جاءت عملية القدس البطولية لتلقن حكومة (نتنياهو – بن غفير) درسًا قاسيًا، وتفشل حسابات الخطوط الحمراء لديهم، وتفشل مخططات مواصلة القتل وجرائم الإرهاب بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، ولا سيما بعد اقتحام سلطات الاحتلال الصهيوني مخيم جنين الخميس الماضي، وارتكاب مجزرة أدت إلى ارتقاء عشرة شهداء، وعدد من المصابين بجراح خطيرة، إضافة إلى الجرائم اليومية التي يرتكبها الجنود الصهاينة على مرأى ومسمع العالم، والدعم الكبير من نتنياهو وبن غفير لمواصلة القتل وسفك الدم الفلسطيني، ومواصلة الاقتحامات لباحات المسجد الأقصى، وأعمال التهويد وبناء المزيد من الثكنات الاستيطانية، والقرارات الإجرامية التي تعمل حكومة (نتنياهو – بن غفير) على إقرارها أبرزها إعدام الأسرى الفلسطينيين وغيرها من قرارات ضم الضفة المحتلة، وشرعنة البؤر الاستيطانية، وزيادة الدعم المالي لبرامج التهويد والاستيطان.
لقد جاءت عملية القدس البطولية التي أدت إلى مقتل سبعة من الصهاينة وإصابة آخرين كرد أولي مزلزل على اقتحام سلطات الاحتلال الصهيوني مخيم جنين، هذه العملية مثلت ضربة قاسمة لأمن الكيان المهترئ، وللحكومة الصهيونية التي أصبح مسؤولوها في حالة من الجنون الهستيري، وفضحت عورة الكيان وعورة حكومة اليمين المتطرف التي تضع على رأس أولوياتها القضاء على الشعب الفلسطيني، ومواصلة جرائم التهويد والاستيطان واستباحة المقدسات.
ولم يكن البيت الأبيض بمعزلٍ عن الحدث وعن العملية البطولية، إذ أكد الرئيس الأمريكي ( بايدن) لنتنياهو على أمن وسلامة الكيان الصهيوني، وسارع للاطمئنان على الصهاينة، ولملمة الجراحات للمسؤولين في الكيان وكعادتها أمريكا أوعزت بالجاهزية الكبيرة وتقديم كل الدعم والمساندة لجيش الاحتلال لمواجهة هذه العمليات، خاصة أن هذه العملية البطولية ليست بعيدة عن المناورات الأمريكية–الإسرائيلية لمواجهة المخاطر العسكرية على الكيان، وربما هذه العمليات البطولية تمثل الخطر الأكبر على الكيان أكثر من أي خطر خارجي يواجهه الأخير.
إن عملية القدس البطولية التي نفذها الشهيد المغوار خيري علقم، أذاقت الكيان العلقم والمرارة، وأفشلت حساباته في مواصلة جرائمه بحق أبناء شعبنا الفلسطيني وبحق قدسنا وأقصانا، بل جاءت الرد السريع على جريمة اقتحام مخيم البطولة والفداء مخيم جنين.
إن عملية القدس البطولية جعلت من وزير ما يسمى "الأمن القومي" الصهيوني (بن غفير) يعيش حالة من الجنون والهلوسة عندما يعلن أنه سيعمل على تغيير سياسة حمل السلاح في الكيان الصهيوني، ويفرض على كل إسرائيلي أن يكون لديه سلاح على مدار الساعة، مثل هذه الأفكار التي تسيطر على عقلية (بن غفير) وعقلية (نتنياهو) تؤكد حجم الأزمات الأمنية التي تواجه الكيان الصهيوني بالرغم من ترسانة السلاح والذخيرة التي يمتلكها الكيان الصهيوني إلا أن الصهاينة يعيشون في منظمة وسلسلة متوالية من الخوف والرعب من المقاوم الفلسطيني صاحب الأرض وصاحب الحق وصاحب التاريخ، لذا فإن هذه العملية تقض مضاجع الصهاينة وتمثل على المديين القريب والبعيد تهديدًا مباشرًا للصهاينة، وتهزم الروح النفسية لهم، وتجعلون في خوف ورعب دائمين، وغضب على الحكومة الإسرائيلية والمسؤولين الصهاينة الذين فشلوا في تحقيق الأمن والأمان لهم.
إن عملية القدس البطولية تفرض تحديات كبيرة أمام حكومة (نتنياهو – بن غفير) في فرض وقائع جديدة على الأرض في الضفة المحتلة والقدس، بل سيعمل الصهاينة على تشديد القبضة الأمنية والعسكرية على القدس وأحيائها، كما ستتعرض باحات القدس للاقتحامات المتزايدة وسط زيادة أعداد قوات الحراسات التي تقتحم المسجد الأقصى بصورة يومية، وستعمل سلطات الاحتلال على التشديد على أهل القدس والمرابطين، بل ستواصل حملات الاعتقال والمطاردة والإبعاد بحق أهل القدس في إثر هذه العملية، فهذه الإجراءات الاحتلالية وغيرها تستهدف إرضاء الجمهور الإسرائيلي على أداء الحكومة في أيامها الأولى.
أمام هذه الإجراءات والجرائم الإسرائيلية التي تتزايد على الفلسطينيين في القدس والضفة المحتلتين، لن تبقى المقاومة مكتوفة الأيدي بل ولن يسمح الشباب الثائر للصهاينة بالقتل وسفك الدماء، وسيردون الصاع صاعين، وسيبقون على أهبة الاستعداد على مدار الساعة في مواجهة جرائم الاحتلال الصهيوني في جميع الساحات والميادين دفاعًا عن أرضنا وشعبنا وتسديد الضربات للعدو الغاشم، وسيولد من رحم فلسطين ألف ألف خيري يذيق العدو الصهيوني علقم الدنيا رعبًا وفتكًا وتحديًا له في مواجهة جرائمه المتواصلة.
إلى الملتقى،،
[email protected]