انتقد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس الجمعة إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، بسبب هدفها معاودة إرسال رواد فضاء إلى القمر بحلول عام 2024 وحث الوكالة على التركيز بدلا من ذلك على مبادرات "أكبر بكثير" مثل الذهاب إلى المريخ مما يقلص من دعمه السابق للمبادرة الخاصة بالقمر.
وكتب ترامب على تويتر "يجب أن لا تتحدث ناسا عن الذهاب إلى القمر، لقد فعلنا ذلك قبل 50 عاما.. يجب أن تركز على الأشياء الأكبر بكثير التي نقوم بها بما في ذلك الذهاب إلى المريخ والدفاع والعلم!"
وبدا إعلان ترامب الذي نشره على "تويتر" من على متن طائرة الرئاسة أثناء عودته من أوروبا متناقضا مع مسعى حديث لإدارته لإعادة البشر إلى القمر بحلول عام 2024 "بأي وسيلة ضرورية"، أي قبل خمس سنوات من الموعد المستهدف السابق في 2028.
وقال يوم الجمعة في تغريدة "مثلما قال رئيس الولايات المتحدة،تعتزم ناسا استخدام القمر لإرسال بشر إلى المريخ!".
وواجه الجدول الزمني المتسارع لإرسال بشر إلى القمر بحلول 2024 مشكلة مبكرة عندما طلبت إدارة ترامب من الكونجرس المتشكك في مايو أيار زيادة الميزانية المقترحة لناسا لعام 2020 بمقدار 1.6 مليار دولار "كدفعة مقدمة" لتحقيق ذلك الهدف.
وكان الجدول الزمني المتسارع للذهاب إلى القمر توصية رئيسية في مارس آذار من المجلس الوطني الجديد للفضاء بقيادة نائب الرئيس مايك بنس.
وقال موقع ناسا يوم الجمعة إن برنامج أرتميس سيرسل "أول امرأة والرجل التالي إلى القمر بحلول عام 2024 ويؤسس لوجود بشري مستدام على سطح القمر بحلول عام 2028"، ويستقي هذا البرنامج اسمه من شقيقة أبولو التوأم وهي آلهة القمر في الأساطير اليونانية.
وأصاب إعلان ترامب كثيرين ممن يهتمون بالفضاء والفلك، بالنظر إلى أنه لم يعرف أبدا أن القمر جزء من المريخ، كما أن المريخ يبعد عن القمر حوالي 140 مليون كيلومتر. ورفضت ناسا الرد على سؤال من الغارديان بشأن ما إذا كان القمر جزءا من المريخ.
الغريب في الأمر أن انتقاد ترامب لوكالة الفضاء الأميركية والرحلات إلى القمر جاء بعد 3 أسابيع فقط على حماسته لفكرة الرحلات إلى القمر. ففي 13 مايو الماضي قال ترامب في تغريدة "سنعود إلى القمر" بينما أعلن المدير في ناسا جيم بريدنستاين، الذي عينه ترامب، عن خطط لإرسال رواد فضاء إلى القمر بحلول 2024. وفي أكتوبر الماضي أيضا قال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس "ترغب إدارتنا في رؤية الأميركيين يعودون إلى القمر في المستقبل القريب".
ويبدو أن تغريدة ترامب جاءت تعقيبا على خطط ناسا الأكبر بتنظيم رحلات إلى المريخ انطلاقا من القمر، حيث تخطط الوكالة لبناء موقع فضائي في مدار قمري يمكن أن ينقل رواد فضاء إلى سطح القمر بحلول عام 2024 في إطار مبادرة أوسع لاستخدام القمر قاعدة لانطلاق بعثات في نهاية المطاف إلى المريخ.
لكن على الأرجح فإن تغريدته الأخيرة قد يكون سببها قناة الأعمال التابعة لشبكة فوكس، فقبل ساعة على تغريدة ترامب الغريبة بشأن كون القمر جزءا من المريخ، عبر الضيف في برنامج على قناة فوكس نيل كافوتو، عن شكوكه بشأن الرحلات إلى القمر.
وقال كافوتو إن "ناسا تعيد التركيز على القمر.. باعتباره الخطوة التالية المطلوبة.. ولكن أليس هذا أمرا قمنا به قبل بضعة عقود خلت".
[email protected]