عبر يوم دراسي مميز وسلسلة محاضرات ومعرض لافت للخط العربي:
الكلية الأكاديمية العربية للتربية في اسرائيل- حيفا تحيي اليوم
العالمي للغة العربية بمشاركة المئات من طلابها ومحاضريها
عبر سلسلة من المحاضرات الشيقة ومعروضات قيمة وفريدة شملت لوحات إبداعية في الخطط العربي ونسخاً نادرة وثمينة من القرآن الكريم كتبت منذ مئات السنين، أحيت الكلية الأكاديمية العربية للتربية في اسرائيل – حيفا، اليوم العالمي للخط العربي بيوم دراسي مميز بعنوان " الخط العربي بوابة الحضارة".
وكان مئات من طالبات وطلاب الكلية ومحاضريها قد اطلعوا طيلة ساعات صباح يوم الأربعاء 18.12.2019 على عشرات اللوحات التي خطها بإتقان تام الخطاطان سعيد النهري وريحان تيتي واستمعوا الى شرح مسهب عن كل لوحة ولوحة إضافة الى شرح وافٍ عن نسخ للقرآن الكريم كتبت قبل مئات السنين وتتوفر منها نسخ معدودة وقليلة فقط في متاحف العالم المختلفة، تم استمعوا الى سلسلة من المحاضرات والكلمات التي استهلها رئيس الكلية المحامي زكي كمال مؤكداً أهمية احياء اليوم العالمي للخط العربي بكل ما يحمله هذا الحدث من معانٍ ثقافية وحضارية وأكاديمية تؤكد ثراء وعظمة اللغة العربية وتثبت للقاصي والداني انها حية ترزق وأن المحافظة عليها واجادتها تشكل واحداً من عوامل التطور والتقدم مقابل التوجهات الجديدة التي تبناها البعض والمتمثلة باعتبار الماضي بكل مركباته اللغوية والحضارية امراً يجب الاستعاضة عنه بتقليعات جديدة.
وقال المحامي زكي كمال:" نلتقيكم اليوم في مستهل حدث مميز يجسد اعتزازنا بلغتنا العربية الأصيلة، لغة الضاد بكل جوانبها ومناحيها وابعدها اللغوية والدبية والجمالية وبكونها لغة القرآن الكريم، ناهيك عن كونها لغة كتبت بها أفضل واُمن المؤلفات العلمية والأدبية والفكرية التي كانت وما زالت نبراساً ينير الطريق أمام أجيال متعاقبة من الباحثين والدارسين في مجالات الطب والعلوم المختلفة والرياضيات إضافة الى مؤلفات العظماء والكبار ومنهم ابن خلدون وغيره. نلتقي اليوم في يوم دراسي يؤكد ان الخط العربي كان وما زال فناً تجريدياً راقياً يعكس أسمي آيات الجمال والابداع يسحر العين ويخلب الالباب بزخرفاته الراقية التي تنتشر في كافة ارجاء المعمورة".
وأضاف: "نؤكد من خلال هذا اليوم الدراسي ان لا تناقض بين صيانة موروث الماضي والاعتزاز به وبين السعي الى مستقبل زاهر عبر حاضر يأخذ من الماضي الجميل والمفيد والسمين ويتنازل عن الغث والقشور ويتطلع الى سنوات قادمة تزهو بالأبحاث والأكاديميا والعلوم والتقنيات العالية والمنافسة الحقة والواضحة مع الشعوب الاخرى بعلمائها ومفكريها ومخترعيها لمصلحة البشرية جمعاء، ونحذر في الوقت نفسه من الاستكانة الى إنجازات الماضي والتغني بها دون اتخاذها لبنة أولى للحاق بركب الحضارة والتطور".
من جهتها رحبت الدكتورة رندة خير عباس القائمة بأعمال مدير الكلية بالحضور مؤكدة ايمانها المطلق ان لا مستقبل لمن لا ماضي له وان الحاضر انما هو حقبة مميزة ننقل فيها عبر الماضي ونتخذها وسيلة للوصول الى مستقبل أفضل وأحسن، دون الاستكانة الى ما كان والاكتفاء بالتغني بأمجاد الماضي، وأضافت:" لا مستقبل ولا حاضر للشعوب التي تبقى عالقة في ماضيها مهما كان زاخراً ورائعاً دون ان تعمل على إيجاد القواسم المشتركة والعلاقة التكاملية بين الماضي والحاضر والمستقبل، ليكون الماضي زاداً للحاضر وبوابة للمستقبل. الحفاظ على الموروث الحضاري لا يعني التقهقر والجمود ولذلكم فإن الحفاظ على الخط العربي ودراسته وتعزيز فهمه كآداة فنية تؤكد عظمة لغة الضاد".
هذا وكان مئات من طلاب وطالبات الكلية قد استمعوا الى محاضرات شيقة بدأها الفنان والخطاط سعيد النهري بمداخلة بعنونا" الخط هو انا" ثم مداخلة الفنان والخطاط ريحان تيتي حول " ميزات الخط العربي" ومحاضرة الدكتور أحمد غبن حول "تاريخ الخط العربي".
يذكر ان اليوم الدراسي جاء بمبادرة وتنظيم قسم اللغة العربية وآدابها ورئيسه الدكتور حسين حمزة، كما تولت عرافة اليوم الدراسي الدكتورة حنان بشارة.
[email protected]