الإرهابيين على جبهتي الحجر الأسود ومخيم اليرموك ، بدأت صور الدمار والخراب الكبير والذي خلفهما هذان التنظيمان ، ومن قبلهما العديد من المجموعات المسلحة والتي كان يتقدمها ما يسمى ب" تنظيم أكناف بيت المقدس " ، وذلك قبل القضاء عليه في مخيم اليرموك من قبل " النصرة وداعش " .
مشاهد الدمار والخراب تلك دفعت جموع أهل المخيم وساكينه من سوريين وفلسطينيين إلى الإحباط الغير موصوف ، بعد الآمال التي علقوها عندما بدأت العملية العسكرية للجيش السوري ضد " النصرة وداعش " ، على اعتبار أن الخلاص من تلك المجموعات الإرهابية ستعيد المخيم أو الجزء الأكبر إلى الحياة وعودة أهله إليه بعد تحريره .
من شاهد جموع من دخل المخيم من الأهالي ، وكيف يسابقون الخطى نحو منازلهم أملاً في الإطمئنان على شقى العمر من منزل وأثاث ، يدرك ما كان يعلقه هؤلاء من آمال كبرى في العودة إلى المخيم ، طمعاً في الخلاص من معاناة وألم ووجع امتد إلى سنوات ما بعد مغادرتهم المخيم في الثلث الثاني من شهر كانون الأول من العام 2012 على يد المجموعات المسلحة المرتبطة بمشروع إسقاط الدولة السورية خدمة لأهداف المشروع الصهيو أمريكي في المنطقة .
المشهد المأساوي والمحبط في مخيم اليرموك ، وهو الشبيه للكثير من المناطق السورية التي دخلتها المجموعات المسلحة الإرهابية ، هذا المشهد بدأ يتراجع لصالح جرعة كبيرة من التفاؤل والأمل ، وقفت ورائها أعمال فتح الطرقات وإزالة الركام من الشوارع داخل المخيم ، على طريق استعادة نهوضه مرة جديدة من تحت الركام والخراب .
اليوم من يدخل إلى المخيم يرى بأم العين كيف يتبدل المشهد المرعب سريعاً ، لتبدأ معه تبدل التقييمات في الإمكانية للحياة والعيش كحقيقة واقعية فرضتها تلك الأعمال الجبارة التي يشهدها المخيم وشوارعه ، مع ما رافق ذلك من استعدادات للقيام بأعمال تتصل بالبنى التحتية ، على أمل أن تستكمل الجهود لتعم عموم المخيم وأحيائه وشوارعه .
هذه النتيجة المفرحة والإيجابية ما كانت لتكون لولا تلك الدماء الذكية من شهداء وجرحى لمقاتلين أشداء رابطوا على تخوم المخيم لسنوات في مواجهة المحاولات البائسة والفاشلة لتلك المجموعات الإرهابية التي سعت للتمدد خارج حدود المخيم . وتلك الجهود التي تضافرت اليوم من قبل الجميع ، والجميع هنا الكل الفلسطيني بكل مسمياته وأدواره ومهامه وإمكانياته ، وفي المقدمة من كل هؤلاء سورية ورئيسها الدكتور بشار الأسد الذي لطاما أكد ولا يزال أن سورية كانت وجهتها فلسطين ، وستبقى حاضنةً لقضيتها التي دفعت سورية ولا زالت الأثمان الباهظة خلال سنوات الحرب الكونية التي تشن عليها منذ ما يزيد عن الثماني سنوات وحتى الآن
[email protected]