اليوم مرت الذكرى السنوية الـ11 للرحيل المفاجيء للصديق والزميل ماجد عليان. كثيرون عرفوا ماجد الأستاذ ومدير المدرسة، وكثيرون عرفوا ماجد الشاعر والمثقف والأكاديمي.. لكن قليلون عرفوا ماجد الصديق.
في 27 أيلول عام 2008 صباحا، ونحن نستعد للدخول الى صفوفنا في المدرسة، وصلنا الخبر الصادم بأن الأستاذ ماجد، وكان مديرا لمدرسة العين الابتدائية، توفي بشكل مفاجيء. ونفذ ماجد ما قاله في احدى قصائده " عزمتُ الرحيلَ لوحدي/ شددتُ الشرعَ بكل الجهات"، وفارقنا لوحده، مسافرا الى كل الجهات كما أحب.
كان ماجد يعتز بانتمائه لشفاعمرو مسقط رأسه، وكان يشارك أهلها مناسباتهم، لا يتأخر ولا يتخلف ومنها لقاء الأعياد، ويتحفنا بقصيدة مناسبة. وكتب قبل وفاته بشهور " أنا شفاعمري وأعتز بانتمائي إلى هذا البلد الطيب، ويحق لكل من يسكن هذه الأرض المباركة المقدسة أن يعتز بانتمائه الى شفاعمرو."
أحب ماجد لغته العربية وتغنى بها، درسها دراسة جادة وتحول الى مدرس ومرشد لها، فحصل على اللقب الجامعي الثاني في اللغة العربية وآدابها وكان يستعد لمواصلة دراسته للقب الثالث (الدكتوراة). وسكب بلغته العربية شعره الرقيق الجميل، فأصدر عددا من الدواوين الشعرية: أحلى الكلام في الحب والغرام، ورد وعبير، نفحة من الصدر، تأملات في حديقة الذات، حوار مع الأنا الآخر. ومن شدة حبه للغته وحرصه على جمالها ودقتها وضع كتابا عن البيان والتبيين في العروض الشعرية وأوزان الشعر، لتسهيل تدريس الموضوع لطلاب المدارس. والى جانب كل مهامه تولى مهمة سكرتير تحرير مجلة "الشرق" الأدبية لصاحبها الأديب محمود عباسي –أطال الله في عمره- وتابع من خلال ذلك الاصدارات الأدبية.
أكثر ما يؤسف له، أن ذكرى شاعرنا المربي الشفاعمري ماجد عليان، يكاد يطويها النسيان، ولا يذكره إلا قلة من أصدقائه ومعارفه. لم تقم مؤسسة محلية شفاعمرية، سواء بلدية أو تربوية أو ثقافية باحياء ذكراه حتى اليوم. أشعر بالخجل أمام روح صديقي ماجد وهو يعاتبنا قائلا في احدى قصائده " وحبّكم في فؤادي بات يملأهُ/ وفي دمائي، به فاضت شراييني/ وليس ينزعه حظ ولا قدرٌ/ فما حييتُ سيبقى فيّ يحييني". فهل نرد له بعض الحب في العام القادم؟!
[email protected]