لن أعود لأسترجع ما سطره قلمي في الآونة الأخيرة من تقارير لا تسر القلب عن بلدتي شفاعمرو
لكني أسمح لنفسي أن أقول نعم وألف نعم، لم يطرأ أي تغير ملموس، ولا نرى بصيص أمل يبشر بتغير أوضاعها، بل بالعكس مشاهد العنف والبلطجية آخذة بالازدياد، وكما يبدو فإنّ قانون شريعة الغاب في القرن الواحد والعشرين، عصر التطور والحضارة، هو سيد الموقف!
ولماذا نتجاهل الحقيقة وهذا الواقع؟ علينا الاعتراف بوجود سحابة سوداء مخيفة تغطي سماءها توحي باستمرار أعمال الشغب والعنف، تردي أوضاعها وانحرافها نحو المجهول، وزعزعة أمان واستقرار أهلها الذين يزداد قلقهم كل يوم، الصغير قبل الكبير، كل هذا في مدينة كانت معروفة بماضيها الحافل؛ تاج الأحرار والشرفاء، منبع الشهامة والتعايش بين كافة أطياف المجتمع، مصدر الأمن والاستقرار، بلد الفكر والثقافة !
والسؤال الذي يطرح نفسه ما الدافع؟ من المسؤول؟ وما الحل؟
لا يوجد جواب قاطع لهذه المسرحية التي تعيد مشاهدها كلّ مطلع أو مغيب شمس، ربما يكون الهدف زرع الرعب والخوف وتعكير صفو أجواء وشجرة الأسرة الواحدة وزعزعة مفهوم التعايش. وقد يكون مرجع العنف نتيجة انعدام الوعي والتربية السليمة، أو الفراغ القاتل، أو الظروف الاقتصادية الصعبة، أو سيطرة بعض الفئات من خارجها أو تسلط الإتاوات على المصالح والأفراد، أو تقاعس الدوائر والمؤسسات الحكومية على اختلافها.
مهما كانت الأسباب والدوافع فقد دق ناقوس الخطر وحان الوقت للعمل على توحيد الصفوف وجمع الكلمة والعمل معا لمكافحة هذه الظواهر الهدامة، وبكل الوسائل حتى خروج الدخان الأبيض، وعدم الاكتفاء بعد كل حادثة بالاستنكار وإصدار التصريحات والشعارات الرنانة، فلنترجم الأقوال إلى أفعال من شأنها أن تصلح حالنا وحال بلدتنا الحبيبة!
فالمصيبة الكبرى لا تكمن في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار!!!
[email protected]