في هذه النقلة الهامة وفي هذه الزاوية أبحث عن كلام ممكن أن أصيغه لشخصية فريدة من نوعها إنها السيدة رانية مرجية .
السيدة رانية مرجية ليست انسانة عادية بل انسانة حاملة هموم الثقافة والادب والتربية والنساء والمجتمع في مدينة الرملة .
عرفت رانية في إحدى المهرجانات النسائية التي كنت اقيمها أيام عملي في مسرح السرايا في يافا حيث تعرفت على سيدة ليست ممثلة بل قدمت عرضا نسائيا جعلني أنظر اليها والى هذه المعرفة الخارقة المتبلة في القصة الإنسانية لفتاة كانت رافضة الزواج من شاب قريب لها بعد أن اغتصبها وطلب الاهل منها الزواج من هذا الشاب فرفضت وكان مصيرها القتل على أيدي أبناء العائلة. لست أدري إن كانت هذه القصة خيالية أم واقعية ولكن رغم مرور أكثر من عشر سنوات على هذا المشهد المسرحي ما زلت أتذكره الا ان الوضع الاجتماعي لم يتغير .
لكن الواقع جعل من السيدة رانية مرجية إنسانة أكثر ملتحمة في قضايا المجتمع وقضايا النساء والعنف بشكل خاص .
إنها إنسانة حاملة هموم الانسان , وإنها تحاول العمل من خلال نشاطها في الأطر التربوية لمعالجة مثل هذه القضايا ورفع مستوى الوعي وذلك من خلال برامج التعليم الذي تقوده في المركز الجماهيري العربي الرملة . وهنا أضيف أنها فعالة ومتفاعلة مع نشاط مسرح الحياة ويعود ذلك لحبها لهذا الفن الذي تعتبره شريان رئيسي في حياتنا الثقافية والانسانة
رانية إنسانة متواضعة تختزن الكثير من حكايات شعبنا الذي ما زال يبحث عن الأفضل وفي هذه المنطقة الجميلة والقاصية , التي عرفت في ماضي انعزال ثقافي خرجت رانية مرجية من هذه البيارة الإنسانية لتقول لنا ولمجتمعنا لا تنتظروا أن يعملوا من أجلكم بل قل ماذا ممكن أن تعمل أنت من أجل المجتمع .
الحديث والكتابة عن رانية مرجية قد يطول ويطول وهي تستحق ذلك , وهنالك اخرون يستحقون الاهتمام من وسائل الاعلام لكي نجعل أثارهم وأعمالهم واضحة مثل النور في الظلام .
الهموم هي هموم والحياة هي الحياة والأدب هو الأدب ولكن الانسان هو منبع هذا المسار الصانع للتغير وكم نحن بحاجة لوجود اشخاص كرانية مرجية في كل مكان ومكان
شباط 2020 بقلم اديب جهشان
[email protected]