الحقد من أسوأ صفات بني البشر، يعمي العيون عن الحقائق ويُشعل في نفوسهم نيران الحسد ونكران الجميل تجاه "الضحيّة". من يعادون ويكرهون، وهذه ظاهرة منتشرة في محيطنا وأحد همومنا ومآسينا في هذا العصر العصيب المزيف، استهجاني واستيائي لا حدّ لهما، إنّها ظاهرة أسرار سوداوية قلوب لفئة ليست قليلة من الناس عامّة والمقربين أيضًا فحقدهم قاتل لا مبرر له، وعلى الأرجح لحاجة في نفس يعقوب، بعكس ما يدّعون ويتظاهرون ليصبح شغلهم الشاغل وهمّهم رغم انعكاسه سلبيًا على حياتهم.
السؤال الذي أوجهه لهم لماذا لا ترون عيوبكم كما ترون عيوب الآخرين وتنظرون إلى عيوب الغير بمنظار مكبر؟ وهل هذه الحياة القصيرة الفانية تستحق مثل هذه التراكمات التي تضر بكم وبسعادتكم واستقراركم قبل الآخرين الموجه لهم؟!
علينا معًا وجميعًا أن نعالج ونصارح أنفسنا مرارًا في اليوم، لأنه إذا كان في قهر النفس مرارة ففي بقاء الشقاق بينك وبينها ما يزعج رقابك ...
والإصرار على عدم فهم الحقيقة، قبولها، ومواجهتها ضعف وهروب من الحقيقة لا تخدم وتزيد الطين بلة.
فالحياة يا فلان وعلّان واسعة كالبحر، فيها يوم شديد كأمواجه العاتية المخيفة وأيام هادئة لطيفة وأنباء مفرحة كنسيمه العليل، وأخرى قاتلة والمجال مفتوح أمام الجميع للمنافسة.
ثابروا واعملوا بجهد واهتموا بأنفسكم كي تستطيعوا تحقيق أهدافكم المنشودة والنوم وضميركم مرتاح!
نعم، لا أنكر أنكم جعلتم داخلي يحترق، وأنفاسي تكاد تنقطع وورود حديقتي تبكي وتناديني بصوت مخنوق، لكن رغم كل الأحزان والآلام لن أختفي عن الوجود، وسأبقى أحلم ببناء غد مشرق، وأعيش لكي أكمل الطريق وأرسم ابتسامة وأمسح دمعة بإصراري وإيماني وصدق مشاعري، ففي كل قلب شتاء وربيع، ووراء كل ليل طويل فجر يبتسم.
في هذه المحطة الشائكة وبصريح العبارة أقول؛ أمثالكم قد لا تستحق دموعي لأنكم لو استحققتموها لما جعلتموني أذرفها وأتألم بمرارة؛ لأنها دموع حقيقية، دموع بخار الروح الموجوعة ليست كدموعكم؛ دموع التماسيح! وأنا أومن أن دموع المظلوم عند الله صواعق يضرب بها الظالم آجلا أم عاجلا .
في هذا المقام أقول إن الحقول لا تروى بالدموع ولا تثمر سنابلها.
ثم الحذر الشديد ممن تحمله على كتفك، والبشر كما يبدو، هم الوحيدون الذين يقتلون عندما لا يكونون جائعين !
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" سورة الرعد، جزء من آية 11.
[email protected]