أعلن الرئيس التركي، رجب طيّب إردوغان، اليوم، الجمعة، عن فتح "آيا صوفيا" أمام المصلّين المسلمين، بعد دقائق من صدور قرار عن أعلى محكمة إداريّة في البلاد بإلغاء قرار حكومي صدر في العام 1934 حوّل بموجبه مسجد "آيا صوفيا" إلى متحف.
وقال إردوغان في حسابه على تويتر "نبارك لكم جامع ’آيا صوفيا’".
وقالت المحكمة في قرارها إنّ "آيا صوفيا" مدون في وثيقة سند الملكية بتوصيف مسجد "ولا يمكن تغييره".
وجاءت أولى ردود الفعل من الكنيسة الروسية، التي "أسفت لعدم الإصغاء إلى ملايين المسيحيين" في قضية آيا صوفيا في تركيا.
واستبقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) قرار المحكمة بالإعراب عن "قلقها بشأن مصير المتحف"، ودعت تركيا إلى الحوار قبل أي قرار من المرجح أن "يقوض القيمة العالمية" لهذا النصب التذكاري العالمي.
وفي 2 تموز/يوليو، نظر مجلس الدولة وهو أعلى محكمة إدارية في تركيا في هذه الخطوة التي قد تثير توترا مع الغرب والمجتمع المسيحي في الخارج.
وحُوّلت كنيسة "آيا صوفيا" إلى مسجد مع سيطرة العثمانيين على القسطنطينية عام 1453، ثم صارت متحفا عام 1935 على أيدي رئيس الجمهورية التركية الفتية مصطفى كمال أتاتورك بهدف "إهدائها إلى الإنسانية".
لكن وضعها كان محور جدل، فمنذ 2005 لجأت منظمات مرات عدة إلى القضاء للمطالبة بتحويلها إلى مسجد من جديد، لكنها لم تنجح حتى الآن.
وعبّر إردوغان أكثر من مرة عن دعمه لتحويل المعلم إلى مسجد، وهو يعرف بحنينه للإمبراطورية العثمانية ويسعى إلى الحصول على دعم القاعدة الانتخابية المحافظة في ظل الأزمة الاقتصادية المترتبة عن انتشار فيروس كورونا المستجد.
وشدّدت اليونيسكو التي تتخذ مقرا لها في باريس في رسالة بالبريد الإلكتروني على أن "’آيا صوفيا’ كان مدرجا في قائمة التراث العالمي للبشرية كمتحف، ما يستتبع عددا من الالتزامات القانونية"، وأضافت "بالتالي يجب على الدولة ضمان ألا يؤثر أي تعديل سلبا على القيمة العالمية للمواقع المدرجة على لائحة اليونسكو. ويتطلب أي تعديل إخطارا مسبقا لليونسكو من الدولة المعنية ثم فحص تجريه لجنة التراث العالمي".
وعبّرت اليونسكو عن "هذه المخاوف لتركيا في رسائل عدة" وعبر رسالة بعثت بها إلى الممثل التركي في اليونسكو، مساء الخميس، داعية "السلطات التركية إلى بدء حوار قبل اتخاذ أي قرار قد تقوض القيمة العالمية للموقع".
وقال صحفي تركي إن قرار إعادة متحف آيا صوفيا في اسطنبول إلى مسجد، سيصدر قريبا عن المحكمة العليا، فيما ذكرت تقارير أن المحكمة ستستند على "عدم قانونية" قرار التحويل الصادر في عام 1934.
وأفاد الكاتب الصحفي عبد القادر سيلفي في مقال بـصحيفة "حرييت" بأن القرار سيصدر يوم الجمعة 10 يوليو بمجرد جمع جميع التوقيعات اللازمة.
ووفق تقارير من المقرر أن تستند المحكمة إلى "عدم قانونية" قرار تحويل آيا صوفيا إلى متحف عام 1934 لإعادته كمسجد.
وأحدثت مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحويل آيا صوفيا إلى مسجد صدى على المستوى الدولي.
وكان مسؤولان تركيان قد قالا إنه من المرجح أن تعلن المحكمة يوم الجمعة، أن تحويل المعلم التاريخي آيا صوفيا في اسطنبول إلى متحف في عام 1934 كان غير قانوني، مما يمهد الطريق أمام إعادته إلى مسجد.
وفي وقت سابق، أفادت "CNN Turk" بأن مجلس الدولة التركي، عقد اجتماعا في 2 يوليو لمناقشة التغيير المحتمل في وضع متحف آيا صوفيا
وبحسب القناة، استمر النقاش 17 دقيقة فقط، وفي ختامه، أفيد بأن قرار مجلس الدولة سيوزع خلال الـ 15 يوما القادمة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أثار جدلا، بعد أن ظهر في متحف آيا صوفيا بالذكرى 567 لفتح اسطنبول وقرأ سورة الفتح، ثم أعلن عن اتخاذ خطوات من أجل إعادة فتحه للعبادة مرة أخرى.
ويعد متحف آيا صوفيا، الذي كان كاتدرائية في السابق، من النصب التذكارية التي تمثل العمارة البيزنطية، وتم بناؤه بين عامي 532 و537 بتوجيه من الإمبراطور جستنيان، الذي قرر تكريس مجد القسطنطينية.
"يونسكو" تحذر من عواقب تغيير وضع "آيا صوفيا"
هذا، حذرت منظمة "يونيسكو" من عواقب تغيير السلطات التركية لوضع متحف "آيا صوفيا" بإسطنبول، مشيرة إلى أن ذلك يجب أن يخضع للمراجعة من قبل لجنة التراث العالمي التابعة لها.
وأشارت "يونيسكو" إلى أن "آيا صوفيا" مسجل على لائحة التراث الثقافي العالمي كمتحف مع كل ما يترتب عليه من الالتزامات القانونية.
وأضافت أن "الدولة يجب أن تضمن عدم تقويض القيمة العالمية الفريدة للمعالم المسجلة الموجودة على أراضيها"، مشيرة إلى ضرورة إبلاغ المنظمة مسبقا بأي تغيير للوضع.
وذكرت "يونيسكو" أنها أعربت عن قلقها في عدة رسائل إلى تركيا، وأضافت: "ندعو السلطات التركية للدخول في الحوار قبل اتخاذ أي قرار".
ومن المتوقع أن تتخذ محكمة تركية قرارا يوم الجمعة بشأن وضع "آيا صوفيا" التي كانت كنيسة مسيحية في عهد الإمبراطورية البيزنطية، ثم مسجدا في عهد الإمبراطورية العثمانية قبل تحويلها إلى متحف في عام 1934.
وتتجه السلطات التركية لإلغاء قرار تحويل العمارة إلى المتحف وإعادة فتحها للعبادة كمسجد، الأمر الذي قد آثار قلقا من قبل روسيا واليونان والولايات المتحدة وفرنسا وشخصيات دينية مسيحية بارزة.
[email protected]