قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في لقاء مع عدد من ابناء الرعية صباح اليوم بأن افتتاح الكنائس والمساجد والعودة التدريجية للمواطنين الى حياتهم الاعتيادية والى اشغالهم واعمالهم انما احدث حالة من الانفراج والارتياح لدى ابناء شعبنا .
فلم يكن من الممكن ان يبقى الوضع قائما على ما هو عليه وكان لا بد من اتخاذ اجراء من هذا النوع لا سيما ان حالات الاصابة بالوباء في فلسطين محدودة ومحصورة في اماكن محددة كما ان حالة الانفراج والانفتاح والعودة الى الحياة الطبيعية سوف تكون مقرونة بكافة الاجراءات الاحتياطية والوقائية والصحية المطلوبة بعيدا عن الاستهتار.
ولكننا في نفس الوقت نحذر من الشائعات التي باتت تنتشر بشكل غير معقول عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، فذاك يحدثنا عن خبر عاجل عن اصابة طلاب في احدى المدارس وذاك يحدثنا عن معلمة نقلت العدوى لطلابها ناهيك عن اخبار كثيرة تتناولها بعض وسائل التواصل الاجتماعي دون التأكد من صحتها ودقتها ولذلك فإننا ندعو ابناءنا ان يكونوا حذرين في التعاطي مع وسائل التواصل الاجتماعي فهنالك اشخاص يبدو انهم عاطلين عن العمل وهم بارعون في افتعال الاخبار ونشر المعلومات الغير دقيقة بهدف تخويف المواطنين وادخال الرعب الى نفوسهم .
لا يجوز التعاطي مع هذه الاخبار اذا لم تكن صادرة عن هيئة رسمية لها مصداقيتها وقد باتت وسائل التواصل الاجتماعي منبرا للكثيرين في مجتمعنا اليوم ويمكن استعمال وسائل التواصل الاجتماعي من اجل التوعية ونشر الروح الطيبة ورفع معنويات الناس ونشر كل ما هو مفيد وجيد ولكن ويا للاسف هنالك من يستعملون هذه الوسائل لنشر اخبار مغلوطة وشائعات واكاذيب لا اساس لها من الصحة اطلاقا .
لقد ابتهج ابناءنا بأن ابواب كنيسة القيامة فتحت وكذلك كنيسة المهد وكافة الكنائس في بلادنا المقدسة كما والمساجد ، فهذا امر اثلج صدورنا جميعا .
في زمن الكورونا الرديء كان البعض يتحدثون عن الكنائس وكأنها قد تكون مصدرا لنقل العدوى والوباء للمؤمنين والانكى من ذلك ان بعضا ممن يدعون انهم رجال دين كانوا يروجون لهذه المعلومات المغلوطة ويخوفون الناس من المناولة ومن تقبيل الايقونات ومن الدخول الى الكنيسة للمشاركة في القدسات .
لقد احترمنا الاجراءات الاحترازية التي اتخذت والتزمت غالبية الكنائس بها ولكننا في نفس الوقت نرفض اي اصوات نشاز تصدر من هنا وهناك والتي تسيء لقدسية القربان المقدس والقداس الالهي والاسرار المقدسة .
والخطر يكون اكبر عندما يكون هذا الكلام صادرا عن كاهن يدعي انه خادم للكنيسة ولكنه فشل فشلا ذريعا في امتحان الكورونا وتبين انه لا يختلف كثيرا عن الكتبة والفريسيين الذين يحدثنا عنهم الكتاب المقدس .
الكورونا كانت زمنا صعبا وقاسيا ولكنها كانت في نفس الوقت امتحانا للكثيرين والغالبية الساحقة من ابناءنا نجحوا في هذا الامتحان ومن حرم منهم من الوصول الى الكنيسة حولوا منازلهم الى كنائس صغيرة فيها يصلون ويتعبدون ويتأملون ، وفيها يقرأون الكتاب المقدس ويعيشون حياتهم الاسرية .
أما ان يخرج علينا كاهن او كهنة وبذريعة الاجراءات الاحترازية والوقائية لكي يسيئون لسمو وقداسة القربان المقدس والمناولة فهذا ان دل على شيء فهو يدل انهم ليسوا مستحقين للكهنوت وليسوا مستحقين ان يكونوا رعاة للكنيسة ، فكنيستنا اليوم ليست بحاجة الى تجار للهيكل بل هي بحاجة الى خدام حقيقيين متفانين في الخدمة والعطاء وليست بحاجة الى مهرجين بل هي بحاجة الى كهنة ورعين يعرفون ما هي مكانة القداس الالهي والقربان المقدس .
ان زمن الكورونا بكل سيئاته حمل بعض الجوانب الايجابية وهي انه كشف بعض الاقنعة عن وجوه قبيحة تدعي الانتماء للمسيحية ولكن المسيحية منها براء .
لا اريد ان اسيء لاحد او ان اشهر بأحد ولذلك فإنني اتجنب ذكر اسماء محددة وان كانت معروفة لدى الكثيرين ولكن ادعو لهؤلاء بالهداية والتوبة لكي يكتشفوا ان القربان المقدس لا ينقل الاوبئة والامراض كما يظنون بل ينقل الخلاص والبركة والنعمة للمؤمنين .
اتمنى لهؤلاء ان يتوبوا وان يعودوا الى رشدهم فقد فشلوا في امتحان الكورونا وبعضهم استغل هذه الحالة واعتكف في منزله واغلق بابه كما اغلق باب كنيسته في مرحلة كان المؤمنون فيها بأشد الحاجة الى اللجوء الى الله التماسا للنعمة والبركة والتعزية .
نشكر الله على ان مرحلة الكورونا انتهت وحالة الطوارىء والاجراءات الاحترازية توقفت مع تأكيدنا على ضرورة اليقظة والاهتمام بالصحة والوقاية .
احدهم قال عندما اقمت قداسا في احدى القرى الفلسطينية بأنه يبدو ان المطران لا تهمه صحة رعيته في محاولة هادفة للتضليل والتشتيت وتبرئة نفسه من الجريمة التي ارتكبها تجاه ابناء كنيسته ورعيته .
سامحه الله وسامح كل من تطاول واساء لي في فترة الكورونا لانني لم انقطع عن القداس وعن المناولة وعن اقامة الاسرار المقدسة مع الاخذ بعين الاعتبار لكل الاجراءات الوقائية والاحترازية الضرورية .
[email protected]