وصل بيان صادر عن مدرسة راهبات الفرنسيسكان، جاء فيه ما يلي: "خصصت مدرسة راهبات الفرنسيسكان في الناصرة حلقتين دراسيتين متعاونةً مع قسم الطوائف الدينية في وزارة الداخلية لموضوع التعايش المشترك. وتقّدم الحضور القائم بأعمال رئيس بلدية الناصرة السيد محمد عوايسه والاب يوسف عيسى كاهن طائفة البشارة المارونية والأب انطونيوس حبيب مساعد كاهن طائفة اللاتين في الناصرة، والاستاذ سيزار مرجية مدير الدائرة المسيحية في وزارة الداخلية والسيد تمير سواعد مفتش أئمة المساجد في منطقة المروج.
رحّبت رئيسة ومديرة المدرسة الاخت فيليبا عرّاف بالضيوف، وأوضحت أن المدرسة تولي اهتماماً خاصاً بموضوع التعايش المشترك ومنهجها غرس بذور التسامح وقبول الآخر المختلف وتربية الطلاب على حضارة المحبة ليكتسبوا القيم ويكونوا مواطنين صالحين، وقد أعدتهم أيضا للمستقبل ليتابعوا دراساتهم العليا الى جانب تفاعلهم مع مجتمعهم، وشكرت الاستاذ سيزار مرجية لتعاونه البناء".
وتابع البيان: "تحدث القائم بأعمال رئيس بلدية الناصرة السيد محمد عوايسه عن أهمية العيش المشترك فالناصرة مثال للمحبّة والتآخي، ومدرسة راهبات الفرنسيسكان مشكورة لقيامها بهذا البرنامج التربوي العائد بالفائدة على المجتمع، وطلب من الضيوف نقل ما شاهدوه من أجواء التعاون والمحبة والنجاح في هذه الفعالية التربوية الهامة.
وقال الاستاذ سيزار مرجية في كلمته: كانت لنا تجربة ناجحة قبل عامين في هذه المدرسة التي استضافت ستة وثلاثين رجل دين من جميع الطوائف الذين ألقوا محاضرات في الصفوف الإعدادية والثانوية وختمنا النهار بحلقة دراسية. واليوم نعيد هذا النشاط باستضافة هذه المجموعة من رجال الدين في حلقتين دراسيتين ليعطوا آراءهم حول موضوع التعايش المشترك.
جاء في كلمة المدرسة التي القاها الاستاذ يوسف مسعد: "جميعنا أبناء الله على صورته ومثاله، والدين يوحدنا بالاخوّة البشرية بعيداً عن التعصّب. الضمير والانضباط والأخلاق والقيم جميعها ثمار الدين. والإنسان لا يحترم دينه حتى يحترم دين غيره. والدين يفرض الشرائع التي تنظم المجتمع البشري، والعنف والاحقاد والنزاعات تفسد الرسالة الدينية.
افتتح الحلقة الاولى الطالب نبيه روحي بواردي بمعزوفة موسيقية داعبت انامله أوتار كمان بلحن نال الاستحسان وتناوب رجال الدين صاحبا الفضيلة المأذونان الشرعيان محمد دهامشة من الطائفة الاسلامية وصالح عقل خطيب من الطائفة الدرزية، والاب يوحنا شاما كاهن طائفة الروم الاورثوذكس والحاخام الحنان زلبرشتروم على تقديم شرح كيفية دعم الدين للعيش المشترك وخلق أجواء التسامح والمحبة بين الناس، وقد ادار النقاش الاستاذ يوسف مسعد".
وأضاف البيان: "اشترك في الحلقة الثانية الحاخام حاييم كعنينج والاب نائل أبو رحمون من الطائفة الانجليكانيّة، والشيخ المأذون ضياء أبو أحمد امام مسجد السلام في الناصرة والشيخ المأذون سمير سعد من الطائفة الدرزية. وقد اجمعوا في حديثهم على أهمية دعوة رسالة الأديان الى التعايش المشترك وقبول الآخر المختلف والتسامح بعيداً عن العنف. أدار الحلقة الاستاذ روحي بواردي. وقد تمت الاجابة عن اسئلة الطلاب بموضوعية.
ساد التفاهم والتآخي بين رجال الدين مبرهناً ان الدين يوحّد ولا يفرق. وبارك الاب انطونيوس حبيب مساعد كاهن طائفة اللاّتين من الناصرة هذا اللقاء وشرح أهمية التعددية ،والاختلاف لا يُفسد للودّ قضية، وألقى الضوء على رسالة القديس بولس في المحبة".
واختتم البيان: "ازدانت أروقة المدرسة والصفوف بأقوال وأشعار وآيات من الكتب المقدسة والتراث العربي التي تدعو الى التعايش المشترك والتسامح. وزّينت المسرح لوحة بريشة الشماس أسعد بواردي تصور سفينة وسط البحر تتعانق على متنها قباب الكنائس والمساجد والكُنُس والخلوات حاملة الصليب والهلال والنجمة الخماسية والسداسية ولا بد أن ترسو هذه السفينة في شواطئ الامان.
ما اجمل يوم "ان نعيش معاً" وبلادنا نموذج حيَ لهذا التعايش المشترك وأينما سرت تسمع آذان المساجد، وقرع الاجراس ونفخ البوق وجميعنا أبناء الله والدين يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر. هذه رسالة الأديان المحبة والغفران والعيش المشترك.
وقد أشرف ونفذ هذا اللقاء طاقم التربية الاجتماعية المؤلف من المربية سوزان بولس، والاستاذين يوسف مسعد وروحي بواردي بدعم وتشجيع من رئيسة ومديرة المدرسة الأخت فيليبا عراف"، إلى هنا نصّ البيان.
[email protected]