.
وشدد على أن ما يجري في دماغ الرجل والمرأة أثناء التعارف مختلف تماما أما سبب ذلك فيمكن البحث عنه في التطور التاريخي لديهما مشيرا إلى أنه في الفترات القديمة كانت مهمة الرجل جعل أكبر عدد من النساء يحملن ولهذا توجب عليه تعلم اتخاذ القرارات بسرعة ولهذا لا تزال تسري إلى اليوم نظرة الرجل إلى ما يشاهده فالرجل يقيم بشكل خاص الصدر والمؤخرة والوجه ويقرر وفق ذلك.
وأضاف أن مهمة المرأة أيضا كانت واضحة منذ البداية وهي اختيار الرجل القوي والاحتفاظ به ولهذا إلى اليوم فإن النساء ينظرن أثناء التعارف مع الرجال إلى عيونهم ويحاولن تقييم شخصياتهم ويبحثن في الذاكرة ويقمن بعملية المقارنة.
[email protected]