عندما يصبح الطفل أكثر مهارة في الحركة، ويستطيع النطق بمفردات واضحة، يفضل اللعب بمفرده ببعض الألعاب من دون أية مساعدة.
ومع مرور الوقت، تتطور قدراته الذهنية والحركية، وبالتالي قدرته على اللعب ومشاركة الآخرين. هكذا، يمكن الاستفادة من لحظات اللعب لتعليم الطفل المبادئ الضرورية.
لا تظني أن الطفل الصغير يختلف عن الشخص الراشد. فهو ينزعج كثيراً حين يسمع التعليمات الموجهة إليه بشكل مستمر والهادفة إلى إجباره على تنفيذ أمر معين.
فهذا يلزمه بالطاعة، والخروج من عالم أحلامه، ووقف أسلوبه الخاص... وسواء أراد الأهل ذلك أم لا، فإنهم يضعون أطفالهم في حالة خضوع وإذعان عند توجيه التعليمات إليهم باستمرار.
نتيجة ذلك، يجد الطفل نفسه أمام مصدر توتر مقلق. فتعليمات الأهل تحتوي، برأي الطفل، على شحنة عاطفية مهمة جداً بحيث يجد نفسه مشلولاً وعاجزاً عن التصرف، مهما كان عاطفياً. لذا، يمكن أن يفهم الطفل التعليمات بالمقلوب، أو يرتكب الأخطاء أو لا يستوعب أي شيء على الإطلاق. لمعالجة هذه المسألة، عليك تحويل المهمة إلى لعبة وجعل الجو العام مسترخياً ومرحاً.
حاولي قلب الأدوار وسؤال طفلك عن التعليمات والتوجيهات التي يمكن أن يعطيها لو كان مكانك. فحين يكون الطفل في وضع نشط، يشعر أنه سيد الموقف. وهذه طريقة ممتازة لمساعدته على استيعاب تعليماتك، من دون أن يدرك حصول ذلك.
تجنبي تكرار التعليمات نفسها بشكل مستمر، وإلا تحولت التعليمات إلى هذيان ممل، بحيث يتوقف الطفل عن سماعها. فعبارات الإصرار تولّد لدى الطفل الانطباع بأنك لا تثقين فيه. لذا، قولي ما تريدين قوله على شكل سؤال للفت انتباه الطفل بصورة أفضل وجعله يشعر بأن تدخله مفيد فعلاً.
استفيدي من الألعاب لتطوير مهارات الطفل وتنمية قدراته. استخدمي مثلاً، لعبة المكعبات لتعليم الطفل كيفية التوفيق بين النظر والحركات، واستخدام مخيلته لتصور ما يقوم بتركيبه وبنائه. يمكنك أيضاً تشجيع الطفل على الرسم والتلوين للتعبير عن نفسه وتطوير مخيلته وفكره.
اخرجي مع الطفل إلى الهواء الطلق لمساعدته على تفريغ الطاقة الحركية الموجودة لديه، وتنمية مهاراته الجسدية، وقدراته على التواصل الاجتماعي. من شأن هذه الأوقات المسلية أن تكون ركائز أساسية لتعليم الطفل كل المبادئ الأساسية التي سترتكز عليها حياته المستقبلية.
[email protected]