موقع الحمرا الأثنين 19/05/2025 15:28
القائمة
  • أخبار محلية
    • الرامة
    • المغار
    • عيلبون
    • دير حنا
    • سخنين
    • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
    • رياضة محلية
    • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
أحدث الأخبار
  1. الرئيسية/
  2. مقالات وخواطر/
  3. د. مصطفى يوسف اللداوي/
  4. محمد اليوسف حبيبُ الشعبِ يرحلُ وسندُ الأيتامِ يترجلُ / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي/

محمد اليوسف حبيبُ الشعبِ يرحلُ وسندُ الأيتامِ يترجلُ / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

نشر بـ 02/12/2021 14:00 | التعديل الأخير 02/12/2021 14:04

بكته العيونُ، وحزنت لرحيله القلوبُ، وجزع لموته المحبون، وغصت لوفاته المفاجئةِ النفوسُ، واضطرب لسماع الخبر المعوزون وذووا الحاجات المتعففون، وخرج الفلسطينيون في مخيمات لبنان يتساءلون، وفي مدنه وبلداته على فراقه يتحسرون، واستيقظ المغتربون يتصلون ويتأكدون، وعقدت الصدمةُ ألسنَ إخوانه المحبين وأصدقائه المقربين، وكلهم قد أصابهم النبأ بالصدمة، ونزل بهم الخبر كما الصاعقة، وقد شاهده بعضهم صباحاً على قدميه يمشي، وبهمةٍ يهرول، وبأملٍ يسعى، فلا شيء يقلقه، ولا مرض يقعده، ولا شكوى تيأسه، وقد أعد برنامجه اليومي كما اعتاد، وأرجأ بعض مهامه حتى يعود، فقد كان عفيَّاً قادراً، ذا همةٍ عاليةٍ مقداماً، سليماً معافىً لا يشكو،  وصاحب عزمٍ لا يلينُ، ويقينٍ لا يضعفُ.

إنه محمد اليوسف، المكنى كبقية أشقائه السبعة وهو ثامنهم، بأبي السعيد، تيمناً بشقيقهم الأكبر "المغيب" القائد سعيد اليوسف، الذي حافظت عائلته على ذكره، وأصرت على اسمه، وما زالت تذكره قائداً، وتعظمه أخاً، وتفتخر به مسؤولاً، وتتشرف به مناضلاً، وهو الذي سبقهم إلى ميادين المقاومة وسوح النضال، وغرس فيهم حب الوطن والتضحية في سبيله، وعلمهم العطاء بلا حدودٍ والفداء من أجل الوطن، فكان محمد كبقية أشقائه أبا سعيدٍ آخر، وفياً له، ومخلصاً مثله، وصادق الوعد يشبهه، سائراً على الدرب، وماضياً على النهج، وحافظاً العهد، وواثقاً بالنصر وإن تأخر، وبالعودة وإن تعذرت.

وافته المنيةُ فجأةً وهو يحمل ملفات المرضى، ويمسك بين يديه أوراقهم، ويحمل هموم فقرائهم وطلبات محتاجيهم، ويحفظ في ذاكرته مطالبهم الملحة وحالاتهم الإنسانية، وهمومهم اليومية، وهو الذي عاش بينهم في مخيم عين الحلوة، وأصر أن يكون منهم ولا يختلف عنهم، يجاورهم ولا يسكن بعيداً عنهم، يخف إليهم كل صباح، ويطرق أبوابهم في الليل والنهار، وقد عَمَّرَ بيت العائلة الكبير وفتحه، وجعله عنواناً لأهله، وبيتاً لشعبه، وسرداقاً لأفراحه، ومنزلاً يخفف أحزانهم ويسري عنهم، ويهون عليهم همومهم وآلامهم.

فقد كان محمد اليوسف، الباسم الثغر، العذب الكلمة، الباش الوجه، الحيوي النشط، السريع السباق، الخدوم المعطاء، البسيط المتواضع، الطيب الخلوق، المعروف بكوفيته، والمشهور ببسمته، يسعى لشعبه ويعمل من أجلهم، ويسخر أوقاته خدمةً لهم، ويوظف علاقاته للتخفيف عنهم وتقديم العون لهم، يحجز لبعضهم مواعيدَ، ويحدد لغيرهم لقاءاتٍ، ويحصل لآخرين حسوماً وتخفيضاتٍ مالية تخفف عنهم الأعباء، وترفع عن كواهلهم الهموم، وترسم على شفاههم البسمة، وتزرع في قلوبهم الأمل، وقد رحل عن الدنيا وملفات شعبه بين يديه، لم يتخلَ عنهم ولم يبخل عليهم، حتى آخر يومٍ من حياته، لم تشغله همومه عنهم، ولم ينسه مرضه ومعاناته حاجات أهله وشجون شعبه.

استحق بجدارةٍ لقب "حبيب الشعب"، وكان جديراً به، فقد منحه الشعب هذا اللقب مختاراً، وقلده أرفع الأوسمة الشعبية، ووضعه في أعلى المناصب والرتب الوطنية، وعلق على صدره أعظم النياشين الإنسانية، وليس أصدق من الشعب وصفاً، ولا أخلص منه تقديراً، فقد رأوا فيه الصدق والوفاء، والحب والحرص، والعمل والعطاء، والإخلاص والتجرد، والتفاني والإيثار، وهو الذي فتح بيوتاً مغلقة، وأفرح قلوباً حزينة، وكفكف دموعاً ساخنةً، ومسح على رؤوس الأطفال الأيتام وربت على ظهورهم، وأقسم لهم أن يبرهم ويحفظهم، وأن يرعاهم ويكلأهم، وأن يعوضهم ما استطاع عمن فقدوا، فلا يشكون عجزاً، ولا يشكون نقصاً، ولا يعانون عوزاً وحاجةً.

يقول الفلسطينيون في صيدا ومخيماتها، وفي جنوب لبنان ومخيماته، وفي عاصمته وشماله، أنهم ما شهدوا منذ سنواتٍ جنازةً تشبه جنازة المرحوم محمد اليوسف، فقد كانت جنازةً مهيبةً، ومسيرةً عظيمةً، ووداعاً شعبياً مشهوداً، وحضوراً لافتاً، استرعى الأنظار كثافتُه، ولفت المراقبين حشودُه، وقد خرجوا من بيوتهم، رجالاً ونساءً، وشيباً وشباباً، على أقدامهم سائرين، مختارين طائعين، صامتين بخشوع وباكين بألمٍ، وكأن الفقيد فقيدهم، والمرحوم ابنهم، والفاجعة فجيعتهم، يودعون رجلاً منهم، لا يختلف عنهم، ولا يتكبر عليهم، يشعر بأوجاعهم، ويتألم لمعاناتهم، ويحلم مثلهم.

في وجوه المعزين الكثيرة رأيته، وفي عيونهم شاهدت ملامحه وعرفت الكثير من صفاته، فقد أَمَّ بيت العزاء في دار أخيه العامرة اللواء ناظم اليوسف، آلاف الفلسطينيين الذين عرفهم وعرفوه، وألفهم وألفوه، وكان لهم سنداً وعوناً، فرأيت الفزع في عيونهم، والجزع في نفوسهم، فقد انكسر ظهرهم، وغاب معيلهم، ورحل الرجل الذي يعنى بهم، ولسان حالهم يقول من لنا من بعده، ومن سيهتم بشؤوننا بعد رحيله، وهو الذي كان لا يرد أحداً، ولا يطردُ سائلاً، ولا يمتنع عن مساعدةِ محتاجاً، فكان ينفق من لا يخشى الفقر، ويعطي من يملك سخاء البحر، وإن لم يكن في جيبه شيئاً أو في حوزته مالاً، فقد كان يعطي وعينه في عيني الله عز وجل الذي لا يخيب أمثاله، ولا يفقده رجاءه.

أما بالنسبة لي شخصياً فقد أفجعني موته، وأحزنني رحيله، وإن كنت أؤمن بالقضاء والقدر وأسلم بالأجل، وأرضى بحكم الله عز وجل وقضائه، ولكن غيابه السريع وموته المفاجئ آلمني، وهو الذي عرفته أخاً معيناً وصديقاً قريباً، ألفته منذ اليوم الأول الذي أُبعدت فيه إلى لبنان، وأحببته منذ أن عرفته، وشاركني أعباء العمل وهموم الحياة، وسعدت به وهو يفاخر الجميع بأنه أول العاملين في حركة حماس وإن لم يكن ينتسب لها، لكنه سبق الجميع عملاً وعطاءً، وجهداً وسعياً، فكان من أوائل من خدم في صفوفها نيابةً عن أبنائها، وأداءً لواجبٍ رأى أنه يستطيع أن يقوم به وأن يحسن فيه، فسبق بالفضل أخاه علياً وبَزَّه، وتباهى عليه وتفاخر.

رحم الله أبا السعيد محمد اليوسف، وتغمده بواسع رحمته، وجعل الجنة مثواه والفردوس الأعلى منزله، وجمعه في جنان الخلد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الأخيار والشهداء الأبرار، وعوض الله أهله خيراً، وجعل أولاده من بعده خير خلفٍ لخير سلفٍ، يبرونه ميتاً، ولا يقطعون عمله الصالح وقد رحل، ويحفظون بيته عامراً وذكره طيباً، ويواصلون بالبر عطاءه وبالخير فعاله، فقد والله سبق بصدقه، ونال الدرجات العلى بإخلاصه، ولا نزكيه على الله عز وجل، ولكننا ندعوه سبحانه وتعالى أن يجعله في الآخرة كما كان في الدنيا في أعلى عليين، فرحمة الله عليك أبا السعيد، وسلام الله عليك في الخالدين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]

تعليقات

إقرأ أيضاً


المستوطنون يخافون من العودة والفلسطينيون يُقْتلون في سبيل العودة / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

المستوطنون يخافون من العودة والفلسطينيون يُقْتلون في سبيل العودة / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الخميس 09/05/2024 16:01

يحاول المسؤولون الإسرائيليون عبثاً، على كل المستويات السياسية والعسكرية والأمنية، إقناع عشرات آلاف المستوطنين، الذين هربوا من بيوتهم ومنازلهم في المست...

سرور شهيد الغدر نصير غزة وشريان أهلها - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

سرور شهيد الغدر نصير غزة وشريان أهلها - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الأربعاء 24/04/2024 15:51

ربما لا يعرفه الكثير من شعبنا الفلسطيني في غزة، ولم يسمعوا باسمه من قبل، ولم يتعرفوا على مهمته، ولم يحيطوا علماً بدوره، ولم يدركوا قدره، رغم أن الكثير...

الاستراتيجية الأمريكية في الحرب الإسرائيلية على غزة - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الاستراتيجية الأمريكية في الحرب الإسرائيلية على غزة - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الأثنين 22/04/2024 15:21

لا يمكن أبداً الفصل بين الاستراتيجية الإسرائيلية والاستراتيجية الأمريكية تجاه الفلسطينيين عموماً، وتجاه قطاع غزة وأرضه وسكانه على وجه الخصوص، فكلاهما...

كالأغبياء سنستدرجكم ورمال غزة ستبتلعكم  / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

كالأغبياء سنستدرجكم ورمال غزة ستبتلعكم / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الأربعاء 24/01/2024 13:55

الأولى قالها بخبرةٍ ودرايةٍ أبو حمزة، الناطق الرسمي باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والثانية رددها بثقةٍ ويقينٍ أبو...

العصيبي شهيد القدس والأقصى والشرف والكرامة /  بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

العصيبي شهيد القدس والأقصى والشرف والكرامة / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الأحد 02/04/2023 15:13

جمع باستشهاده أطراف المجد كله، وسما إلى العلياء وحده، وطرق بشهادته الطبية أبواب الجنان العلية، وارتقى بشبابه درجاتها طبيباً، والتحق بركب السابقين من ا...

حربُ الاستقلالِ الثانية أحلامٌ إسرائيليةٌ واهيةٌ / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

حربُ الاستقلالِ الثانية أحلامٌ إسرائيليةٌ واهيةٌ / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

السبت 11/02/2023 15:11

ما أشبه اليوم بالبارحة، عندما كانت العصابات الصهيونية المختلفة، شتيرن والأرجون والهاجاناه وغيرهم، يعيثون فساداً في أرض فلسطينية التاريخية، ويمارسون ال...

اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى قديمٌ منظمٌ وجديدٌ مُشَرَّعٌ / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى قديمٌ منظمٌ وجديدٌ مُشَرَّعٌ / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الأحد 08/01/2023 15:07

من يعرف إيتمار بن غفير كان يدرك تماماً أنه سيقدم على اقتحام المسجد الأقصى المبارك، وسينتهك حرمته، وسينفذ تهديداته

صناديدُ الشعب الفلسطيني ورعاديدُ الجيش الإسرائيلي / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

صناديدُ الشعب الفلسطيني ورعاديدُ الجيش الإسرائيلي / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الثلاثاء 06/12/2022 13:45

أظهرت جريمة قتل الشهيد عمار مفلح حجم الخسة والنذالة التي يختال بها جنود الكيان الصهيوني ومستوطنوه، وكشفت عن كبير جبنهم وعميق خوفهم الذي لا يستطيعون إخ...

اليمينُ الإسرائيلي لم يَعُدْ والتطرف الصهيوني لم يَغِبْ  / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

اليمينُ الإسرائيلي لم يَعُدْ والتطرف الصهيوني لم يَغِبْ / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الأحد 06/11/2022 09:36

مخطئٌ من يظن أن الكيان الصهيوني قد تغير، وأن سياسته قد تبدلت، وأن نتائج الانتخابات الأخيرة قد صدمت الفلسطينيين وأخافتهم،

فلسطينُنا أرضٌ وبحرٌ وفيءٌ وسماءٌ ونهرٌ ونفطٌ وغازٌ وماءٌ / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

فلسطينُنا أرضٌ وبحرٌ وفيءٌ وسماءٌ ونهرٌ ونفطٌ وغازٌ وماءٌ / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الأربعاء 26/10/2022 10:07

كل الأرض الفلسطينية من البحر غرباً إلى النهر شرقاً، ومن رفح جنوباً حتى رأس الناقورة شمالاً، أرضٌ عربيةٌ فلسطينيةٌ، أرضها وسماؤها وبحرها، كانت لنا وحدن...

الأكثر قراءة

مقتل الجندي غالب سليمان النصاصرة من رهط  في معارك شمال غزةر

السبت 19/04/2025 21:01

مقتل الجندي غالب سليمان النصاصرة من رهط...
المشهد: تشييع جثمان الشابة جنان سليمان يوم غد الجمعة بعد مصرعها بحادث تلفريك في إيطاليا

الخميس 24/04/2025 21:35

المشهد: تشييع جثمان الشابة جنان سليمان ي...
محمود عباس يهاجم حماس ويطالبها بتسليم السلاح والرهائن

الأربعاء 23/04/2025 21:55

محمود عباس يهاجم حماس ويطالبها بتسليم ال...
الحكومة تصادق على  تعيين المحامي فراس فرّاج مفوضًا للمساواة في فرص العمل في وزارة الاقتصاد والصناعة

الأثنين 05/05/2025 14:46

الحكومة تصادق على تعيين المحامي فراس فر...
بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس وضواحيها - بقلم: جواد بولس

السبت 03/05/2025 12:44

بين مسيرة العودة والحرائق في أحراش القدس...

كلمات مفتاحية

الابراج حظك اليوم الثلاثاء مركز الجليل الغربي للجمهور احذروا الزواحف الحشرات السامة بيان نجيدات مدرسة اعدادية عيلبون الابراج حظك اليوم الاحد يوم المرأه النساء عيلبون بريطانيا فتيات داعش اخبار محلية محليه اخبار محلية اخبار محليه حادث اصابات الجش، رمضان، عيد الفطر، اخبار محلية اخبار محليه محلية ارضيات حمّام ثلاثية الأبعاد
  • أخبار محلية
  • الرامة
  • المغار
  • عيلبون
  • دير حنا
  • سخنين
  • عرابة
  • اخبار عالمية
  • رياضة
  • رياضة محلية
  • رياضة عالمية
  • تقارير خاصة
  • اقتصاد
  • مقالات
  • مطبخ
  • صحة وطب
  • مجلة الحمرا
  • جمال وازياء
  • تكنولوجيا
  • فن
  • ستوديو انتخابات 2022
  • مـسـلسـلات
  • مسلسلات كرتون
  • مسلسلات رمضان 2019
  • مسلسلات رمضان 2017
  • افلام
  • افلام كرتون
  • افلام تركية
  • افلام هندية
  • فنانين محليين
  • برامج تلفزيون
  • منوعات
  • رقص النجوم 3
  • حديث البلد - موسم 7
  • تراتيل جمعة الالام
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • للاعلان لدينا
  • شروط الأستخدام
© جميع الحقوق محفوظة 2025
Megatam Web Development