بعد لقاءات الخليل، ورام الله، ونابلس وجنين والقدس ضمن المسيرة التواصليّة الثقافيّة للكلّ الفلسطيني التي يقوم بها الاتحاد العام للكتّاب الفلسطينيين- الكرمل 48 كان من الطبيعي أن يكون لقاء اليوم في طولكرم.
للأمانة التاريخيّة؛
تواصل معي كاتب من طولكرم ورتّبنا للقاء هنا وعيّناه، بناء على رغبته، ليوم السبت 19 فبراير، ورتّبنا البرنامج، تواصلت معه صباح الأربعاء برنقيّة، بعد فشل عشرات المحاولات الهاتفيّة، وصُدمت برده برسالة جاء فيها: "أنا للأسف لن أكون في البلد.. لأني الجمعة في عمان ويوم السبت سأكون في الجزائر.. مهمة عاجلة بدعوة من الرئيس الجزائري". لا أكثر ولا أقلّ.
وتبيّن لاحقًا أنّ الرئيس الجزائري ما زال ينتظره، مثلي تمامًا.
إثر هذا الخذلان، تواصلت مع الدكتورة رولا غانم، ودون تردّد، تبنّت الفكرة والمشروع وتماهت معه ورتّبت الأمور، بمساعدة الكاتبة سجى حسون، أو مطرائيل- كما يحلو لها- وها نحن نلتقي اليوم في لقاء أدبيّ ثقافيّ رمضانيّ.
التقيت صباح الأربعاء في سجن عسقلان مع أسرى يكتبون، سألوني: "وين وصّلتوا بالمشروع التواصلي للكلّ الفلسطيني؟ إحنا صرنا مبلّشين، إحنا هون من الخليل وغزة وباقة الغربيّة. وطلبوا إيصال تحيّاتهم لكل المتواجدين هنا ولكلّ الأهل في كلّ مكان.
طلبت العذر مرارًا من سميح ومحمود،
لم نعد نؤمن أنّ للبرتقالة شقّين، نحن جناحا الوطن،
وعليه، فإنّ التواصل مع أهلنا في أيّ مكان واجب لا بدّ منه ليؤكّد أنّ الشعب العربي الفلسطينيّ شعب واحد وموحّد في الداخل والشتات والمنافي. ولا يمكن للوطن إلّا أن يحلّق بجناحيه، والتواصل المباشر يزيل الصورة النمطية عند البعض عن أهلنا في الداخل وفي الشتات.
اللقاء اليوم ليس فزعة عرب موسميّة،
وليس نزوة آنيّة نرجسيّة؛
وليس ردّة فعل غاضبة على ما يجري في الأقصى والقيامة والقدس التي نستنكرها بشدّة؛
بل نتاج رؤية ورؤيا تصبّ في ترسيخ مفهوم الكلّ الفلسطيني؛ شاء من شاء وشاء من أبى؛
وحتمًا ستكون له استمرارية.
[email protected]