بعد إعلان اتفاقها مع إسرائيل تصبح دولة الإمارات ثالث الدول العربية التي تعلن اتفاقا للتطبيع مع "العدو" بعد مصر والأردن.
اتفاقيات ومبادرات السلام مع إسرائيل كانت حاضرة منذ عقود، رغم الحروب التي شهدتها المنطقة:
مصر .. كامب ديفيد:
وقعت مصر وإسرائيل على "معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية" في 26 مارس 1979، في حفل ضم الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، بإشراف الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.
تتألف الاتفاقية من مقدمة و9 مواد، مع ملاحق ووثائق خاصة بالترتيبات الأمنية وتطبيع العلاقات، والانسحاب الإسرائيلي من سيناء.
أثارت المعاهدة غضبا واسعا رسميا وشعبيا في الدول العربية التي شهد بعضها تظاهرات منددة بالاتفاقية التي وصفت بأنها خيانة.
وكان من نتائج المعاهدة تعليق عضوية مصر في الجامعة العربية ونقل مقر الأخيرة من القاهرة إلى تونس.
أما السادات فقد دفع حياته ثمنا للاتفاقية إذ اغتالته مجموعة تنتمي لجماعة الجهاد الإسلامي أثناء احتفال بمناسبة حرب تشرين التي خاضها الجيشان المصري والسوري، وكانت أول معركة يحقق فيها العرب إنجازا عسكريا في مواجهة إسرائيل.
الأردن .. وادي عربة
كان الأردن ثاني الدول العربية التي توقع معاهدة سلام مع إسرائيل، بعد مصر.
حملت الاتفاقية اسم المكان الذي تم توقيعها فيه: وادي عربة على الحدود الأردنية الإسرائيلية، ووقعها في 26 أكتوبر عام 1994، كل من: رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين، ورئيس الوزراء الأردني عبد السلام المجالي، وظهر الملك الأردني حسين بن طلال وهو يصافح الرئيس الإسرائيلي عايزر وايزمان. تحت إشراف الرئيس الأمريكي بيل كلينتون.
جاء في ديباجة المعاهدة أن البلدين يهدفان "إلى تحقيق سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط، مبني على قراري مجلس الأمن 242 و338 بكل جوانبهما"
تألفت المعاهدة من ديباجة و30 مادة تطرقت إلى كل تفاصيل تطبيع العلاقات من "إقامة السلام" و"علاقات حسن الجوار" إلى الترتيبات الأمنية والتشريعات والزراعة والبيئة والمياه .. وغيرها.
جاءت الاتفاقية بعد نحو عام على المصافحة التاريخية التي ضمت الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، والتوقيع على إعلان مبادئ عرف باسم اتفاقية أوسلو.
أوسلو .. عرفات ورابين
بعد اعتراف متبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية ومفاوضات شهدتها مدينة أوسلو النرويجية تم توقيع الاتفاقية التي حملت اسم أوسلو رغم أن حفل توقيعها كان في حديقة البيت الأبيض في واشنطن وبإشراف ومباركة الرئيس بيل كلينتون.
في 13 سبتمبر 1993 تم توقيع اتفاق "إعلان المبادئ الفلسطيني – الإسرائيلي"
عن الجانب الفلسطيني محمود عباس أبو مازن وعن الجانب الإسرائيلي وزير الخارجية شمعون بيريس. بحضور الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين والرئيس كلينتون.
تألف إعلان المبادئ ذاك من 17 مادة و4 ملاحق. وكان الهدف منه حسب نصوصه هو أن تؤدي المفاوضات إلى إقامة سلطة ذاتية انتقالية فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة لفترة انتقالية لا تتجاوز الخمس سنوات، تؤدي إلى تسوية دائمة تقوم على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338.
مبادرات
قبل التوصل إلى توقيع اتفاقات بين الدول العربية وإسرائيل، كان ثمة تفاوضا ولقاءات مستمرة سرية في معظمها، وكذلك كانت ثمة مبادرات طرحت بهدف "تحقيق السلام" في المنطقة، أبرزها المبادرة التي طرحتها السعودية بعد سنوات قليلة على كامب ديفيد.
في قمة فاس عام 1981 طرحت السعودية مبادرة باسم "مبادرة الملك فهد للسلام" ونصت على "حق كل دول المنطقة في العيش بسلام" رفض المبادرة كل من: سوريا والجزائر وليبيا والعراق.
وفي قمة بيروت عام 2002 عادت السعودية لتطرح مبادرة "للسلام"، عرضها ولي العهد السعودي عبد الله بن عبد العزيز (الملك لاحقا) باسم "المبادرة العربية للسلام" التي نصت على الموافقة على "التطبيع الكامل مع إسرائيل مقابل السلام" وقد وافقت الدول العربية جميعها على المبادرة.
[email protected]