للتوضيح , لا اقصد في طرحي التعميم والشمولية وانما أشير إلى سلوك غالبية الناخبين والمرشحين في المجتمع العربي. مع التأكيد على أن هناك من يمارس الانتخابات بمفاهيمها .
** الانتخابات منظومة ديموقراطية حضارية لها ميزاتها لتضمن الحق والأمان لكل ناخب يترجم اعتقاده واختياره بين امكانيات المرشحين لمناصب مختلفة. كما وتضمن لكل شخص حقه الشرعي في ترشيح نفسه لأي منصب يستمد شرعيته من جمهور الناخبين. وبواسطة هذه المنظومة تستطيع التغيير لأفضل يناسبنا. فالانتخابات حق شرعي وواجب انتمائي, ملخصها :
** حرية التعبير عن الرأي : هل نختار فعلا أيا من المرشحين بحرية الرأي المطلقة ؟
** أنتخب ألأقرب لفكري , تطلعاتي وطموحاتي : ولكن من نختار ؟ الأقرب لها أم الأقرب لفْئتي العائلية أو الطائفية ؟ والمدهش (عائلة فلان تدعم علان)
** تنافس رياضي : لماذا نطلق عليها المعركة الانتخابية ؟
وهل يطلق عليها قي الانجليزية Warأو في العبرية מלחמה (ملحما) ?
** سرية الاختيار من وراء ستار : هل نحترم رغبة من يريد الحفاظ على سرية إقتراعه ؟
** قرار عقائدي ذاتي : فهل من إختياره يختلف عن إختيار العائلة أو الطائفة خائن ؟
** حوار راق إقناعي : فلماذا تتعالى الأصوات التهجمية بكلمات بذيئة توبيخية مسيئة ؟ ولماذا التحريض والعنف الكلامي والجسدي ؟
** تقبل الآخر واختياره : فلماذا من ليس معنا عدونا ؟
** نزاهة : هل لشخص أن ينوب عن غيره ويمارس حقه الانتخابي ؟
** من حاز على غالبية أصوات الناخبين هو الفائز : كيف لمرشحين أن يتقاسمان فترة إدارية وكأنهما حازا على كمية أصوات متساوية ؟ وهل لهما أن يشرعنا ما لم يشرعنه الجمهور ؟
محسوبيات (https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D9%85%D8%AD%D8%B3%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%AA/) 2018/11
في حسابات جمهورنا العربي معايير لا تمت للديموقراطية بصله. فنحتسب القرابة العائلية , الطائفية والعلاقات والمصالح الشخصية أولا وأخيرا. ولا اعتبار للميزات , الكفاءات والقدرات الإدارية والقيادية الذاتية.
** أحسبه : أعطاه ما يرضيه : ألسنا من ننتخب أحدهم غاية في إرضائه لاعتباره قريباً أو صديقاً ؟
ونعطي الناخب ما يرضيه لنكسب دعمه ومقربيه في صندوق الاقتراع ؟
** إحتسب عليه : أنكر عليه قبيح عمله : ألسنا من ننتخب أحدهم متجاهلين قبيح أعماله لاعتباره قريباً أو صديقاً ؟
** إحتسب عنه : انتهى ، تجنب ، ابتعد : ألسنا من نبتعد عن شخص خيب أملنا معلنا تأييده لمن لا نريد ؟
ولسنا من نقاطع قريبا خرج عن اختيار العائلة ؟
** هومحسوب عليه : أي هو من جماعته ومسؤوليته ألسنا من نطمع في مصالح شخصية ضيقة فقط لأننا من جماعة عضو السلطة أو الرئيس ؟
** أنفاسه محسوبة عليه : أي هو في موقع الرقابة وأنفاسه محصاة عليه : ألسنا من يراقب أعمال وتصرفات منتخبينا من أجل الفضيحة والتذنيب ؟
** محسوبية (اسم ) صناعي من محسوب : أي إسناد الوظائف أو منح الترقيات على أساس الرعاية والنفوذ :(فكم من الوعود والتوظيفات على أساس دعم المرشحين والترشح الفئوي)
المحسوبيات منظومة تضمن جمود تفكيرنا وثبات نهجنا الفئوي القبلي. فهنيئا لنا بدلنا المظهر وتتشبث بقديم الجوهر.
من يؤمن بالله عز وجل يقبل التعددية ويتقبل وجود آخر غيره.
بحكمة الباري تعالى خلق الكون بتعددية في مجالات عده , فقد خلقنا ذكوراً وإناثاً , بشرتنا بألوانها المتعددة سمر , سود وبيض . تعداد الأديان ورسلها الكرام . جماد , نبات , إنس وأحياء. كما وخلق الكون متعدد الكواكب والأجرام السماوية. وكوكبنا الأرض بتضاريصه المختلفة, ومناخ متنوع مختلف في كل رقعة من بقاع الأرض. والطبيعة بألوانها المتعددة الزاهية. فسبحان الله فيما خلق , بإرادته التعددية رسمت لنا صورة جميلة خلابة.
فهل لأيٍّ منا أن يرفض التعددية ؟
ومن لا يقبل ولا يتقبل غيره من بني البشر يكفر بإرادة الخالق عز وجل. وليكف عن التسبيح بإسمه تعالى ..
[email protected]