وفقا للمعطيات المتوفرة لغاية الآن، فإن خطر السقوط يهدد القوائم العربية الثلاث التي تخوض انتخابات الكنيست. وبدون ان نخدع أنفسنا علينا ان نواجه الحقيقة بكل شجاعة ومصارحة الجماهير بأنه من غير المستبعد ان تكون الكنيست الـ 25 بدون تمثيل عربي أو بأقل عدد نواب عرب منذ عقود.
لا وقت للمزايدات ولا وقت للمناكفات، دعونا نلقي نظرة واقعية الى الأرقام وما تقوله بالفعل لكي نفهم خطورة الصورة.
تقول آخر التقديرات وفقا لما ادلى به يوسف مقلدة – مدير مركز "ستات نت"، أن نسبة التصويت في المجتمع العربي قد بلغت خلال الأسبوع الأخير 46%، أي انها ازدادت بـ 6% عما كانت عليه من قبل.
ومن المعروف ان عدد أصحاب حق الاقتراع في المجتمع العربي حوالي مليون شخص، أي ان 46% تعني 460 ألف صوت.
ودعونا نحذف منها الأصوات التي ستذهب للأحزاب اليهودية، وقد كانت في الانتخابات السابقة نحو 90 ألف صوت، ولتكن هذه المرة 80 ألف صوت، أي بعد ان نحذف 80 الف صوت من 460 الف، فإنه سيبقى 380 ألف صوت للقوائم العربية الثلاث.
من ناحية أخرى، منحت آخر الاستطلاعات "التجمع" ثلاث نتائج مختلفة هذا الأسبوع: القناة 12 (1.3)، القناة 14 (2.1%)، القناة 13 (2.2%)، وهذا يعني ان متوسط التوقعات هو 1.86%، وهذا يعني 70 ألف صوت في حال احتاج المقعد الى 38 ألف صوت، ولنفترض ان هذه النسبة قد ترتفع خلال الأيام الأخيرة عشية الانتخابات الى 2%، فإن ذلك يعني حوالي 90 ألف صوت للتجمع، وهو بالطبع غير كاف لتخطي نسبة الحسم.
من هنا فإن عدد الأصوات التي ستتبقى للقائمتين الاخريين: "الجبهة"/"العربية للتغيير" و"الموحدة" هي 290 ألف صوت.
عدد أصحاب حق الاقتراع في إسرائيل لهذه الانتخابات حوالي ستة ملايين و800 ألف ناخب (6.800.000)، وفي حال شارك في الانتخابات حسب التوقعات، 67% في البلاد (عربا ويهودا)، أي أربعة ملايين و556 ألف ناخب. فإن نسبة الحسم ستساوي هذه المرة 148 ألف صوت.
وحين نقول ان الأصوات المتوفرة لغاية الآن للقائمتين: "الجبهة"/"العربية للتغيير" و"الموحدة" معا هو 290 ألف صوت فقط، فذلك يعني ان القائمتين تواجهان خطر السقوط الحقيقي لأن مجموع الأصوات التي تحتاجها القائمتان لتخطي نسبة الحسم هي 300 الف صوت، على ان تكون موزعة بالتساوي بين القائمتين.
ولهذا فإمكانية السقوط واردة في حال سقط أهم هذه العناصر وهو نسبة التصويت القائمة على تقديرات واستطلاعات، فإذا تراجعت نسبة التصويت في الأيام الأخيرة فقد تسقط القائمتان أيضاً وفي حال حصلت احداهما على اكثر من نصف هذه الأصوات بصورة ملحوظة فإن القائمة الثانية ستسقط بالتأكيد.. ولهذا فليس من المستبعد أن تحمل لنا هذه الانتخابات بشائر غير جيدة على الاطلاق.
الصحفي ناضل حسنين (الطيبة)
[email protected]