جاء على لسان المتحدث الإسرائيلي بأن هناك حدثاً أمنياً ما فوق سماء فلسطين قادماً لبنان، فبعد فترة من الزمن تم الإعلان عن وجود طائرة مسيرة من المقاومة اللبنانية انطلقت من لبنان وعادت إلى أدراجها بعد رحلة استمرت لمدة 40 دقيقة وقطع مسافة 70كم.
هذا الحدث الأمني كما تدعي إسرائيل أربك الكيان الغاصب على كل المستويات، والتوقيت الذي جاءت به هذه المسيرة بعد إعلان المقاومة بأنها ستقوم بتغير إستراتيجيتها تجاه هذا العدو الهالك وتغير قواعد الاشتباك، وتفعيل الدفاعات الأرضية لحماية سماء لبنان وتحديداً محور المقاومة من أي اختراق إسرائيلي.
اعتقد بأنه بدأت مرحلة جديدة من الصراع مع هذا العدو، ليس بين دول المحور أو الإقليم، بل مع مقاومة مسلحة تسليحاً جيداً، هذا الذي جعل العدو يتراجع إلى الخلف كما هو حاصل الآن، فحالة التخبط الذي تعيشها إسرائيل هذه الفترة غير معهودة؛ وبدايات تخلي أمريكا والغرب عنها يتعاظم يوماً بعد يوم، فمعركة سيف القدس (1) كانت بداية واضحة ومؤكدة بان محور المقاومة مسلحاً بشكل يصعب اختراقه بأي طريقة من الطرق وهذه الحقيقة يدركها هذا الكيان ويقف مكتوف الأيدي أمامها.
انشغال الولايات المتحدة الأمريكية عن الشرق الأوسط لا يعني بان الفرصة مهيأة للقضاء على هذا الكيان، بل بدأت تدرك بان دعم إسرائيل بات لا جدوى منه، فهناك أموراً اكبر واهم من هذا الكيان، فجميع محاولات إسرائيل استعطاف أمريكا وحلفاؤها بأنها هي المظلومة في هذه البقعة من العالم، باتت مكشوفة ولا ترى أي آذاناً صاغية لدى الغرب، فعليها التعايش في هذه المنطقة بسلام، والسلام يكمن بحل الدولتين والقدس عاصمة فلسطين.
التطبيع الوهمي الذي تتغنى به إسرائيل بات أكذوبة بعد هذه المسيرة فوق فلسطين، فمحاولة إقناع دول التطبيع بأنها تملك القبة الحديدية (البلاستيكية) لم تستطع اعتراض هذه المسيرة، فكيف يمكن لها أن تروج لصناعة عسكرية إسرائيلية فاشلة في حماية بلد المنشأ؟ باعتقادي بان العرب أوعى من هذه الخدعة الدنيئة التي تقوم بها إسرائيل بخداع العرب ولو لوهلة بسيطة.
ربما إستراتيجية محور المقاومة بدأ بتغير نهجها العسكري وخرجوها من المألوف إلى اللامألوف ببداية استعراض ما تملكه من قوة عسكرية، سواء من خلال المسيرات أو الصواريخ طويلة المدى أو الدقيقة أو الدفاعات الجوية، لا نقول هذه بداية لتسليح محور المقاومة بل هذا المحور مسلح تسليحاً جيداً وبدأ يستعرض ما عنده.
[email protected]