يؤكّد اختصاصيو طب الأطفال أنّ الطفل يبدأ المشي عمومًا بين عمر السنة والسنتين، لذا فإنّ قلق الأم غير مبرّر.
وعمومًا تسبق مشي الطفل مراحل عدة بدءًا من قدرته على الجلوس ثم المشي على اليدين والرجلين والوقوف إلى أن يبدأ أولى خطواته. ولكل مرحلة حسناتها.
في أي سن يبدأ الطفل الجلوس؟
تبعًا لنمو النفس - حركي عند الرضيع، يتمكّن الطفل من الجلوس في شهره السادس، بعدما يصبح قادرًا على الإستدارة والإلتفاف من ظهره إلى بطنه في شهره الخامس، لذا يجب تجنّب وضع الطفل في وضعية الجلوس بالقوّة، بل ينبغي أن يكون مستعدًا لذلك وحده. فلكل طفل إيقاعه الخاص، قبل أن يقدر على المشي، يبدأ بالإستدارة، والجلوس والدبدبة، ومن ثم يبدأ تدريجاً بالوقوف بالتمسك إمّا بالكرسي أو الكنبة أو أي شيء يستند إليه.
ولا يجوز تعجيل الخطوة، فالطفل يشعر بما إذا كان مستعدًا للوقوف أم لا، عندما تصبح قدماه قويتين لتدعماه. وعلى الأم ألاّ تتردّد في تحفيزه و تطوير عضلاته بجعله يقوم ببعض التمارين.
ماذا يجب فعله لتحفيزه؟
بدءًا من عمر الشهر يمكن الأم جذبه إلى وضعية الجلوس بتركه يقترب من أصابعها وجذب رقبته إذا كان عمره أقل من شهرين ومن ثم جعله يتمدّد، فهذا يساعد في تقوية عضلاته، وفي سن الخمسة أشهر يمكن الأم تصويب جلسته بوضع وسادة خلف ظهره في كرسي السيارة، ولكن دائمًا بظهر مسنود.
وعندما يصبح قادرًا على الجلوس وحده يمكن وضعه في كرسيّه المرتفع. أما وضعية الوقوف في شهره العاشر فيما المعدّل الوسطي للبدء بالمشي يكون في سن السنة، مع تأكيد اختلاف إيقاع كل طفل.
كيف يمكن الأم تحفيز طفلها على الوقوف؟
بدءًا من الثمانية أشهر، فالطفل يقترب من الأثاث ليتمكن من الإمساك به والوقوف. ولمساعدته على تعلم وضعية الوقوف يمكن وضعه في سريره ذي الحواجز.
وهذا النوع من الأسرّة ممتاز للطفل لأنه يتيح له الحصول على مجاله الخاص وعلى ألعابه، فلناحية الحركة يساعده على الوقوف وتعرّف الحدود، إذ يمكنه استعمال الحواجز للوقوف. يسعد الأهل كثيرًا عندما يرون طفلهم واقفًا وهذا أمر مفرح، ولكن عليهم تجنيبه الوقوف فترة طويلة ، لأن أعضاءه السفلية لا تزال ضعيفة.
متى يبدأ الطفل الدبدبة؟
غالبية الأطفال يبدأون الدبدبة بين ستة أشهر والعشرة أشهر، ولكن بعض الأطفال لا يمرون بهذه المرحلة، بل يفضل التنقّل على مؤخرته، والزحف على بطنه، ومن ثم الوقوف ويلي ذلك المشي. المهم أن يصبح الطفل قادرًا على الحركة بغض النظر عن الطريقة.
كيف يبدأ الطفل الدبدبة؟
يبدأ الطفل الدبدبة بعدما يتعلم وضعية الجلوس وحده من دون مساعدة أحد في حوالي الشهر السادس أو السابع، ففي هذه المرحلة يصبح قادرًا على رفع رأسه والنظر حوله.
وعضلات يديه وظهره تصبح قوية كفاية كي تجنبه الوقوع على الأرض عندما يتكئ على ركبتيه ويديه.
ما هو دور الأم؟
تشجيع الطفل على الدبدبة ويكون ذلك بوضع ألعابه على مسافة منه. كما يمكن استعمال الوسائد والعلب ووسائد الكنبة لإيجاد حواجز يستطيع تخطيها وتسلقها. هذه التمارين البسيطة تمنحه الثقة بنفسه وتسمح له بتطوبر سرعته ورشاقته. ولكن لا يجوز تركه وحده، فهو إذا علق تحت مخدّة سوف يخاف وقد يختنق.
الطفل الذي بدأ المشي يمكن أن يقوم ببعض الحماقات. لذا على الأم أن تجعل المنزل آمنًا بالنسبة إلى طفلها، وعليها الإنتباه خصوصًا إلى درجات سلّم المنزل، فالطفل يجذبه السلم الذي يشكل خطرًا على سلامته، لذا إذا كان في المنزل سلم يجب وضع حاجز خشبي عند أسفله أو أعلاه إلى أن يصبح الطفل فعلاً قادرًا على المشي ومع ذلك يجب مراقبته طوال الوقت.
في أي سن يبدأ الطفل المشي؟
عمومًا يبدأ الطفل بالمشي في عمر السنة، ولا داعي للقلق إذا لم يمش قبل السنتين، ففي كل الأحوال سيمشي عندما يكون مستعدًا.
ومتى بدأ الطفل أولى خطواته، يمكن الأم أن تشتري له أشياء جيدة وعليها التفكير في جعله يجلس بشكل عادي، فالطفل بين السنتين والثلاث سنوات لا يكون اكتسب بعد ملكة التفكير في الجلوس عندما يشعر بالتعب.
في البداية يشعر بألم عضلي في قدميه، وبتقلص عضلي، وهذه أمور طبيعية إذا كان يتقافز طوال اليوم، وفي المقابل على الأم أن تعلمه كيف يتوقف عن القفز والنط من وقت إلى آخر من خلال قراءة قصة وتهدأة الطفل، كي لا يكون في وضعية الوقوف كل النهار لأنه لن يتوقف عن الحركة والركض خصوصًا عندما يبدأ بالذهاب إلى المدرسة.
متى على الأم أن تقلق؟
لا ينمو الأطفال جميعًا بالدرجة والإيقاع نفسهما. فبعضهم يكون نموه أسرع من بعضهم الآخر. ولكن إذا لم يعرف الطفل كيف يتنقل سواء بالدبدبة أو الزحف على بطنه أو مؤخرته، إذا لم يتمكن من تحريك يديه ورجليه بشكل متوازن و لم يعرف استعمال يديه وقدميه في عيده الأول على الأم فورًا زيارة طبيب الأطفال. ولا تنسى الأم إذا كان طفلها وُلد قبل موعده (ولادة مبكرة) يمكن أن يتأخر نموه الحركي العضلي عما هو عند الأطفال الذين ولدوا بشكل عادي.
المشي على اليدين والقدمين «الدبدبة»
يساعد المشي على الرجلين واليدين» الدبدبة» في تقوية عضلات الطفل. فهذه الطريقة هي أولى وسائله الفعّالة للتنقل الذاتي ومن دون مساعدة أحد. فالطفل الصغير يتعلّم كيفية إيجاد توازن بين يديه وركبيته، ومن ثم يكتشف كيف يتقدّم وكيف يتراجع بدفع ركبتيه. الطفل سيقف ويمشي كما الكبير، وما على الأهل سوى احترام إيقاع نموه الجسدي ولا يجوز تسريع مراحله.
التقليد وسيلة الطفل لفهم العالم
لقد بدأ بالمشي وصار يفهم كل ما يقال له... إلخ، وينتظر بفارغ الصبر أن يلعب بجهاز التحكم مثلاً. في عمر السنة والنصف، تتفجّر كل قدراته فهو لم يعد كما كان. وصار التقليد وسيلته ليقول أنا هنا
وسيلة ليجد مكانه
يبدأ الطفل بالبحث عن وسيلة ليأخذ مكانًا له بواسطة ثلاث طرق. بداية تصير لديه رغبة قوية في الإكتشاف مترافقة مع فضول زائد، يليها رفض يعبر عنه بكلمة»لا» وهي طريقة فعالة ليعرف نفسه، والثالثة هي التقليد.
في عمر السنتين يمنح الأشياء الصورة التي يريدها، فهذا يُشعره بالسلطة تجاهها. فمثلاً يحول القدر إلى قبعة أو إلى طبلة، وقميص والدته إلى ثوب أمير. في هذا العمر يشعر الطفل بأنه ملَك في عالم يصنعه بنفسه ومن مخيلته ويضع له حدودًا.
والتظاهر بقيامه بأمور عدة يفتح له الباب لقدرته على التقليد التي تنمو وتطور في شكل واضح في عمر الثلاث سنوات. ففي هذا العمر يتظاهر بصنع الحلوى من التراب ويتعامل معها على أنها حلوى حقيقية كالتي تحضرها والدته، أو يجعل من صندوق الكرتون سيارة يقودها.
كما يستحضر الطفل الأحداث الماضية مع لعبته. ويتمثّل الحالات التي عاشها ويعيشها عن طريق اللعب. فمثلاً يعضُّ لعبته لأنها ترفض أن تأكل، وسينهرها متظاهرًا أنها وسخت نفسها. فلعب دور والديه يشعره بأنه الوحيد المسيطر على الأمور والأحداث.
القيام بما يقوم به الراشدون يساعده على فهمهم
عندما يلعب الطفل دور الراشدين مقلداً والديه أو الطبيب أو البائع... يسمح له هذا الأمر بمعرفتهم في شكل جيد. فبمجرد أن يمارس دور الآخرين على نفسه يتمكن من تخيّل ما يشعر به الآخر.
فالتقليد يساعده على فهم العالم، والتكلم بصوت عال أثناء اللعب يطور قدرته اللغوية، وتخيله صديقًا وهميًا، يكون لطيفًا حينًا وشرسًا أحيانًا، يجعله يميز بين الخير والشر.
يدرك الطفل في عمر الثلاث سنوات الفرق بين البنت والصبي، ودور كل منهما في المستقبل. فالصبي يقوم بأعمال يدوية فيحاول مثلاً أن يصلح لعبته أو يلعب لعبة الحرب، والبنت تهدهد لعبتها أو تنتعل حذاء والدتها ذا الكعب العالي.
ورغم أن التقليد له فوائد كثيرة،فإنه على الأهل أن يكونوا يقظين. إن الطفل لا يدرك الأخطار التي قد تنجم عن تقليد الراشدين فمثلاً يحاول تقليد والده في إشعال النار، أو تقطيع عجينة الطين بالسكين، وغيرها من الأمور التي قد ينتج عنها حوادث خطرة.
[email protected]