لا يختلف عاقلان ، أنّ بناء المجتمعات المتحضرة تبدأ بتأسيس، وبناء الفرد والأفراد يمثلون جماعات التي بدورها تُمثل المجتمع، وعليه فإن كان الإنسان واقعيًا ويفكر بعقلانيه سيكون مجتمعًا راقيًا، وباعتقادي إذا أردنا أن نجعل محيطنا نموذجًا وقدوة يًحتذى به، فعلينا أن نبدأ ببناء الإنسان كونه المضمون الأول لكل نظام، ويجب أن لا يكون مجرد شعار، وهذا يحتاج الى طاقات وجهود نابعة من الإيمان الرّاسخ والرغبة الأكيدة، بحيث تبدأ من التربية البيئية، المدرسة، وكذلك وسائل الإعلام التي لها دورًا فعّالا، حيث تقع على عاتقها مسؤولية العمل بشفافية مهنية ومصداقية هادفة إلى نشر التّوعية وتوجيه النقد البنّاء والحضاري.
جاءت هذه المقدمة،وعنوانها الصّغير الإنسان أولا الكبير في مضمونه، حيث كان شعار حفل تكريم شخصيات ،2014 الذي جرى السبت الماضي في قاعة الباشا دير الأسد في احتفال ضخم ومميز، حضره جمهور غفير من كافة أطياف وطبقات المجتمع العربي ووفود من تركيا، دبي، الأردن، غزة والقدس، حيث أصبح هذا الاحتفال تقليديًا، التي تقوم به مؤسسة تكريم شخصية في المجتمع العربي الذي يترأسه الدكتور كمال الحسيني، حيث تم تكريم 25 شخصية من مجالات وميادين الحياة على اختلافها، بالإضافة إلى عشر رجال دين، وممّا جاء في كلمة رئيس المؤسسه كمال الحسيني: " ما أجمل وأروع شعورنا بتكريم شخصيات ضحوا وعملوا الكثير من أجل خدمة ورفعة مجتمعهم، والنهوض بأبناء شعبهم قدمًا نحو مستقبل أفضل، وأن نكرمهم في حياتهم وليس عندما يرحلون عن هذه الدنيا، مؤكدًا أن التّكريم هو ظاهرة حضارية تزيد المكرمين قوّة وارادة، وتدفعهم للمزيد من العطاء والإنجازات.
ترأس عرافة الاحتفال الصّحفي الزميل ابن شفا عمرو حسين الشاعر، الذي تألق ونال أداءه إعجاب الحاضرين، بالإضافة إلى الشّاعرة الإعلامية إيمان مصاروة. ترأس لجنة التّحكيم القاضي فارس فلاح وعدد من الشّخصيات، ثم سيتم إصدار كتاب عن انجازات المكرّمين يحمل صورة الأمير محمد بن راشد أمير دبي، كذلك تم تكريم 40 طبيبة وطبيب .
زاوية رماح، تشكر القيّمين على جهودها، وتوجّه عتاب شديد اللهجة إلى الجماهير المشاركة التي لم تحافظ على النظام والهدوء، وأثارت الضجّة والفوضى خلال الاحتفال.
[email protected]