كل بني البشر دون أي تمييز بين كبير أو صغير، عامل، موظف، وزير، ملك، أو رئيس حكم عليه في الفترة الأخيرة بالسجن لمدّة زمنية، فمن الطبيعي أن يحاول كلّ فرد قضاء فترة هذا الحكم بطريقته الخاصة ضمن الإمكانيات المحدودة، والتفتيش عن وسائل وطرق لقضاء أوقاته، أهمها اللجوء إلى التلفاز لمشاهدة برامج ترفيهية، أفلام، متابعة مواقع التواصل الاجتماعيّ، أمّا حصة الفعاليات التربوية والثقافية ومطالعة الكتب فلا شك أنها شبه معدومة!
هذا الواقع الجديد الذي فرض غيّر وسيغيّر مجرى التاريخ والعالم وحياتنا اليومية، وخلّف التوتر والأزمات النفسية لفترة بعيدة الأمد .
من وجهة نظري هناك احتمالان لهذا الحدث الذي شغل العالم بأسره وهزه؛ الأوّل أنّه وباء مقصود من ورائه أهداف سياسية ضيقة، وقد اعتقد من وقف وراء هذا الأمر أنّه يخدم بذلك مصالح بلاده ومصالحه الشخصية!
أمّا الاحتمال الثاني والذي أميل إليه، هو أنّ هذا الوباء عبارة عن محنة وبلاء من الباري عز وجل، أنزله على الخليقة بأسرها لنقف على هذا المشهد النادر، ونفكر بعمق وعقلانية ونحاسب ضميرنا وأنفسنا على أعمالنا في عدم طاعته وسوء تقدير النعمة التي منحنها إياها، والانحلال الأخلاقي الذي تجاوز كل الخطوط، ولنعترف بقدرته وعظمته وكيف يمكن لمخلوق فيروسيّ لا يمكن رؤيته بالعين المجردة أن يحقق ما عجز عنه العالم رغم التطور والرقي والأبحاث والإنجازات، أن يوقف نسبة تلوث البيئة وتنقية الأجواء والسماء التي لم تعد تتحمل أكثر لتقول للإنسانية كفى! كفى!! وتشل الحياة بكامل مرافقها وتحديدا إغلاق أماكن العبادة، وهو أكبر دليل ومؤشر خطير وسابقة غير مألوفة، إن دلّت ذلك على شيء فإنما تدلّ على غضب الباري؛ لتدنيس الإنسان أماكن العبادة وعدم احترام قدسيتها وطهارتها، وإلزام أفراد العائلة المصغرة أن لا تجتمع معا أو تجلس على طاولة واحدة تسمع بعضها بعضا، ولتؤكد أن الحياة، فعلا، لا تساوي شيئًا، ولا فرق بين غني فقير، ولا كبير وصغير !!
[email protected]