الإحترام هو قيمة وسلوكيات تعكس ثقافة بيئة الافراد، وهو غير مقيَّد بجيل معين وغير محصور على الكبار أو الصغار، الإحترام هو حاجة نفسية يحتاجها الإنسان ، أي بمعنى أن كل شخص على كوكب الأرض يحتاج احتراماً، فالاحترام فيه معنى التقدير والإهتمام، وهكذا كل فرد من افراد الاسرة يحتاج الى الاحترام والاهتمام والتقدير.
ويكتسب الأبناء قيمة أو ثقافة الإحترام من داخل الأسرة من المربي الأول ألا وهما الأب والأم ، فالإحترام المتبادل بين الزوجين فيه رسائل تربوية يبثها الآباء لأبنائهم بشكل مباشر، أولا ً احترام الأب للأم والعكس، وهذا ما بات مجتمعنا يتوق إليه، وثانياً احترام الأبناء لبعضهم البعض وهذا بتنا نفتقده، والأمر الآخر هو احترام الأولاد للآخرين وهذه هي التنمية المجتمعية، وهنا ننوه أن مفهوم رفع الكلفة بين الزوجين يحتاج إلى توضيح، فبعض الأمور لا بد أن تكون مبنية على الإحترام كالحديث والتقدير، وألا يعطي احد الوالدين فرصة للأبناء بان يقللوا من شأن الوالد الآخر حتى لو اخطأ ، يجب على الزوج أن يحترم مكانة زوجته أمام أولادهم وكذلك الزوجة ،هذه ألف باء في التربية الصالحة.
الإحترام هو من علامات الحب، فمثلاً عندما يحترم الزوج زوجته والعكس هذا يدل على علاقة حب بينهما وعندما يحترم الأب او الأم أولادهما فهذه علامة حب وتقدير بينهم، ومن أساسيات الاحترام النظر في وجه المتحدث وهو يتكلم ، وهنا تكون أعلى مراتب الإحترام وإعطاء التقدير وهذا الإحترام ينشأ عليه الأولاد حين يرون آباءهم وأمهاتهم يهتمون ويحترمون بعضهم البعض بالنظر أحدهما في وجه الآخر أثناء الكلام.
من الأمور المهمة في الاحترام هو الاستئذان بين أفراد الأسرة، وهذا يبدأ بين الازواج حين يستأذن احدهما الاخر في الخروج أو البدء بالكلام أو عند الدخول إلى البيت ، وهذا ينعكس مباشر على الأبناء وبالتالي يصبح سلوكاً ونهج حياة في الأسرة.
ويُعتبر الحوار من أكثر أساليب التواصل رقياً بين أفراد الأسرة وهو الوسيلة الإجتماعية الأكثر فائدة والأكثر جدوى وهو المحور الأساسي في تبادل القيم والثقافات والآراء والأفكار، وهو إحدى أهم وسائل الإتصال الفعّالة ، ويُعد الحوار مفتاح العلاقات الناجحة بين الزوجين، كما يُعد عاملا ًرئيسياً في تربية الأطفال بصورة إيجابية ،ولا يُشترط أن ينتهي كل حوار بالإتفاق بين أفراد العائلة ، وهنا نركز على مفهوم النقاش والحوار البناء الذي من خلاله يتم تبادل خبرات ومعلومات تارة ومشاركة وتحسين أفكار تارةً أخرى .
الحوار المثمر والناجح ينبغي علينا أن نزيّنه بالاحترام والتقدير كاحترام الرأي والرأي الآخر والإنصات والإستماع وعدم مقاطعة الآخرين حتى الإنتهاء من الحديث، فالحوار تبادل للأفكار والآراء وليس إجبار أفراد الأسرة على تبني فكرة معينة بل يجب احترام وجهة نظر سائر العائلة لأن طبيعة الإنسان البشرية الدماغية والمشاعرية تختلف من شخص لآخر وهذا ما أثبته هيرمان في مقياسه في تقسيم الدماغ وتحليل الشخصيات، لذلك ننبه الآباء إلى أن الحوار هو وسيلة للتقرب من الأبناء والتعرف على قيمهم وأفكارهم، فالحوار وفيه تكمن فرصتكم لتصحيح الأفكار السلبية أو الخاطئة.
من أساليب التربية التي ينشأ عليها الأطفال عند مشاهدتهم لوالديهم يتحاورون بموضوع معين، كإبداء الرأي في قراءة كتاب أو مشاهدة كرة قدم أو الحوار والنقاش في موقف سياسي وهنا تنمو المشاعر الإيجابية ويستمر التواصل بين أفراد الأسرة ما يساعد على بث المحبة والتقرب في وجهات النظر وينشأ الأطفال على التفاعل وتعزيز الثقة بالنفس.
[email protected]