إلهام دويري تابري ترد على سؤالك:
خال بناتي مات. كيف أتصرف؟
سؤال:
وفاة أخي ظرف مأساوي. أنا أم لبنتين ( 4 و 3 أعوام). هما أحبا خالهما ( 24) كثيرا. كان يلاعبهما ويرافقهما بكل مشوار. هما ترفضان موته وتطلبان رفقته بالمشاوير كما اعتدتا. لا أعرف كيف أتصرف؟ ساعديني.
الجواب:
تعازيّ. الزمن سوف يخفف من شدة ولع الاشتياق.
كيف نخبر الطفل عن الموت؟
يحتاج الطفل لمعرفة الحقيقة ولو كانت صعبة. عند نقل الخبر يلزم صدق المشاعر الطبيعية بلا أية مبالغة أو اثارة. المهم أن تعرف الطفلتان عن موت خالما. كيف؟
لتسهيل العبارات ولتحديد الوصف الصحيح يمكن الاستعانة بقصة (كُشْكُشْ يُحِبُّ الحَيْوَانَات) حين تصف الطبيبة حالة الموت بالقول:
( دقات قلبه توقفت، ورئتاه عن التنفس كفت. هذه إشارات وعلامات تؤكد لنا بأن خالو قد مات!!).
وصف الموت بلغة واضحة ومباشرة تجعل الطفل يتعرف على مفردات تلك الحالة الخاصة والمؤلمة. الرسم المرافق للوصف يساعد على الفهم. لذا يمكن الاستعانة بموسوعة جسم الانسان للربط بالمحسوس بين اسم العضو ( القلب، الرئتان) وشكله.
كيف يتقبل الطفل الموت؟
لا يمكن التقبل الفوري. للزمن دور هام بعلاج مشاعر تقبل الفقدان. ما يساعد كثيرا هو التحدث عن الفقيد بكل مناسبة للتخفيف من درجة الشعور بمرارة الاشتياق. وصف ما كان يفعله معه، كيف تعامل معه في المناسبات السعيدة... الصور تجعل الطفل يعود بذكرياته مع أهله على كل مناسبة. يحتاج الطفل للحديث عنه بكثير من فخر، محبة بشرط الابتعاد عن المبالغة بالحزن أو البكاء. مشاركة الطفل بتجارب حلوة كان قد قضاها معه عن طريق الصور، الفيديو والذكريات يجعله يتواجد معه دوما. في فترة زمنية لاحقة سوف يرتاح الطفل عند تذكره. كلما تحدث الطفل عن الفقيد أكثر كلما خف شعوره الضاغط بالغياب.
هل من تعزية؟
عند طلب الطفل مرافقة الفقيد بمشاويره كما اعتاد ذلك يمكن القول: نحن بإمكاننا أن نستحضر وجهه بخيالنا، ( متل لما البابا يبعد عنا ويروح على الشغل احنا منقدر نشوفو بخيالنا). المهم عدم الدخول مع الطفل بمواجهة لاقناعه بحقيقة غيابه أو بتصحيح مشاعره. يوجد في قصة (كُشْكُشْ يُحِبُّ الحَيْوَانَات) عدد من فعاليات مسلية تخفف من صعوبة الفقدان مثل، تزيين صورة الفقيد بورود وأزهار، عمل قطعة فنية كهدية للفقيد ووضعها بجانب صوره، عمل رسم خاص للفقيد وتلوينه و... المهم هو انشغال الطفل بفعاليات تنفيسية تخص الفقيد. لو كان الطفل بجيل يعرف الكتابة لكان بإمكانه تأليف أغان له، كتابة رسائل شوق، مذكرات...
[email protected]