تواجه العديد من الشركات والمصانع في البلاد صعوبات حقيقيّة في إيجاد قوى عاملة مهنيّة من المجتمع العربيّ. جواد نخلة، نائب المدير العام في شركة PM للصناعات الإلكترونيّة، كان يواجه هذه الصعوبة أيضًا، قبل سنوات، حين كان يبحث عن عاملين مهنيين عرب من الشمال. طرق الكثير من الأبواب، لكن دون جدوى، إلى أن رأى إعلانًا لمراكز الريان، التابعة لشركة الفنار، وتواصل معها ليبدأ تعاون أثمر عن توفير القوى العاملة المهنيّة المطلوبة للشركة وخلق فرص عمل جديدة لنساء عربيّات شابات.
يقول جواد نخلة (39 عامًا من الرامة) حول الشركة: "تأسّست شركة PM عام 1998، وهي تقدّم خدمات التركيب الإلكترونيّ لشركات الهايتك. يعمل في PM حوالي 300 موظّف، غالبيتهم يعملون اليوم في مقرّنا بالمنطقة الصناعيّة بار ليف في الشمال. بدأتُ العمل في الشركة قبل 15 عامًا، وتطوّرت فيها مهنيًا وإداريًّا، وكانت عندي الرغبة دومًا في أن يكون هناك عاملون وعاملات عرب في الشركة خصوصًا بعد نقل جزء كبير من عمل الشركة من منطقة المركز إلى منطقة الشمال، لكنّ الأمر كان صعبًا، خصوصًا أنّ مجال التركيبات الإلكترونيّة نفسه غير معروف في مجتمعنا. بعد أن حاولت مع الكثير من المؤسسات بمجال التشغيل ولم يكن هناك التجاوب الكافي، رأيت إعلانًا لمراكز الريان، وكان تجاوبهم رائعًا".
ويضيف نخلة: "بالتعاون مع مراكز الريان في شركة الفنار، قمنا بالتحضير لدورة تأهيل مهنيّة أولى من نوعها في مجال اللحامة الإلكترونيّة للعمل في PM، وبنينا البرنامج الدراسيّ النظريّ والعمليّ بكلية إيرز، وأعلّنا عن الدورة التي لاقت نجاحًا كبيرًا بكلّ المقاييس. 3 خريجات من هذه الدورة توظّفن في الشركة وما زلن يعملن معنا حتى الآن".
السيّد مالك خلف، مدير قسم التأهيل المهني في شركة الفنار قال معقّبًا على هذا النجاح: "نحن نولي أهمية عليا للتعاون بين المشغّلين ومراكز الريان، من منطلق مسؤوليتنا تجاه المجتمع العربيّ وقدرته على إيجاد عمل نوعيّ ومطلوب. لقد ساهمت الشراكة في دمج نساء عربيّات في الصناعة، وسنستمر في تعزيز العلاقة مع PM وباقي المصانع في المجال".
من بين خريجات الدورة الأولى كانت الشابة رهام سواعد (25 عامًا من الكمانة)، والتي تعتبر اليوم عاملة متفوّقة وماهرة ولها دور قياديّ في طاقم العاملين في الشركة، تصف رهام تجربتها: "كنت أعمل في مخبز، وكنت أبحث عن تأهيل مهنيّ عن طريق مركز ريان. لم يكن عندي في البداية فكرة عمّا أبحث عنه بالضبط. أخبروني أنّ هناك دورة في مجال الإلكترونيكا فسجّلت بها وانضممت لها رغم أنني لم أكن أعرف عن هذا المجال أيّ شيء تقريبًا، لكن ما دفعني لدخول إليه هو أنّه جديد وفيه عمل ومستقبل، وكذلك شرح وتشجيع طاقم مركز ريان لي لكي أطوّر قدراتي وأكسب هذه المهنة الراقية. مهنة اللحامة الإلكترونيّة التي نقوم بلحام ألواح القصدير بالأجهزة الإلكترونيّة، ونقوم بمهام ما زالت الماكنات لا تستطيع القيام بها، هي مهنة أساسيّة في مجال صناعات الأجهزة الإلكترونيّة. أنا سعيدة في عملي هنا، بسبب المهنة نفسها وبفضل التقدير والأجواء الجميلة".
وفي النهاية، أكّد نخلة: "رهام وزميلاتها هنّ إضافة ذات قيمة كبيرة لعملنا في الشركة، سنقوم بتنظيم دورة ثالثة قريبًا، بالتعاون مع مراكز الريان في الشمال، لنستقطب المزيد من العاملات العربيات". كما دعا نخلة رجال الأعمال العرب بالاستثمار في هذا المجال الصناعيّ الذي سيأتي بالفائدة الاقتصاديّة والاجتماعيّة، حيث سيكون له عائدات للمستثمر وسيخلق فرص عمل جديدة.
[email protected]