يحتاج الطفل إلى تعلّم العادات الغذائية السليمة لكي تمكن من إجراء خيارات مناسبة وصحيحة. إلا انك قد تجدين صعوبات أحياناً في إيجاد الطرق المناسبة لكي يتخذ الطفل عادات غذائية سليمة.
العادات الغذائية السليمة:
تعتبر الأم مثالاً بالنسبة إلى الطفل، لذلك من الضروري أن تتبع عادات غذائية سليمة لكي يقلّدها طفلها. ويمكن البدء بتناول الطعام معاً قدر الإمكان على أسس صحيحة. علماً أن اجتماع العائلة إلى المائدة له فوائد كثيرة، فهو:
- يسمح لك بأن تكوني مثالاً لطفلك فيتبع عاداتك الغذائية السليمة نفسها.
- يسمح لك بالتأكد ما إذا كان يتناول أطعمة مغذية.
- يسمح لك بمعرفة ذوقه وما يحب تناوله وما يكره.
- يتيح لك الفرصة بتقديم أطعمة جديدة له.
- يسمح لك بالتعرّف إلى مشكلاته.
واعلمي أن الأطعمة التي يعتاد الطفل على تناولها في المنزل تصبح القاعدة التي يختار على أساسها ما يأكله خارجاً. كما يمكن أن تشجعيه على اتباع عادات غذائية سليمة من خلال:
- شراء أطعمة صحية متنوعة كالفاكهة والخضر والحبوب الغذائية والخبز الكامل الغذاء.
- تحديد أوقات معينة للوجبات الأساسية والوجبات الصغيرة.
- تقليل الوجبات الصغيرة الغنية بالسكريات تحتوي على نسبة عالية من الدسم، وعلى نسبة قليلة جداً من المكونات الغذائية.
- تجنب إضافة الملح إلى الطعام.
- تشجيع الطفل على شرب كميات كبيرة من الماء أو الحليب بدلاً من المشروبات التي تحتوي على نسبة قليلة من الوحدات الحرارية.
- تجنب تقديم المشروبات والأطعمة الغنية بالكافيين للطفل.
- كوني مثالاً جيداً له، فبدلاً من تناول الحلوى أو الشاي المثلج أو المشروبات الغازية خلال الوجبات الصغيرة، اختاري الماء أو الحليب.
واعرفي انه لا يمكنك معاقبة طفلك إذا كان يفرط في الأكل أو لا يأكل في شكل كافٍ، لأن العقاب يجعل الأمور أكثر سوءاً. فمن الأفضل أن تتبعي طرقاً أخرى كأن تسجلي يومياً ما يتناوله الطفل ثم تراجعي ذلك في نهاية الأسبوع لكي تتأكدي من خياراته الغذائية. أما إذا لاحظت أنه ليست لدى طفلك شهية للأكل، عليك أن تتأكدي ما إذا كان يفرط في أكل الأطعمة الغنية بالوحدات الحرارية والمشروبات قبل الأكل. يمكنك أن تقدمي له الماء بين الوجبات وأن تمنعيه من تناول المشروبات. كذلك عن تناول المشروبات الغنية بالسكر والوجبات قبل ساعة من الوجبة الأساسية. أما إذا كان الطفل يتناول أنواعاً قليلة من الأطعمة أو يرفض تناول مجموعات كاملة من الأطعمة فقد تكون هناك حاجة إلى إعطائه الفيتامينات المتعددة بعد استشارة الطبيب.
أما إذا كان طفلك، على العكس، يفرط في الأكل، خصوصاً إذا كان يعاني زيادة في الوزن أو يزداد وزنه بسرعة كبيرة، فعلى الأهل أن يحفظوا في المنزل الأطعمة الصحية فقط. فتناول الجزر يعتبر أفضل من تناول السكاكر بين الوجبات أو الآيس كريم. إضافةً إلى ذلك، يمكنك تشجيع طفلك على ممارسة الرياضة لحرق الوحدات الحرارية الزائدة. وتجدر الإشارة إلى أنه قد تكون صحة طفلك جيدة على رغم نحوله الزائد. ويمكن أن يحدد الطبيب ذلك، فلا بد من استشارته خصوصاً إذا كان وزن طفلك يزداد بسرعة أو ينقص أو أن عاداته الغذائية تؤثر في نموه.
الأكل خارج المنزل
يتناول الطفل الطعام أحياناً خارج المنزل بقدر ما يتناول الأكل المنزلي، مثل الوجبات في المدرسة أو في المناسبات أو غيرها. فكيف تستطيعين الحفاظ على عاداته الغذائية السليمة على رغم ذلك؟
من الضروري أن تنصحي طفلك حول كيفية اختيار الأطعمة الصحية في المنزل. شجعيه على تناول السلطة والخضر مع الوجبات عند تناول الطعام خارجاً. واستمري بتقديم أطعمة مميزة وجديدة له في المنزل. ويمكنك السماح له بتناول الشوكولا وغيرها من الحلويات، شرط ألا يفرط في ذلك وقدمي له في المقابل أطعمة صحية خلال الوجبات الأساسية.
ويحب كل الأطفال تناول الأطعمة الجاهزة، لذلك علميه كيف يختار منها. وشجعيه على تناول السلطة مع الصلصة القليلة الدسم. أما إذا أراد تناول الهامبرغر، فانصحيه باختيار الأكثر بساطةً منها بدلاً من تلك الغنية بالجبن والصلصة. كما يمكن أن يتناول الحليب أو عصير الفاكهة بدلاً عن المشروبات الغازية خلال الوجبة.
الوجبات في المنزل وفي المدرسة
لأن طفلك يتناول معظم الوجبات في المنزل أو في المدرسة، يجب أن تحرصي على حصوله على المكونات الغذائية التي يحتاجها لنموه.
* الفطور
يعتبر الفطور الوجبة الأكثر أهمية في النهار. فقد أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتناولون الفطور أو يتناولون الأطعمة غير الصحية يجدون صعوبة في التركيز بعد ساعات قليلة. لمواجهة هذه المشكلة، حاولي أن تجدي أطعمة يحبها طفلك وقدميها له في الصباح. شجعيه على تناول البيتزا أو زبدة الفستق أو المعكرونة بدلاً من الحبوب الغذائية المحلاة أو الحلويات فهي تحتوي على نسبة أعلى من المكونات الغذائية. وإذا كان طفلك يحب الحبوب الغذائية، يمكن أن تضيفي إليها السكر الصناعي وقطع الفاكهة أو العنب.
* الغداء
إذا كنت تعطين طفلك طعام الغداء يومياً، من الضروري أن تحرصي على اختيار الأطعمة الصحية والشهية في الوقت نفسه. ومن المفيد أن تطلبي من طفلك المساعدة في تحضيرها. كأن يساعدك في جمع الأكل الصحي مع التحلية. ما يجعله أكثر تمسكاً بطعامه فلا يستبدله بأطعمة أخرى غير صحية. ويجب أن يشتمل الغداء على كل المجموعات الغذائية: البروتينات والحبوب والفاكهة والخضر والحليب ومشتقاته. وإليك بعض الخيارات الغذائية الصحي:
- البروتينات: التونا في الماء، لحم الحبش أو لحم البقر، الفاصوليا المطهوة، زبدة الفستق، البيض المسلوق.
- الحبوب: الخبز الكامل الغذاء ،البسكويت الهش.
- الفاكهة والخضر: شرائح الفاكهة، الجزر، الخضر المسلوقة.
- الحليب ومشتقاته: الحليب القليل الدسم، اللبن(الزبادي) القليل الدسم، الجبن القليل الدسم.
* الوجبة الصغيرة
يحب الأطفال اللقمشة، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة تناول أطعمة غير صحية، إذ يوجد الكثير من الأطعمة الصحية التي يمكن تناولها بين الوجبات نظراً إلى احتوائها على نسبة قليلة من الوحات الحرارية ومن الدسم. حاولي أن تختاري تلك الغنية بالمكونات الغذائية:
- الفشار(القليل الدسم والذي يحتوي على كمية قليلة من الملح) المصنوع في المايكروويف.
- الفاكهة الطازجة.
- الجزر مع صلصة قليلة الدسم.
- الزبيب وغيره من الفاكهة المجففة.
- الحليب القليل الدسم واللبن.
- الحبوب الغذائية التي تحتوي على نسبة قليلة من السكر.
- صلصة التفاح.
- عصير الفاكهة المثلج.
- الموز المثلج.
- البسكويت الهش.
- عصير الفاكهة الطازج.
- الفاكهة المجففة مع المكسرات والحبوب الغذائية التي تحتوي على نسبة قليلة من السكر.
قواعد العشاء
يمكن أن يكون العشاء ممتعاً عندما تسمحين لطفلك التخطيط له وتحضيره. شجعيه على اختيار ما سيتناوله، على أن يكون نوعاً مفضلاً لديه على الأقل خلال كل وجبة. ثم يمكنك اصطحابه لشراء الطعام لكل الأسبوع شرط أن تفسري له أسباب الخيارات التي تقومين بها.
طفلك صعب الإرضاء
يشكو الأهل أحياناً من صعوبة إرضاء أطفالهم في الأكل. إلا أنه يمكن حل هذه المشكلة بقليل من الصبر والتخطيط بهدف تشجيع الطفل على تجربة كمية قليلة من الطعام المغذي في كل وجبة. ومن المهم أن تحضري أطعمة تحتوي على مكونات يحبها طفلك وترضي ذوقه. كما أنه ينصح بإشراكه في تحضير الطعام.
من جهة أخرى يجب ألا يصبح الطعام سبباً لتوتر العلاقة بينك وبين طفلك. إذ انه يجب ألا تظهري استياءك إذا كان يرفض الأكل. كما أنه يجب أن تحاولي تقبل الأمر عندما يصر على تناول الطعام نفسه طوال الأسبوع.
ولا بد من الإشارة إلى أنه يجب عدم محاولة إرضاء الطفل باستمرار بتحضير طعام خاص له في كل مرة. كما أنه يجب أن تحرصي على ألا يترك الطفل المائدة وهو جائع بل قدمي له قطعة من الخبز أو حبة من الفاكهة أو البطاطا لكي لا يشعر بالجوع حتى الوجبة التالية.
وفي كل الحالات من الضروري أن توضحي لطفلك انه غير مسموح له بالتذمر وإفساد طعام العائلة. كما أنه يجب ألا تسمحي له بتناول أي طعام قبل الوجبة التالية.
[email protected]