سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا كنسيا نرويجيا : " نناشد كافة الكنائس المسيحية في عالمنا بأن تلتفت الى مدينة القدس والى ما يحدث فيها "
القدس – استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا كنسيا نرويجيا اتى للتضامن مع شعبنا الفلسطيني وبهدف الاطلاع على اوضاع مدينة القدس ومتابعة ملف الاوقاف المسيحية التي يتم الاستيلاء عليها بطرق غير قانونية وغير شرعية .
وقد استقبل سيادة المطران الوفد في كنيسة القيامة ومن ثم في الكاتدرائية حيث رحب سيادة المطران في كلمته بزيارة الوفد الاتي الينا من النرويج حاملا رسالة السلام والمحبة والاخوة والتضامن مع شعبنا ومع قدسنا ومقدساتنا .
نرحب بكافة الوفود التي تأتي الى مدينة القدس لاننا معنيون بأن يعرف العالم حقيقة ما يحدث في مدينتنا ، وما يحدث في مدينة القدس انما هي كارثة حضارية تاريخية انسانية بكافة المقاييس حيث ان كل شيء فلسطيني مستهدف في هذه المدينة المقدسة .
نتمنى من كافة دعاة حقوق الانسان بأن يلتفتوا الى مدينة القدس وان يكون هنالك الاهتمام المطلوب فيما يتعلق باستهداف مقدساتنا واوقافنا في المدينة المقدسة والتي هي جزء من تاريخنا وتراثنا وهويتنا .
ان التضامن مع الشعب الفلسطيني هو انحياز للحق والعدالة ونصرة لهذا الشعب المظلوم الذي يحق له بأن يعيش بحرية في وطنه مثل باقي شعوب العالم .
انني اناشد كافة المرجعيات المسيحية الروحية في عالمنا وكذلك كافة الكنائس بأن تلتفت الى مدينة القدس وتولي اهتماما بما تتعرض له مدينتنا المقدسة من استهداف يطال كافة ابناء شعبنا ولا يستثنى من ذلك احد على الاطلاق .
القدس مستهدفة في تاريخها وتراثها وهويتها ومقدساتها واوقافها وهنالك استهداف غير مسبوق لاوقافنا المسيحية في مدينة القدس وفي غيرها من الاماكن وهذا يندرج في اطار سياسة تهميش واضعاف الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة .
لقد طالعتنا وسائل الاعلام مؤخرا بأخبار تفيد بأن الادارة الامريكية تخطط للاعلان عن القدس عاصمة لدولة الاحتلال كما انهم يريدون نقل سفارة بلادهم الى مدينة القدس وهذا موقف عدائي للشعب الفلسطيني ويشكل استفزازا لمشاعرنا جميعا مسيحيين ومسلمين كما انه يعتبر تطاولا على القضية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني المناضل من اجل الحرية كما ويعتبر هذا الموقف صفعة لامتنا العربية من المحيط الى الخليج ولكافة احرار العالم المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية .
اننا نرفض هذه المواقف الامريكية المعادية لشعبنا ، كما اننا نعتقد بأن الانحياز الامريكي لدولة الاحتلال لا يمكن ان يساهم بأي شكل من الاشكال في تحقيق العدالة والسلام في هذه الارض المقدسة .
ان الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة انما هو حضور عريق واصيل ولم ينقطع وجود الحضور المسيحي في وطننا منذ اكثر من الفي عام والمسيحيون الفلسطينيون هم ابناء فلسطين المدافعين عن قضيتها والمطالبين بأن تتحقق العدالة في هذه الارض وان ينتهي الاحتلال لكي ينعم شعبنا بالحرية التي يستحقها والتي ناضل وما زال يناضل من اجلها وفي سبيلها قدم التضحيات الجسام .
المسيحيون الفلسطينيون هم ابناء فلسطين الاصليين جنبا الى جنب مع اخوتهم المسلمين شركاءنا في الانتماء الانساني وفي الانتماء الوطني ، المسيحيون والمسلمون ينتمون لوطن واحد ويدافعون عن قضية واحدة وهم يرفضون استهداف القضية الفلسطينية كما انهم يرفضون ما تتعرض له مدينة القدس ومقدساتها واوقافها .
قدم سيادته للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية متحدثا عن اهدافها ومضامينها ورسالتها وقال : بأننا نتمنى ان يصل صوت مسيحيي بلادنا الى سائر ارجاء العالم ، نتمنى ان يصل صوت المبادرة المسيحية الفلسطينية الى حيثما يجب ان يصل هذا الصوت .
ونتمنى من الكنائس المسيحية في عالمنا ان تسمع صوت كنائسنا ومسيحيي بلادنا وان يلتفت الجميع الى هذه الارض المقدسة وان يكونوا الى جانب شعبنا في نضاله ومسيرته الكفاحية من اجل الحرية والانعتاق من الاحتلال والعيش بحرية وكرامة في هذه الارض المقدسة .
كما اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات وقدم للوفد تقريرا تفصيليا عن احوال مدينة القدس كما وضع سيادته الوفد في صورة ما تتعرض له الاوقاف المسيحية من استهداف غير مسبوق .
اما اعضاء الوفد الكنسي النرويجي فقد اعربوا عن تقديرهم واحترامهم لسيادة المطران وتثمينهم لمواقفه الروحية والانسانية والوطنية ودفاعه عن عراقة الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة وعن عدالة القضية الفلسطينية.
نحن معكم ومع شعبكم وانتم تدافعون عن قضيتكم وعن القدس عاصمتكم وعن مقدساتها واوقافها ، نحن نقف الى جانب الشعب الفلسطيني ونعبر عن تضامننا مع هذا الشعب البطل الذي كان وما زال وسيبقى متشبثا بحقوقه وانتماءه لهذه الارض رغما عن كل التحديات والمؤامرات .
[email protected]