قد يتساءل سائل وهل من فرق!! ما الفرق ما بين العطلة والفرصة .
هذا السؤال مهم جداً خاصة للأمهات اللواتي على موعد لقضاء وقت متواصل وكبير مع أبنائهن.
فهذه الأيام تتمحور أحاديث الأمهات حول الفرصة، وللأسف يسود الخطاب الكثير من المفردات والتعابير السلبية بدءاً ب: " الله يكون بعوني على اولادي أثناء العطلة" وانتهاء ب:" إن شاء الله ان بضل براسي عقل".
وتسارع العديد من الأمهات بالبحث عن الدورات والمخيمات الصيفية على اعتبار أن هذه البرامج فرصة "ينضب الولد فيهن أكم يوم وأتريَّح منه" .
جميع هذه الرسائل التي تتزامن مع انتهاء العام الدراسي وإقبال العطلة الصيفية، لا تلامس آذان أطفالنا فقط، إنما نفسياتهم وقلوبهم
وسواء قيلت هذه المفردات قصداً أم مجرد لفظ فأثرها السلبي على نفسية الابن -للأسف- قد وقع!!
وقد يكون ذلك سبب النهي الوارد في الحديث الشريف: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ».
إذا فالاستعداد الأوَلي والأساسي المطلوب من الأهل عامَة والأم خاصَة هو برمجة لغويَة جديدة لمفهوم الإجازة الصيفيَة، عن طريق استخدام كلمة فرصة مكان عطلة، واستحضار معنى كلمة فرصة والتي تعني اصطلاحاً: وقت أو ظرف مناسب للقيام بعمل معيَن، بعيدا -نوعا ما- عن كلمة العطلة والتي تعني اصطلاحا التوقف والتعطيل أو الإصابة بعطل وفي سياق الموضوع فالقصد هو تعطيل المدرسة "ووقوع المصيبة " لأن الأولاد سيبقون في البيت مدة أطول!!
إذا هي فرصة لنا جميعا كأسرة، وأعظم ما يمكن أن تُغتنم به هذه الفرصة هو في سبيل بناء أواصر المحبَة والمودَة والَرحمة في أسرنا وقد يتأتَى ذلك من خلال:
• إعداد وجبة فطور بعيدا عن الَسباق اليوميَ الصباحيَ الذي يجبرنا في كثير من الأحيان على الاكتفاء بتقديم كأس حليب كوجبة فطور.
• جلسات عائلية نتحدث وأعيننا تقابل أعين الأبناء قائلة لهم: كلنا أذان صاغية، بعيداً عن ضغوطات الإمتحانات والواجبات المدرسيَة.
• هي فرصة للخروج للطبيعة والاستمتاع بها واللعب سوياً.
• هي فرصة للثقافة وتوسيع المدارك والمعارف من خلال مشاهدة أفلام ذات فائدة ومتعة.
• هي فرصة للمشاركة بفعاليات ومخيمات وبرامج ليس لكي "أستريح من ابني" انما لأعطيه فرصة أن يستمتع ويتعرف على أمور ورفقة جديدة.
• هي فرصة لأن نحث الأبناء على تجديد عهدهم بالله وتعزيز الجانب الروحاني الذي كثيراً ما نهمله وسط زحام المتطلبات المدرسية.
• هي فرصة لنغرقهم بعبارات الثناء والمديح والحب.
هي فرصة لذلك وأكثر، وعلينا أن ننجح باغتنامها وإدارتها قبل أن نطالب الأبناء بذلك، فلتكن إذاً فرصة ملؤها المحبة والرحمة والمودة.
[email protected]