موقع الحمرا الثلاثاء 08/07/2025 01:58
القائمة
  • أخبار محلية
    • الرامة
    • المغار
    • عيلبون
    • دير حنا
    • سخنين
    • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
    • رياضة محلية
    • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
أحدث الأخبار
  1. الرئيسية/
  2. مقالات وخواطر/
  3. آفاق المقاومة في شمال الضفة / بقلم: هاني المصري/

آفاق المقاومة في شمال الضفة / بقلم: هاني المصري

نشر بـ 12/10/2022 19:11 | التعديل الأخير 12/10/2022 19:14

شاركت في ندوة نظّمها مركز رؤية للتنمية السياسية في إسطنبول حول "التداعيات السياسية لتطورات شمال الضفة الغربية"، وقدمت فيها مداخلة بعنوان "الأبعاد السياسية لظاهرة المقاومة في شمال الضفة، ومحاولة استشراف مستقبلها". وركزت فيها على الأسباب والسياقات التي أدت إلى ظاهرة المقاومة في شمال الضفة، التي أخذت عنوان "كتيبة جنين" و"عرين الأسود" في نابلس. كما تناولت آفاق هذه الظاهرة، وإمكانية استمرارها وتحولها إلى انتفاضة مسلحة.

أسباب ظاهرة "شمال الضفة"

أولًا:
 إن الأسباب والعوامل التي زرعت بذور وبوادر هذه الظاهرة ابتدأت خلال العام الماضي، وتحديدًا بعد هبات وموجات الانتفاضة في القدس وبقية الضفة الغربية، التي امتدت إلى الداخل الفلسطيني، وساهمت في اندلاع معركة "سيف القدس"، والعملية الإبداعية التي تجلت في نفق الحرية. ولكن هذه الظاهرة تبلورت بصورتها الحالية في هذا العام، وتحديدًا بعد عمليات المقاومة التي شهدتها الضفة وأراضي 48، وأدت إلى مقتل نحو 20 إسرائيليًا. ولقد رفعت كل هذه الأسباب والعوامل معنويات الشعب الفلسطيني، وأعادت الثقة بصفوفه، وأدّت إلى زج المزيد من الشباب في صفوف المقاومة.

ثانيًا: ساهم في ميلاد هذه الظاهرة ضعف السلطة، الذي ظهر جليًا باتضاح وصول مشروعها السياسي إلى طريق مسدود، وعدم تبنيها لمشروع جديد، وتأجيل أو بالأحرى إلغاء الانتخابات خشية من نتائجها؛ ما أدى إلى المزيد من تآكل شرعية السلطة، وفقدانها ما تبقى من شعبيتها وهيبتها، خصوصًا في ظل تحديد سقف أمني اقتصادي للعلاقات الفلسطينية الإسرائيلية من دون أي مضمون أو أفق سياسي، إضافة إلى تفاقم الخلافات والصراعات على السلطة والمراكز التي ازداد أوارها على خلفية الصراع على الخلافة، كما ظهر في تجميد عضوية توفيق الطيراوي في اللجنة المركزية لحركة فتح، ومن قبله فصل ناصر القدوة، وفي عدم تحديد موعد جديد لعقد المؤتمر الثامن لحركة فتح، على الرغم من تحديد موعدَيْن سابقَيْن في شهري آذار وأيار الماضيين، ولم يتم الالتزام بهما.

وظهر عجز السلطة واضحًا وضوح الشمس في وقوفها مكتوفة اليدين، فهي تخشى من الانحياز لشعبها، وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من مواجهة مع الاحتلال، وتخشى من عواقب مشاركتها في إخماد هذه الظاهرة بمضاعفة دورها في اعتقال المقاومين وسحب سلاحهم قبل أن تتسع، وخصوصًا بعد أن شارك فيها أفراد سابقون وحاليون من الأـجهزة الأمنية، على الرغم من قيام قوات الاحتلال بزيادة وتيرة الاقتحامات، والاغتيالات، والاعتقالات، وهدم المنازل، وإغلاق المؤسسات، وتوسيع الاستيطان، والمضي قدمًا في تنفيذ مخطط تهويد القدس والأقصى وبمعدلات غير مسبوقة، وهذا أوجد فراغًا وجدت الكتائب الجديدة من الضروري محاولة ملئه، وهذا استدعى رموزًا جديدة تناسبه، مثل فتحي خازم أبو رعد، الذي أصبح رمزًا وقائدًا لهذه الظاهرة.

ثالثًا: زيادة التطرف الإسرائيلي، وتصاعد العدوان بكل أشكاله، يؤدي دورًا بارزًا في خلق الظاهرة، فلكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكسٌ في الاتجاه، بما في ذلك تصعيد العدوان العسكري، كما حدث في الاقتحامات اليومية للمناطق الفلسطينية، بما فيها المدن الفلسطينية المصنفة (أ)، المفترض أنه وفق اتفاق أوسلو لا تدخلها القوات المحتلة إلا في حالات المطاردة الساخنة.

وهنا من المفيد الإشارة إلى أن ما تقوم به الحكومات الإسرائيلية منذ تولي بنيامين نتنياهو الحكم في العام 2009، وحكومة نفتالي بينيت ويائير لابيد، لم تعد تكتفي بإدارة الصراع كما كان الأمر إبان الفترة منذ توقيع اتفاق أوسلو، إلى أن قتلته حكومات نتنياهو وإيهود باراك؛ حيث لم يعد أي وجود لما سمي "عملية سلام".

وبالتأكيد، فإن ما قامت به حكومة بينيت ولابيد لا يندرج تحت مسمى تقليص الصراع، والهدف من هذه المصطلحات "تلطيف" الجرائم المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال، كما جاء في كتاب "مصيدة 67" لميخا غودمان، وتبناه بيني غانتس، وزير الحرب الإسرائيلي، بل ما يجري على الأرض يدل على تصعيد الصراع، وأخذه أشكالًا جديدة تحاول فيها قوات الاحتلال التقليل من العقوبات الجماعية قدر الإمكان، وحصر عملياتها في المناطق التي تشهد مقاومة في محاولة لدق إسفين بين الفلسطيني "الجيد المسالم" والفلسطيني "السيئ الإرهابي".

رابعًا: لا شك أن التطورات الإقليمية والدولية الحاصلة، تؤدي دورًا في تأجيج الصراع، خصوصًا الحرب الأوكرانية وتداعياتها، والسباق بين الحرب والسلام في ملفات عدة، مثل: ملف تايوان، وترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، والملف النووي الإسرائيلي. فإسرائيل تحاول توظيف ما يحدث من أحداث عالمية وانشغال العالم بها، وتسعى في سباق مع الزمن لفرض المزيد من الحقائق على الأرض في فلسطين؛ لكي يكون الحل الإسرائيلي هو الحل الوحيد المطروح والممكن عمليًا، وكذلك تحاول المضي في مسلسل التطبيع والتتبيع الذي يهدف إلى تهميش القضية الفلسطينية عربيًا، لكي يساعد على تنفيذ هدفها الأكبر، وهو تصفية القضية الفلسطينية من مختلف أبعادها، متصورة أن اللحظة التاريخية الحالية فرصة نموذجية لتحقيقه.

سياقات ميلاد ظاهرة المقاومة في شمال الضفة

حتى يمكن تفسير الظاهرة محل الدراسة، من الضروري رؤية السياق الذي جاءت فيه، فمن الملاحظ أن المقاومة قد أخذت بعد وقف الانتفاضة الثانية في العام 2004، أشكالًا مختلفةً عما كانت عليه في السابق؛ حيث شهدنا شكل شن الاحتلال العدوان العسكري على غزة مرة وراء أخرى، مع استمرار الحصار الخانق على القطاع، الذي حوّله إلى أكبر وأطول سجن في التاريخ، وشهدنا شكل اندلاع مسيرات العودة، وهبات القدس المتكررة من أجل الدفاع عن الهوية الفلسطينية العربية للقدس وحماية المقدسات، خصوصًا المسجد الأقصى، كما شهدنا موجات الدفاع عن الأرض والممتلكات والشجر والحجر في مواجهة الاحتلال والمستوطنين المسلحين من نعلين وبلعين إلى بيتا وكفر قدوم والنبي صالح وبيت دجن وغيرها الكثير، وإلى اندلاع موجة انتفاضة السكاكين، التي استمرت أكثر من عام.

لقد أخذت المقاومة شكل الموجات والهبات، ولم تتحول إلى انتفاضة شاملة، مع أن أحداثًا أقل مما حصل خلال الأعوام السابقة، وتحديدًا العام الحالي، كانت تؤدي إلى انتفاضة، لا سيما في ظل المضي بتنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني للأقصى تمهيدًا لشرعنته، ذلك على غرار ما حصل في الحرم الإبراهيمي في الخليل.

ولا يمكن تفسير عدم تحول الموجات ولا الرد على العدوان العسكري المتكرر على قطاع غزة إلى انتفاضات من دون رؤية تأثير غياب المؤسسة الوطنية الجامعة والإستراتيجيات الموحدة والقيادة الواحدة، جراء وقوع الانقسام وتنازع السلطتين على التمثيل والمصالح والمكاسب واستمراره وتعمقه؛ حيث استنزف الطاقات الفلسطينية في صراع داخلي، وهذا يجعل طابع المقاومة فرديًا ومحليًا وموسميًا، ويغلب عليها ردود الأفعال، ومن الصعب إذا استمر الحال على هذا المنوال أن تحقق انتصارات حاسمة.

لا شك أن رفض القيادة الرسمية لخيار المقاومة بمختلف أشكاله، بما في ذلك المقاومة الشعبية، إلا بحدود شكلية ومحدودة، من أهم الأسباب التي تحول دون تحول الهبات والموجات والمواجهات العسكرية إلى انتفاضة شاملة، شعبية أو مسلحة، أو تدمج ما بين الشكلين، كما تلعب حالة الانتظار دورًا في بقاء حالة موجات المد والجزر، ففصائل المعارضة لم تبلور رؤية شاملة وخطة ملموسة.

كما أن الضربات الأمنية التي تتعرض لها فصائل المقاومة من الاحتلال بالدرجة الأولى، ومن السلطة بالدرجة الثانية، إضافة إلى مزيد من خضوع السلطة في الضفة للواقع الذي يخلقه الاحتلال، والسيطرة الانفرادية لحركة حماس على السلطة في قطاع غزة، وتغليبها لحسابات السلطة ومصالحها وأولويتها على احتياجات المقاومة، فضلًا عن تقادم وترهل وعدم إصلاح وتجديد وتغيير الفصائل، وتذويبها في السلطة أو في السلطتين؛ هي من أهم العوامل التي تفسر ظاهرة الموجات التي تشهد مدًا وجزرًا، ما أن تنتهي موجة أو هبة أو مواجهة عسكرية إلا وتبدأ أخرى.

وإذا تناولنا موقف السلطة من الظاهرة، فسنجد أنها في موقف لا تحسد عليه؛ إذ إنها تريد أن تنتهي هذه الظاهرة بأسرع وقت ممكن؛ لأن استمرارها يهمش دور السلطة، ويقلل اعتماد الاحتلال عليها، ويمكن أن يؤدي إلى اتساع تأييدها في صفوف حركة فتح والأجهزة الأمنية، إلى حد يمكن أن يحصل فيه نوع من التمرد، أو حتى انهيار السلطة، في حين إنها يمكن أن توظفها في الاتجاه العكسي لتحسين موقفها كدلالة على فشل الاحتلال في كي وعي الفلسطينيين ودفعهم للتخلي عن المقاومة، وأهمية أن يكون هناك أفق سياسي.

وتقوم السلطة بالاعتقالات والقمع في الأماكن التي تتمكن فيها من ذلك، مثل ما حصل في قلقيلية والخليل، وتتردد بعدما حاولت قمع هذه الظاهرة في نابلس باعتقال مصعب اشتية وعميد طبيلة؛ إذ حصلت ثورة ضدها؛ ما دفعها إلى محاولة احتواء الظاهرة لإنهائها من خلال إقناع أفرادها بتسليم أنفسهم وسلاحهم، والحصول على تعويض وتفريغ لهم في صفوف السلطة والأجهزة الأمنية، كما حدث سابقًا في أواخر الانتفاضة الثانية. ويساعد على ذلك أن هذه الظاهرة تشارك فيها أعداد كبيرة من أفراد كتائب الأقصى، وأعضاء حركة فتح، خصوصًا في نابلس، ولوحظ أن تعامل السلطة مع هؤلاء مختلفٌ عن تعاملها مع أفراد حركة حماس، وإلى حد ما الجهاد؛ إذ تلجأ إلى قمعهم واعتقالهم بسرعة.

إن هذه الظاهرة عفوية وفردية ومحلية وعابرة للفصائل، على الرغم من وجود أعضاء من الفصائل ولكنهم لا يعتبرون في الغالب فصائلهم مرجعية لهم، ولا يوجد لها بنية فكرية مبلورة ولا بنية تنظيمية محددة، ولا يوجد لها قادة كبار يمكن إنهاء الظاهرة من خلال اعتقالهم أو اغتيالهم، وحددت سياسة لها يغلب عليها الدفاع، إلى أن انتقلت مؤخرًا مع تزايد نفوذها وتصاعد العدوان إلى المبادرة للتصدي لأي اقتحام بشكل غير مسبوق وحتى الشهادة، وبالهجوم مع التركيز على منع المستوطنين من زيارة قبر يوسف، ومشاغلة قوات الاحتلال والمستوطنين أثناء تجولهم في الشوارع القريبة والمشتركة والمحيطة، خصوصًا بمدينة نابلس، وتوسعت ويمكن أن تتوسع، خصوصًا إذا لجأ الاحتلال إلى تصعيد عدوانه، ونفذ عمليات سور واقٍ، وعقوبات جماعية، أو إذا أوقعت المقاومة خسائر بشرية في صفوف الإسرائيليين.

وكذلك توسعت بسبب زيادة اعتمادها على وسائل التواصل الاجتماعي، لدرجة أطلق عليها بعض الأوساط الإسرائيلية "انتفاضة التيك توك"، وهو سلاح ذو حدين، مضر أمنيًا؛ إذ يسهل ملاحقة المقاومين، والتعرف إلى أماكنهم، وشبكة الاتصالات بينهم، ومفيد للتعبئة والانتشار السريع والحشد والإعلام، كما حصل يوم الخميس الماضي، حين دعت "عرين الأسود" إلى إشعال الإطارات في المناطق حول قبر يوسف لمنع اقتحام المستوطنين وقوات الاحتلال؛ حيث لبت أعدادٌ كبيرةٌ النداءَ، لا ينتمي بعضهم، وربما معظمهم، إلى عرين الأسود.

وعلى الرغم من العفوية، فإن درجة لا بأس بها من الوعي والتنظيم ظهرت من خلال اعتبار "عرين الأسود" أنهم يمثلون جيل التضحية، لذلك يقاومون حتى الشهادة، ومؤمنون بظهور جيل الإعداد بعدهم، ثم جيل التحرير؛ أي لا ينساقون وراء الدعوات والتنبؤات حول زوال إسرائيل في هذا العام أو العام الذي يليه، ويرحبون بالمساعدات من الفصائل، والتغطية التي تقدمها لهم، خصوصًا حركتي حماس والجهاد، ولكنهم حرصوا على تمييز أنفسهم عن الفصائل من خلال عدم تغطية جثامين الشهداء برايات فصائلية، وهم حريصون على تركيز مقاومتهم على الاحتلال ووحدة الشعب في مواجهته، ويرفضون الدعوات للاصطدام بالسلطة، وهم يشجعون ظاهرة أن هذا الجيل يخلق رموزه وأبطاله، كما يلاحظ بالتركيز على أهمية الشهداء ورمزهم فتحي خازم، والد الشهيدين رعد وعبد الرحمن.

سيناريوهاتٌ محتملةٌ

السيناريو الأول: موجة مقاومة مؤقتة بلا حاضنة


يعد هذا السيناريو الأكثر احتمالًا، ويقوم على أن ظاهرة المقاومة موجة ستصل إلى ذروتها، وستنحسر عاجلًا أم آجلًا، فلا توجد حاضنة فكرية وسياسية وقيادية وبرنامجية وتنظيمية تحميها وتؤمن لها الاستمرار، حتى حركة حماس تدعمها وتوفر الغطاء لها، ولكنها لا تتبناها وتخشى من عواقبها لجهة دفع الأمور إلى المجابهة الكبرى قبل الأوان، واستدراج قطاع غزة إلى المعركة. أما حركة الجهاد فهي فقط من تتبنى بالكامل هذه الظاهرة، وتنخرط فيها، خصوصًا في جنين، ولا يوجد لها عمق عربي وإقليمي ودولي؛ إذ إنّ معظم الأطراف ضدها، أما إيران وحلفاؤها فهم معها، ولكنهم أمام خيارات واحتمالات مهمة وسباق بين الحرب والاتفاق، وفي ضوئها ستتحدد درجة دعمها لهذه الظاهرة.

وتتميز هذه الظاهرة بالعلنية، وربما حرق المراحل، من دون توفير الحماية الكافية، فهذا مكن الاحتلال من اصطياد عناصرها من دون خسائر كبيرة في صفوفه، فالحاضنة الشعبية لا تكفي، خصوصًا في ظل البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تبلورت بعد عشرات السنين من الاحتلال، وبعد وقوع الانقسام؛ ما أوجد شرائح وأفرادًا ضد المقاومة، ويبررون ذلك بأنها من دون أفق. كما أن طبيعة الأرض وإمكانات العدو الاستخبارية والتكنولوجية؛ سيمكن الاحتلال من ضربها، كما يلاحظ من خلال عمليات الاغتيال والاعتقال اليومية من دون أن يعني تحقيق أهدافه. فالمقاومة مستمرة موجة وراء موجة؛ لأن أسباب اندلاعها مستمرة.

السيناريو الثاني: تحوّل محدود في موقف السلطة

يقوم هذا السيناريو على حدوث تحول محدود في موقف القيادة والسلطة، من خلال استخدام هذه الظاهرة لتحسين موقف السلطة إزاء الاحتلال من دون الانخراط فيها، وكذلك يمكن أن يرافقه تحول في موقف الفصائل من هذه الظاهرة؛ حيث ينتقل من الدعم وتوفير الغطاء إلى التبني والانخراط فيها، خصوصًا إذا أحرزت المبادرة الجزائرية تقدمًا، وهذا سيعطي لظاهرة المقاومة عمقًا ودعمًا أكبر، ولكنه لا يكفي لإنجاز انتصار إستراتيجي.

السيناريو الثالث: حصول تطورات دراماتيكية محلية إقليمية ودولية

يمكن أن يتحقق هذا السيناريو إذا حصلت تطورات دراماتيكية في تصعيد العدوان الإسرائيلي، واتخاذ خطوات كبيرة في القدس، والأقصى تحديدًا، وارتكاب مجازر أو تهجير واسع من الداخل إلى مناطق (ج) في الضفة، أو ضم مناطق إلى إسرائيل، خصوصًا إذا فاز نتنياهو واليمين الأكثر تطرفًا في الانتخابات القادمة، أو حصلت تطورات كبرى في الحرب الأوكرانية، وعلى صعيد الملفات الإقليمية، مثل استخدام أسلحة دمار شامل أو نووي تكتيكي أو سلاح بيولوجي، أو اندلاع حرب محدودة أو واسعة إقليمية بين لبنان أو إيران وحلفائها مع الكيان المحتل.

وهذا تطور ينطوي على فرصة ويحمل محاذير؛ إذ يمكن أن يستخدم الاحتلال أية مشاركة عسكرية فلسطينية إلى جانب محور المقاومة ذريعة لتنفيذ خطوات كبرى في القدس، وضد الأقصى، وضم مناطق من الأراضي المصنفة (ج)، وتهجير مواطنين فلسطينيين من الداخل بحجج أمنية، وأنه إجراء مؤقت وتحويله إلى دائم إذا جرى تطبيقه.

وأخيرًا، إن ظاهرة المقاومة في شمال الضفة مهمة جدًا، وهي قابلة للتمدد والانتشار، خصوصًا في ظل عدم وجود أي أفق سياسي، وازدياد الوضع صعوبة، حتى إن لم تتمكن من تحقيق انتصارات حاسمة نوعية، فهي تُبقي جذوة المقاومة مشتعلة، وتُبقي القضية حية، وتُفشل أو تعرقل تنفيذ المخططات الاحتلالية بسرعة من دون ثمن باهظ، وترفع المعنويات والثقة، وتُؤسس لموجات وهبات ومواجهات قادمة.

ما دامت العوامل والأسباب التي أدت إلى اندلاع المقاومة موجة وراء موجة، وانتفاضة وراء انتفاضة، وثورة وراء ثورة، على طريق اندلاع انتفاضة شاملة مستمرة، فسنكون قادرين على الانتصار، وإنجاز تقرير المصير والحرية والاستقلال والعودة والمساواة، على طريق هزيمة المشروع الاستعماري الاستيطاني العنصري، وإقامة دولة ديمقراطية يعيش فيها الجميع بمساواة وعدالة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]

تعليقات

إقرأ أيضاً


إيران وأميركا... حرب مفتوحة أم تفاوض تحت النار؟ بقلم: هاني المصري

إيران وأميركا... حرب مفتوحة أم تفاوض تحت النار؟ بقلم: هاني المصري

الخميس 26/06/2025 20:04

قبل انقضاء المهلة التي حدّدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب (أسبوعين) لاتخاذ قرار بشأن مهاجمة إيران، نفّذت طائرات وغوّاصات أميركية، فجر الأحد الماضي، ض...

نحن مسيحيون ولسنا نصارى - بقلم: رانية مرجية

نحن مسيحيون ولسنا نصارى - بقلم: رانية مرجية

الخميس 26/06/2025 14:36

في زمنٍ تختلط فيه الألسنة وتتآكل فيه المعاني، تصبح الكلمة ليست فقط وسيلة تعبير، بل حقًّا في التسمية، وواجبًا في التصحيح، وصرخةَ هوية لا يجوز خفض نبرته...

حرب الـ12 يومًا: تصعيدٌ ناريّ أم إعادة تشكيل للواقع الإقليمي؟ بقلم: مرعي حيادري

حرب الـ12 يومًا: تصعيدٌ ناريّ أم إعادة تشكيل للواقع الإقليمي؟ بقلم: مرعي حيادري

الأربعاء 25/06/2025 19:55

لم يكن اندلاع الحرب التي استمرت اثني عشر يومًا بين الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران مفاجئًا للمراقبين، بل كانت تتصاعد مؤشراتها شيئًا فشيئًا منذ سنوا...

الرملة واللد ويافا: ثلاثية الجرح الفلسطيني من النكبة إلى معركة البقاء بقلم: رانية مرجية

الرملة واللد ويافا: ثلاثية الجرح الفلسطيني من النكبة إلى معركة البقاء بقلم: رانية مرجية

السبت 21/06/2025 22:11

الرملة، اللد، ويافا… ليست مجرد مدن، بل هي جراح مفتوحة في جسد الوطن الفلسطيني، شواهد على النكبة التي لم تنتهِ، وعلى الصمود الذي لم ينكسر.

إسرائيل دون أميركا: وهم القوة وحدود الانتصار.. ودعوة لعودة العقلاء.. بقلم: مرعي حيادري

إسرائيل دون أميركا: وهم القوة وحدود الانتصار.. ودعوة لعودة العقلاء.. بقلم: مرعي حيادري

السبت 21/06/2025 21:42

في ظل ما تشهده منطقتنا من تصعيد متواصل بين إسرائيل وإيران، تتقاذف النيران سماء الشرق، وتُقرع طبول حرب يبدو أن لا أحد يربح فيها سوى الخسائر.

هل أصبحت إسرائيل أكثر أمنًا وأمانًا؟  بقلم: د. سمير خطيب

هل أصبحت إسرائيل أكثر أمنًا وأمانًا؟ بقلم: د. سمير خطيب

السبت 21/06/2025 18:46

غربية قوية مثل بريطانيا وفرنسا والمانيا ، تعيش حالة قلق وجودي متصاعد.

الخروج من المأزق الفلسطيني... أفق الإصلاح الممكن بقلم: هاني المصري

الخروج من المأزق الفلسطيني... أفق الإصلاح الممكن بقلم: هاني المصري

الثلاثاء 10/06/2025 20:55

يعيش المشروع الوطني الفلسطيني مأزقاً بنيوياً شاملاً يطاول الرؤية والمشروع السياسي والقيادة والمؤسّسات، في ظلّ أزمة غير مسبوقة تُهدّد الهُويَّة الوطنية...

عايدة توما سليمان… حين تنطق عكا في الكنيست وتفضح الظلم بلغة لا تتلعثم بقلم: رانية مرجية

عايدة توما سليمان… حين تنطق عكا في الكنيست وتفضح الظلم بلغة لا تتلعثم بقلم: رانية مرجية

الثلاثاء 27/05/2025 18:15

في زمن تتكسر فيه المبادئ على موائد المصالح، وفي عصر تُبتلع فيه القضايا الكبيرة بين براثن الصمت المُخجل، تقف سيدة عكاوية كأنها آخر قلاع الموقف في وجه ا...

“كيف نعيش الأمل والفرح؟ تأملات في الصمود النفسي في زمن الألم والإعلام المنهك” بقلم: رانية مرجية

“كيف نعيش الأمل والفرح؟ تأملات في الصمود النفسي في زمن الألم والإعلام المنهك” بقلم: رانية مرجية

الأثنين 26/05/2025 18:59

في زمن تكثر فيه الأزمات الصحية والنفسية والاجتماعية، وتلعب فيه وسائل الإعلام والسوشيال ميديا دورًا مزدوجًا بين التوعية والإرباك، تبرز الحاجة إلى خطاب...

تجربتي في تعليم اللغة الإنجليزية كتب:د غزال أبو ريا

تجربتي في تعليم اللغة الإنجليزية كتب:د غزال أبو ريا

الثلاثاء 20/05/2025 11:14

عملت معلماً للغة الإنجليزية في مدرسة الحكمة الثانوية -سخنين -واللغة الإنجليزية جواز سفرنا للعالم وللأكاديميا ولكل من يريد أن يندمج في الأبحاث في مجالا...

الأكثر قراءة

ترامب: ضرب إسرائيل لإيران "محتمل للغاية".. واحذر من "صراع واسع النطاق"

الخميس 12/06/2025 22:13

ترامب: ضرب إسرائيل لإيران "محتمل للغاية"...
ترامب: ناقشت مع نتنياهو موضوع إيران وعدم الاتفاق معها خطير للغاية

الثلاثاء 10/06/2025 15:30

ترامب: ناقشت مع نتنياهو موضوع إيران وعدم...
في رسالة إلى ماكرون.. عباس يؤيد نزع سلاح "حماس" وعدم مشاركتها في حكم غزة

الثلاثاء 10/06/2025 13:14

في رسالة إلى ماكرون.. عباس يؤيد نزع سلاح...
ترامب: لست راضيا عن إسرائيل ولا عن إيران

الثلاثاء 24/06/2025 14:38

ترامب: لست راضيا عن إسرائيل ولا عن إيران
تقرير: نتنياهو يسعى للتوصل إلى اتفاق سلام شامل مع سوريا

الخميس 12/06/2025 20:09

تقرير: نتنياهو يسعى للتوصل إلى اتفاق سلا...

كلمات مفتاحية

الشرطة سطو بنك طيرة الكرمل اخبار محلية اعتقال دير الاسد اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه صالح ذباح متجر مهرجان تسوق اخبار محلية حرق مركبة دير الاسد سطو دير حنا سلاح الاطفال دراسة تلفاز شاشة الاحوال الجوية حاله الطقس ارتفاع درجات الحراره اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه اعتقال طلّاب مدرسة جنسية عقرب أصفر يلدغ فتى النقب حالته خطيرة
  • أخبار محلية
  • الرامة
  • المغار
  • عيلبون
  • دير حنا
  • سخنين
  • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
  • رياضة محلية
  • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
  • مـسـلسـلات
  • مسلسلات كرتون
  • مسلسلات رمضان 2019
  • مسلسلات رمضان 2017
  • افلام
  • افلام كرتون
  • افلام تركية
  • افلام هندية
  • فنانين محليين
  • برامج تلفزيون
  • منوعات
  • رقص النجوم 3
  • حديث البلد - موسم 7
  • تراتيل جمعة الالام
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • للاعلان لدينا
  • شروط الأستخدام
© جميع الحقوق محفوظة 2025
Megatam Web Development