كما هو معروف لنا جميعًا، هناك عدّة طرق وعلاجات مختلفة لمرضى السكّري، الذين عليهم أن يكونوا ملمّين وعلى دراية تامّة بمدى أهمية هذه العلاجات والمواظبة على تلقّيها.
عندما نتحدّث عن مرض السكّري من نوع 2، يجب أن نعرف أن البنكرياس ينتج الإنسولين، ولكن بسبب اضطراب في عمله السليم في الخلايا، لا يمكن للسكر الدخول إليها. ونتيجة لذلك، فإن أعضاء الجسم "تطلب" كمية أكبر من الإنسولين لإدخال السكر إلى خلايا الجسم وتخزينه، وتعرف هذه الظاهرة باسم "مقاومة الإنسولين". مع مرور الوقت، لا تعد كميات الإنسولين التي ينتجها البنكرياس على خلفية مقاومة الإنسولين كافية للتعويض عن انخفاض إدخال السكر في خلايا الجسم، وتنشأ زيادة في مستويات السكر تؤدّي للإصابة بمرض السكّري من النوع 2.
يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن مرض السكري من النوع 2 هو مرض يتفاقم بسرعة، حيث قد ترتفع مستويات السكر في الجسم بمرور الوقت، ويرافقها أحيانًا تدهور في وظيفة خلايا بيتا في البنكرياس. في حالة مرض السكري من النوع 2، قد يؤدي الحفاظ على قيم الجلوكوز قريبة من المعدل الطبيعي قدر الإمكان إلى التقليل من مضاعفات مرض السكري، ولكنه قد يكون أيضًا أمرًا مليئًا بالتحديات، علمًا أن عددًا كبيرًا من المرضى لا يستطيعون الوصول إلى التوازن الموصى به والذي حدّده الطبيب المعالج.
الهدف من علاج مرض السكّري من نوع 2 هو تأجيل وحتى منع مضاعفات المرض طويلة الأمد. الطريقة للوصول إلى هذا الهدف تتمحور في خفض مستويات السكر وضبطها، ومعالجة عوامل الخطر الأخرى. أحد العلاجات الحيويّة والفعّالة هو العلاج بالإنسولين، الذي يعطى لمرضى السكري بحسب ثلاثة أهداف شخصيّة تم تحديدها من أجلهم- وتشمل: مستويات السكر المستهدفة عند الصيام، مستويات السكر المستهدفة بعد الأكل، ونسبة الهيموجلوبين التراكمي (الغليكوزيلاتي) المحدّد، كل ذلك وفقًا لبيانات المريض: العمر، ومدّة مرض السكري، الأمراض المصاحبة، متوسّط العمر المتوقع، خطر الإصابة بهبوط سكر الدم وكذلك القدرة المالية والدعم الأسري.
عن حُقن الإنسولين:
كما ذكر أعلاه، الإنسولين هو هرمون وظيفته إدخال السكر من الدورة الدموية إلى الخلايا، وبالتالي ضبط مستويات السكر في الدم. اليوم هناك إنسولين متطوّر يحاكي إفراز الإنسولين الطبيعي، وبالتالي يمكن أن يعطي مرونة بما يتعلق بأوقات الحقن وبملاءمتها لأسلوب حياة المتعالج.
بالإمكان تقسيم مجموعة الإنسولين إلى ثلاث مجموعات:
-
إنسولين قصير المدى- يتلقّى المتعالج الحقنة قبيل تناول الطعام، يساهم في خفض مستويات السكر بعد الأكل.
-
إنسولين متوسط المدى (Intermediate) أو المختلط- عادة ما يُعطى مرّتين في اليوم. يساعد بالحفاظ على مستويات ثابتة من الإنسولين في الدم طوال ساعات اليوم ويساعد كذلك في خفض مستويات السكر في الدم بعد الأكل.
-
إنسولين ذو مفعول طويل- يُعطى مرّة واحدة في اليوم. يساهم في خفض مستويات السكر عند الصيام والحفاظ على ثبات مستويات السكر طوال اليوم.
بالإضافة إلى ذلك، هناك علاج إضافي لمرض السكّري ويشمل الإنسولين:
علاج بحقن يدمج الإنسولين طويل المفعول + GLP1:
يدور الحديث عن مجموعة من العلاجات التي تمكّن من العلاج عن طريق حقنة واحدة حتّى لمستويات السكر عند الصيام وأيضًا ما بعد الأكل.
الهدف من علاج السكّري هو موازنة مستويات السكّر لتقليل الأعراض ومنع ظهور المضاعفات المستقبلية. بالطبع، التوصيّة الأساسية لكل مريض هي ملاءمة طريقة العلاج لوضعه الطبي، وأيضًا، والأهم، التّحلّي بالصبر والتفكير الإيجابي.
*للمزيد من المعلومات عن طرق علاج مرض السكّري والعلاجات بالإنسولين، يرجى التوجّه إلى الطبيب المعالج.
[email protected]