تحولت إيطاليا فجأة إلى أكبر بؤرة في أوروبا لتفشي العدوى بفيروس كورونا الجديد، حيث سجلت إصابة نحو 24 ألف شخص ومعدل وفيات يقترب من الألفين. خبيران يكشفان ملابسات ما يجري؟
يقول ماسيمو غالي، أستاذ الأمراض المعدية بجامعة ميلانو، ورئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى ساكو، في معرض تفسيره لأسباب شدة جائحة فيروس كورونا في بلاده: "يمكن القول، استنادا إلى البيانات الخاصة بالوباء، إن الفيروس بدأ في الانتشار بإيطاليا في أواخر يناير، وتفشى على نطاق واسع في ما يسمى بالمنطقة الحمراء".
ورأى هذا الخبير أن من وصفه بالمريض الصفري الذي لم يُرصد حينها "لم يكن لديه سبب للاعتقاد بأنه مصاب. تغلغل الفيروس حتى ظهرت جميع إصابات الموجة الأولى المرشحة للتفاقم، والتي كانت خارج نطاق نظر مؤسسات الصحة الوطنية".
ويشبه الأكاديمي والخبير الطبي ملابسات تفشي عدوى فيروس كورونا بإيطاليا برصد حريق أصاب الطابق السفلي في مبنى بالصدفة، مشيرا إلى أنه لا يجب أن يتم إلقاء اللوم على الأطباء الإيطاليين، وذلك لأن مثل هذا الوضع يمكن أن ينشأ في أي بلد آخر.
وشدد على أنه في الأسابيع الأولى التي سبقت ظهور أول بؤرة للعدوى "كان هناك بالفعل العديد من المرضى المصابين بأمراض خطيرة في مستشفيات المنطقة الحمراء، وكانت أمراضهم تنسب إلى مضاعفات الأمراض الموسمية، لكن ربما كان السبب هو فيروس سارس".
وحذر الطبيب الإيطالي من أنه "إذا لم نتبع القواعد الوقائية بشكل جيد، فسوف ندفع ثمنا باهظا جدا. لقد حان الوقت لتوخي الحذر والانضباط، وتجنب السلوك المتمرد والقرارات الفردية التي يمكن أن تعرضك لخطر شديد، بهذه الطريقة فقط يمكن الحد من الوباء واحتوائه والسيطرة عليه".
أما باولو بوناني، أستاذ الصحة العامة في جامعة فلورنسا، فيرصد أنه "في الوقت الحاضر، لا نعرف لماذا بلغت الإصابة بالعدوى الذروة في إيطاليا، لم نتمكن من تحديد مراحل ظهور الإصابات بالعدوى، لأن الحالات المرتبطة بأعراض في الجهاز التنفسي التي جرى تتبعها في الأيام الأولى لم يتم تسجيلها".
[email protected]