يتكوّن حليب الأم من العديد من المركبات، ولكن المركّب الأول من حيث كميّته هو اللاكتوز.
اللاكتوز هو سكّر ثنائي (ديسكريد) موجود في حليب الأم بشكل طبيعي (وكذلك في الحليب عموماً)، وبكمية أكبر من بقية مركّبات الحليب، ويزوّد الطفل بالطاقة المتاحة للجسم، ويساهم في امتصاص الكالسيوم وتحفيز تركيبة البكتيريا الصّديقة في جهاز الهضم، ولذلك يسمّى اللاكتوز ب"السكر الجيّد".
مقابل ذلك، السّكر الأبيض، المعروف ب"السكّروز" هو سكر ثنائي يتم انتاجه من قصب السّكر أو شمندر السّكر، ووجوده في بديل الحليب ليس ضرورياً ، بخلاف اللاكتوز الذي يعتبر وجوده في بديل الحليب ضرورياً، لا سيما وأن "السكّروز" يخلو من أية فائدة غذائية أو صحيّة للطفل. بالإضافة إلى ذلك فهو يكوّن عادات أكل غير محبّذة ويؤدي إلى تفضيل الطعم الحلو (حلاوته أعلى أضعاف أضعاف من حلاوة اللاكتوز)، ولذلك قد يلحق الضّرر بالأسنان ويسبب تسوّسها.
إذا قرّرت أن تقدّمي لطفلك بديل حليب، فمن المهم ان تختاري تركيبة غذاء للأطفال على أساس الحليب، كاختيار أوّل، على أن تحتوي على اللاكتوز، ولكن لا تحتوي على السّكر الأبيض في أية مرحلة من المراحل (مثل متيرنا).
إبتداءً من عمر سنة واحدة، عند الإنتقال إلى مرحلة 3، يفضّل التأكد من أنه لا توجد ببديل الحليب إضافة غير ضروريّة من مواد الطّعم والرائحة أو خلاصات الفانيل التي تهدف إلى زيادة الطعم الحلو، وبالتالي ستؤدي إلى أن يفضّل الطّفل هذا الطعم. كما يجب الإهتمام باختيار بديل حليب بطعم طبيعي، قدر الإمكان.
وباختصار، إذا كنت لا تُرضعين طفلك، يجب الحرص على أن تقدّمي لطفلك بديل حليب ذا تركيبة ملائمة (قدر الإمكان) لإحتياجاته إلى بديل حليب يرتكز بالأساس على اللاكتوز، وهو السكّر الوحيد الموجود في حليب الأم بشكل طبيعي، والذي يحفّز عملية امتصاص اللاكتوز من مركبات التغذية، مثل الكالسيوم، المغنيزيوم والصوديوم، وهو ذو تأثير بريبيوتيك ايجابي على البكتيريا الصّديقة (الميكروبيوم) في جهاز الهضم لدى طفلك.
[email protected]