تشهد ألمانيا كل يوم اثنين مسيرات عنصرية مناهضة للإسلام، ولسياسة الهجرة التي تنتهجها الدولة والتي تعتبر منفتحة إلى حد ما. وتواجه المستشارة الألمانية انجيلا ميركل تحديات من حلفاء ومنافسين على حد سواء لمجابهة موجة من المشاعر المناهضة للهجرة التي تتسبب بدورها وبصورة متزايدة في خروج مسيرات شعبية معادية للإسلام في مدينة دريسدن كل يوم اثنين.
ومع توقع خروج الآلاف في المسيرة الاثنين تواجه ميركل ورطة، فيما يحذر مسؤولو الأمن بالبلاد من تزايد جرائم الكراهية في وقت تبين فيه نتائج استطلاعات الرأي تأييدا لمطالب المتظاهرين بتشديد سياسات الهجرة في ألمانيا.
وفي هذا السياق، قال قائد الشرطة هولجر مونش لصحيفة "فيلت ام زونتاج" التي ركزت مثلها مثل معظم صحف الأحد في ألمانيا على مسيرة الاثنين التي تنظمها جماعة تطلق على نفسها اسم (الأوروبيون الوطنيون ضد أسلمة الغرب) "ثمة تزايد ملحوظ في جرائم كراهية الأجانب في شتى أرجاء البلاد".
وتصاعدت هذا العام موجة من المشاعر المناهضة للمسلمين وأيضاً تلك المعادية للسامية حيث انضم اليمينيون إلى عناصر مثيري الشغب في ملاعب كرة القدم. في الوقت ذاته أصبحت ألمانيا -ذات مستويات الهجرة القياسية- أكبر دولة في أوروبا من حيث استقبال طالبي اللجوء.
في المقابل، شددت ميركل يوم الجمعة الماضي على أنه "لا مجال في ألمانيا" لكراهية المسلمين أو أي أقلية أخرى.
حلفاء ميركل يقتنصون الفرصة
إلا أن حلفاء حزبها الديمقراطي الاشتراكي في الائتلاف الحاكم وحزب الخضر المعارض وحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف المعادي للوحدة الأوروبية يبدو أنهم قد اقتنصوا الفرصة لتقويض المستشارة التي تحظى بشعبية والتي بلغت نسبة قبولها 76 في المئة في استطلاع أجري لحساب صحيفة بيلد ام زونتاج.
وتحدى الحزب الديمقراطي الاشتراكي -الذي اشتعل غضباً من تصريحات قالت فيها ميركل بأنه أعلن الإفلاس السياسي من خلال تحالفه مع الشيوعيين السابقين في ولاية شرقية- المستشارة الألمانية أن ترد على ما سماه توماس اوبرمان النائب البرلماني بالحزب "ما قد تصبح أضخم قضية في العقد المقبل".
وطالبها جيم اوزديمير زعيم الخضر الذي سينضم الى احتجاج مضاد في دريسدن "بأن تعترف بوضوح بان ألمانيا دولة للمهاجرين وأنها تستفيد منهم". وكانت ميركل دأبت في تصريحات سابقة على القول إن بلادها في حاجة لمزيد من المهاجرين لدعم القوى العاملة في البلاد.
يذكر أن الاحتجاجات امتدت بالفعل الى مدن إلى الغرب مثل دوسلدورف التي تحتفظ بعدد أكبر من المهاجرين بالنسبة الى دريسدن.
[email protected]