أقام نادي حيفا الثقافي يوم الخميس أمسية تكريمية للشاعر والأديب حسين مهنا ابن قرية البقيعة الجليلية، وقد تم فيها إطلاق روايته "دبيب نملة".
حضر الأمسية كوكبة من الشعراء والمبدعين والعائلة والأصدقاء من حيفا وخارجها من قرى الشمال والمثلث والجليل.
أما كلمة الافتتاح فقدمها رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد مفيد نقارة. فرحب بالحضور وشكرهم لمتابعة الأمسيات الثقافية وشكر المشاركين لتلبيتهم الدعوة. ثم قدم التعازي باسمه وباسم النادي لأهل الفقيدة سارة جودة رافع، ولأهل الفقيد الكاتب معين حاطوم.
استعرض بعدها الأمسيات الثقافية المقبلة داعيا لحضورها.
دعي بعدها السيد جريس خوري-عضو المجلس الملَي وأمين الصندوق- إلى المنصة فعبّر عن فرحته باحتفاء النادي بشخص الشاعر حسين مهنا ابن بلده البقيعة، وصديق طفولته. متطرقا لذكريات من الزمن الجميل.
تولت عرافة الأمسية الشاعرة وفاء حزان، فمزجت شذرات من شعرها في تقديمها كان لها وقع جميل.
أما في باب المداخلات فقدم د. رياض كامل كلمة عن حسين هنا الشاعر والمبدع جاء فيها أن الشاعر حسين مهنا يعتبر أحد الشعراء الذين ساهموا في ترسيخ وتطوير حركة الشعر في بلادنا، بدأ كتابة الشعر في مرحلة كان الرواد خلالها قد تمكنوا من وضع بصمات قوية على خريطة الشعر العربي، وكان شعرنا بحاجة إلى من يصون هذا الرصيد ويضيف إليه، فكان حسين مهنا أحد حراس حركتنا الشعرية، عُرف بحرصه على كتابة الشعر الموسيقي، محافظا على قواعد وأصول الشعر الكلاسيكي من وزن وقافية، مرورا بشعر التفعيلة، فالشعر المنثور.
وأضاف، حسين مهنا شاعر واسع الثقافة يؤثث أشعاره برؤية فكرية عميقة موظفا التناص الذي يغني الشعر ويبعده عن السطحية ليتيح له الغور في الأعماق. لذلك فإن الغوص في الرموز والإشارات والدلالات التي يوظفها جعلت مساحة الشعر تتسع، فهناك حيز لكل قارئ أن يتحاور معه، سواء كان هذا القارئ عاديا أو نموذجيا.
وهو صاحب رؤية وفكر واضحين لا يحيد عنهما؛ ففي شعره نظره إنسانية شمولية عميقة أتاحت له أن يغتني بثقافات شرقية وغربية، قديمة وحديثة. هذا الرصيد الثقافي الواسع فسح المجال لخلق حالات حوارية قد تنسجم وقد تتصادم، فالحياة فيها المتشابه والمختلف، وفيها الواقع والخيال، والخرافة والأسطورة والفانتازيا، فيها سحر الشرق وجمال الغرب، فيها ألف ليلة وليلة ورسالة الغفران والكوميديا الإلهية، وقبل هذا وذاك هناك تراث إنساني غني منذ الإغريق مرورا بالحضارة الرومانية والمصرية القديمة والهندية والفارسية والعربية.
وختم، شاعرنا لم يضع الحواجز في وجه هذا التراث فوجدنا له انعكاسا في شعره، لكنه صاغه بقلمه وفكره فحمل نكهة شاعر فلسطيني جليلي ابن قرية عربية لها أصولها وعاداتها وتقاليدها وفكرها. خلق لنفسه هوية خاصة به، من خلال توظيف تقنيات فنية حديثة وقديمة تستحق أن ينتبه إليها الدارسون ليعطوا الشاعر حقه كما يليق بعطائه.
تلته د. راوية جرجورة بربارة في مداخلة لها حول كتاب " دبيب نملة" فقالت إن الرواية تحتضن جانبا من السيرة الذاتية. وعن العنوان " دبيب نملة" أشارت أنه يوحي لحاستين، السمع والنظر.
فجاءت وظيفة العنوان إيحائية. وعن سؤالها هل هي رواية عطاء أم مجتمع أم شخصية تطرقت لشخصية سباعي في الرواية، أنها شخصية غيرية ( ليست نمطية)، بحنكة الكاتب الضمني رسم شخصياته.
وفي وصف لشخوص الرواية وأحداثها قالت د. راوية إن الرواية تصرخ بصمت.
وصلة فنية مع الفنان سامي مرجية بعزف على آلة العود، والفنان أسعد أبو حاطوم على الإيقاع يرافقهم غناء اليافعين إبراهيم طوني أشقر والياس طوني بسيلة.
أما كلمة العائلة فقدمتها الابنة سعاد حسين مداح حيث نجحت في تقديم صورة رائعة وصادقة عن حسين مهنا الانسان، الابن، الأخ، الزوج، الأب، الصديق، المحب، المعطاء، ابن المجتمع الذي يحبه ويسهر على خدمته بعيدا عن الأنا. بالإضافة لإبداعه وإثراء مكتبتنا العربية شعرا وأدبا.
ولتقديم درع التكريم للشاعر، دُعي إلى المنصة المحامي فؤاد نقارة والسيد جريس خوري ممثلا عن المجلس الملّي الأرثوذكسي- حيفا.
في الختام كانت الكلمة للشاعر المحتفى به حسين مهنا فقدم قصيدة "حيفا" إهداء لفؤاد نقارة رئيس النادي وللمجلس الملّي الأرثوذكسي - راعي الأمسيات الثقافية. وعبر عن شكره الجزيل للحضور والمشاركين.
بقي لأن نذكر أنه زين الأمسية معرض لوحات وأعمال فنية لفنان الرمل والمعالج بالفن نايف شحادة ابن قرية يركا الجليلية. أعمال من الرمل بتقنية فريدة وألوان فوسفورية زاهية.
بالتقاط الصور كان الختام لنعود ونلتقي يوم الخميس 14.02.19 مع البروفيسور المؤرخ محمود يزبك وإشهار دراسته مدينة البرتقال يافا حضارة ومجتمع . بمشاركة د. جوني منصور.
يتخللها معرض أعمال فنية للفنانة التشكيلية لينا منصور.
[email protected]