المربية ريم عسلية: الأطفال ابتكروا يمين القسم لبلدهم بالحفاظ على أمن وأمان بلدهم
"أقسم بالله العلي العظيم أن أحافظ على أمن وأمان بلدي وبلد أبائي وأجدادي أم الفحم الحبيب، وأن أكون مواطناً صالحاً، وأرفض بالسر والعلن كل مظاهر العنف وأقاومها بديني وعملي وعلمي وثقافتي. والله على ما أقول شهيد".
هذا هو نص القسم ويمين الولاء الذي ابتكره وأبدعه أطفال بستان البراعم في مدينة ام الفحم ومربياتهم ريم عسلية وقمر صباح، وتم طباعة هذا القسم على بطاقات صغيرة ومتوسطة وتوزيعها في عدد من الأماكن، بالإضافة الى أن الطلاب يذوتون ويقرأون هذا القسم يوميا في ساعات الصباح حتى ينشأ جيل يرفض العنف وينشر ثقافة التسامح والمحبة وتقبل الآخر.
وقد تم توزيع هذه البطاقات خلال الزيارة التي قام بها هؤلاء الطلاب بمعيّة مربياتهم لبلدية ام الفحم والتي تمت بالتنسيق مع مسؤولة رياض الأطفال في قسم المعارف دارين اغبارية، وكان باستقبالهم مدير جناح المعارف د.محمود زهدي، حيث قام الأطفال بجولة على عدد من مكاتب موظفي البلدية وتوزيع هذا البطاقات على الموظفين.
كما زار طلاب بستان البراعم أيضا المدرسة الثانوية الشاملة وذلك بالتنسيق مع المربية رانيا قحاوش، حيث كان باستقبالهم عدد من معلمي وطلاب المدرسة وتمت قراءة هذا القسم بمشاركة مع عدد من طلاب الثانوية.
وحول فكرة هذا المشروع قالت المربية ريم عسلية: "منذ بداية العام الدراسي الحالي ونحن في بستان البراعم نعمل على محاربة موضوع العنف بطريقة ابداعية وابتكارية وغير تقليدية، وكانت نقطة التحول عندنا بمقتل الطالب الفتى فرسان ابو مقلد، حين استدعت مفتشة البساتين والروضات السيدة هناء عويسات المستشارات والرائدات والمرشدات ودار الحديث عما يحصل في ام الفحم وكيف يمكن نقل ما حصل من حوادث عنف للطلاب الأطفال بهذا الجيل الغضّ. حصلنا على مواد علمية مساعدة وكذلك نشرة للأهل، كما أن تمويل هذا المشروع كان من قبل أهالي الأطفال بإمكانياتهم المادية البسيطة".
مضيفة: "خلال محادثة مع الاطفال قلت لهم – وخاصة أنني بدأت استشعر أن الأهالي تعودوا على حوادث العنف المختلفة في مجتمعنا، قلت لهم: أخاف إن كبرتم أن يحصل لكم ما يحصل اليوم. أريد أن تعدونني أن لا يحصل لكم ذلك. عندها قال لي أحد الأطفال: أنا أريد أن أحلف اليمين انه لن يحصل لنا هذا الشيء، فقلت لهم هيا نحلف. وهكذا بقيت الفكرة عالقة برأسي ونفذتها ونقرأها بشكل يومي مع الأطفال".
وتضيف المربية ريم عسلية: " كانت الرؤيا بالنسبة لي أنني كل عمل اؤمن به فعليّ أن أذكر نفسي بهذا العمل كل يوم عدة مرات حتى اذوته وتصبح عندي قناعة تامة بضرورة هذا التغيير المجتمعي، هناك أناس شجعوا الفكرة وسمعت منهم عبارات محفزة ومشجعة ومؤيدة وأكثر جملة سمعتها كانت (هذا الشيء جدا مؤثر)". في البلدية وفي المدرسة الثانوية استقبلونا استقبالاً رائعاً، قرأ الأطفال للمسؤولين هذا القسم. اخترنا بلدية ام الفحم لأن المسؤولين فيها هم عنوان هذا البلد وهم من يقرر في النهاية، واخترنا المدرسة الثانوية لأن هؤلاء الطلاب الشباب سيخرجون للمجتمع وللحياة".
[email protected]