لاشك أن المتتبع للصحافة الدنماركية يدرك أن موضوع اللاجئين والمهاجرين أصبح اول مهمات الأحزاب السياسية.
ومن المؤسف أن أجندة اليمين المتشدد والخطاب الشعبوي، أصبحت الطاغية على خطاب ومقترحات الأحزاب عندما يتعلق الامر بالمهاجرين واللاجئين.
الأحزاب السياسية التي تتغنى بالديمقراطية والقيم الإنسانية أصبحت تخاطب مجتمعاتها ومنتسبيها خطاباً فئوياً، حيث تركز على المهاجر/اللاجئ القادم الى الدنمارك للعيش في أمن واستقرار، والذي لم يكن ليهاجر أو يقدم لجوءاً لو أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في بلاده كانت مستقرة، وهذا بحث آخر.
ولعل من أهم الملاحظات أن الأحزاب السياسية تصعد من وتيرة الهجوم على المهاجر/اللاجئ، لتشعره بعدم الاستقرار وهي بذلك تدق اسفيناً في خطة الاندماج التي تقدمها الحكومة، أي أن كل ما ينفق على هذه البرامج سيذهب مع الريح أمام كل طرح تطرحه الأحزاب حول تشديد القوانين أو شروط الحصول على الجنسية أو نية الحكومة تقليل المساعدات.
والذي بدوره سينعكس سلباً على نفسية ومشاعر المهاجرين ويشعرهم انهم منبوذون في مجتمع كانوا يتوقعون أنهم سيتعلمون منه الديمقراطية والتسامح والاندماج.
تقوم القيم الديمقراطية على حقوق الانسان الذي تتبناه المجتمعات الاوربية بشكل عام، والذي يقدم حق المواطنة / وحق العمل / وحق التضامن / وحق الحرية في مقدمة الحقوق المدنية والإنسانية.
ولاشك أن تراجع هذه القيم سيخلق من جديد تطرفاً يؤدي إلى صراع وانقسام بين أبناء المجتمع.
كان الاجدر من الأحزاب السياسية وضع الحلول لمساعدة المهاجرين/اللاجئين على الاندماج والاستفادة من خبراتهم في تدعيم وتنويع الثقافة الدانمركية والأوروبية، فهؤلاء لديهم ثقافة لا تتناقض مع الثقافة الدنماركية انما تزيدها توهجاً وتألقاً.
وفي الختام يحق لنا أن نتساءل أين دور وسائل الاعلام، والتي نلاحظ ان صوتها يرتفع ويحدث ضجيجاً كبيراً عندما يتعلق الامر بسلوك وتصرفات البعض من المهاجرين/اللاجئين المخالفة للقانون والقيم الدانمركية، والتي يدينها ويرفضها غالبية المهاجرين/اللاجئين، بينما يختفي صوتها عندما يتعلق الامر بنجاح او اندماج المهاجرين/اللاجئين في المجتمع.
[email protected]