في العام القادم 2020 يمر خمسون عاما على وفاة القائد العربي الكبير جمال عبد الناصر جسدا.
في العام الماضي 2018 احتفلنا بالمئوية الأولى لميلاد القائد العربي العظيم جمال عبد الناصر.
في كل عام وبالذات في 23 يوليو، نحتفل ونستعيد ذكرى اندلاع ثورة الضباط الأحرار في مصر، بقيادة القائد الفذ والمميز جمال عبد الناصر.
ربما تغيظ تلك النعوت العديد من الناس، ولم لا؟ ربما سيحتج البعض على اسباغ ألقاب وصفات على انسان مميز مثل عبد الناصر، لم لا؟
لو أن عبد الناصر لا يستحق ذلك وفق منظورهم، وثورته وهم وانجازاته لا قيمة لها وتاريخه كله هزائم... لماذا يشغلون أنفسهم به أكثر مما ينشغل به محبوه ومريدوه وأتباعه؟ لماذا يتذكر كارهو عبد الناصر ويذكرون كل تاريخه الحافل؟ لماذا يواصلون هجومهم الحاقد على مدار أيام السنة؟ لماذا تصيبهم الرعدة من احياء ذكرى ثورة 23 يوليو، ولماذا تقض مضاجعهم ذكرى رحيله في 28 سبتمبر، ولماذا ينزعجون من الاحتفاء بيوم ميلاده في 15 يناير؟ لماذا يتعرضون لنهج القومية العربية الذي أرساه عبد الناصر؟ لماذا يهاجمون الوحدة العربية التي سعى اليها عبد الناصر وحققها على أرض الواقع؟ لماذا يتأففون من سياسة الحياد الإيجابي التي أسسها عبد الناصر مع زعماء كبار في العالم، أمثال جواهر لال نهرو وجوزيف بروس تيتو وشو ان لاي وكوامي نكروما وأحمد سوكارنو؟ لماذا يعارضون اقدام عبد الناصر على القضاء على الاستعمار وأعوانه وتحقيق الجلاء عن الأرض المصرية؟ ما الذي يثيرهم في القضاء على الاقطاع وتوزيع عبد الناصر الأرض على الفلاحين والمعدمين في مصر؟ ما الذي يقض مضجعهم فيما أقدم عليه عبد الناصر من تحقيق التعليم المجاني وبناء الصناعة القومية والمساكن الشعبية؟ لماذا يرتعدون من قرار عبد الناصر بتأميم قناة السويس واستعادة ملكيتها لأصحابها الشرعيين؟ لماذا يأسفون على خطوة عبد الناصر بالغاء الملكية وطرد الملك من مصر وإعلان الحكم الجمهوري؟ ما الذي ينفرهم من سياسة عبد الناصر ببناء قصور الثقافة ودعم السينما المصرية والمسرح والفن التشكيلي والغنائي والموسيقي؟
لماذا لا يرون الا كل ما هو أسود؟ أليست بصيرتهم عمياء مثل قلوبهم السوداء المظلمة؟ أليست الكراهية تملأ قلوبهم من كل ما هو جميل وانساني وابداع مرموق؟ أليست نفوسهم مريضة وتخشى من كل تطور ومن كل ما هو عصري وتقدمي؟
استمروا في كراهيتكم، واصلوا حقدكم، تابعوا هجومكم، أطلقوا ألسنتكم بالسباب والشتائم، لا تتوقفوا عن حملات التشويه والتضليل والتزوير، لا تخفوا حقيقة أفكاركم السوداء والظلامية والعدمية، لا تتستروا بالشعارات الكاذبة والمشوهة والتعاليم المضللة. فكلما فعلتم ذلك كلما اعترفتم أنكم خسرتم حربكم الضروس، وكلما توغلتم في هجومكم كلما انكشفت حقيقة أهدافكم، وكلما تمرغتم في مستنقعات حقدكم كلما كان فشلكم أكبر وأوضح من كل تشويه.
في كل يوم يثبت لنا ان عبد الناصر كان على حق، وكان محقا ومستحقا. وفي كل مناسبة نتأكد من محبة الناس لعبد الناصر الانسان الكبير بتواضعه والعظيم بانسانيته. وفي كل محنة وأزمة يلجأ الناس الى عبد الناصر الرمز والنهج والطريق.
ولأن الحقد – كما قال الشاعر- مثل النار تأكل نفسها، ان لم تجد ما تأكله. لذا أناشدكم أن تستمروا في كراهيتكم لجمال عبد الناصر.
[email protected]