سيادة المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من النقب : " قضيتنا الفلسطينية العادلة تحتاج الى اناس صادقين مؤتمنين في زمن اصبح فيه الكذب والنفاق منتشر في كل مكان "
القدس – استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا من شخصيات ووجهاء النقب الذين قاموا اليوم بجولة في البلدة القديمة من القدس حيث زاروا المسجد الاقصى وكنيسة القيامة ومن ثم التقوا مع عدد من الشخصيات المقدسية .
وقد استهل الوفد الاتي من النقب لقاءاته بزيارة سيادة المطران عطا الله حنا الذي استقبل الوفد مرحبا بزيارتهم للمدينة المقدسة وقد وضع سيادة المطران الوفد في صورة الاوضاع في مدينة القدس وما تتعرض له مدينتنا المقدسة من استهداف يطال مقدساتها ومؤسساتها واوقافها وابناء شعبها .
كما تحدث سيادة المطران في كلمته عن الاوضاع الفلسطينية بشكل عام وعن الحالة المضطربة التي تشهدها منطقتنا العربية وكل هذا هدفه هو حرف البوصلة التي يجب ان تكون دوما باتجاه فلسطين .
ان ما يحدث في وطننا العربي انما هدفه هو تقسيم مجتمعاتنا والنيل من حضارتنا وتاريخنا وتراثنا وانهاك العرب بصراعات وحروب داخلية لكي لا يلتفتوا الى فلسطين وقضيتها العادلة .
ان ما يحدث في سوريا وفي العراق واليمن وليبيا وفي غيرها من الاماكن انما يندرج في اطار المخطط الهادف لتصفية القضية الفلسطينية ، انه الشرق الاوسط الجديد الذي بشرتنا به الادارة الامريكية في وقت من الاوقات شرق اوسط تسوده ثقافة الموت والعنف والارهاب لكي يتسنى للمستعمرين تمرير مشاريعهم وسياستهم في مشرقنا العربي وفي فلسطين بنوع خاص .
وبالرغم من كل التحديات والمؤامرات التي تحيط بنا وتستهدف عدالة قضية شعبنا الا اننا كفلسطينيين يجب ان نكون في حالة وعي وادراك ومعرفة لما يحدث حولنا وما يخطط من اجلنا ، علينا ان نكون موحدين وان ننبذ الانقسامات بكافة اشكالها والوانها لان الانقسامات لا يستفيد منها الا اعداء امتنا العربية وشعبنا الفلسطيني .
القضية الفلسطينية مستهدفة اليوم اكثر من اي وقت مضى ولذلك وجب علينا ان نتحلى بالاستقامة والحكمة والمسؤولية والرصانة ، ولا يجوز لنا ان نستسلم لاولئك الذين يخططون لشطب وجودنا وتصفية قضيتنا وابتلاع قدسنا ومقدساتنا واوقافنا .
لا يجوز لنا ان نستسلم لاولئك الذين يريدوننا ان نكون غارقين في ثقافة الاحباط واليأس والاستسلام والضعف والخنوع ، لا يجوز لنا ان نقبل بأولئك الذين يفرضون علينا حلولا غير منصفة لا تعيد الحقوق السليبة لاصحابها.
كم نحن بحاجة في هذه الظروف العصيبة والمعقدة التي نمر بها الى اناس صادقين مؤتمنين في زمن اصبح فيه الكذب والنفاق منتشر في كل مكان واصبحت الخيانة عند البعض وجهة نظر ، الخيانة تبقى خيانة والكذب والنفاق يبقى كذبا ونفاقا والوطن يحتاج الى اناس صالحين صادقين مستقيمين مستعدين للتضحية في سبيل اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث الا وهي قضية الشعب الفلسطيني.
نعرف اوضاعكم في النقب ونحن متضامنون معكم واولئك الذين يستهدفونكم هم ذاتهم الذين يستهدفون شعبنا ومدينة القدس بشكل خاص ، كلنا مستهدفون في هذه الديار وان تعددت الوسائل والانماط والسياسات والممارسات ولكن الهدف واحد وهو تصفية قضيتنا وتهميش حضورنا والنيل من صمودنا وثباتنا وبقاءنا في هذه الارض المقدسة .
نحن في هذه الارض لسنا ضيوفا عند احد ولسنا عابري سبيل ، نحن ابناء هذه الارض المقدسة الذي سنبقى فيها ولن نتنازل عن انتماءنا اليها تحت اي ظرف من الظروف وتحت اية ضغوطات مهما اشتدت حدتها ، الفلسطينيون هم ابناء هذه الارض وهم سدنة المقدسات وهم متشبثون بانتماءهم لوطنهم ومدافعون حقيقيون عن عدالة قضية شعبهم التي قدموا في سبيلها التضحيات الجسام .
اما المسيحيون الفلسطينيون ابناء هذه الارض فهم مستهدفون كما ان كل الشعب الفلسطيني مستهدف ، كلنا مستهدفون ولا يستثنى من ذلك احد على الاطلاق وقد تتبدل الوسائل الذي يتم فيها هذا الاستهداف ولكن السياسة واحدة والهدف واحد وهو تهميش حضور وبقاء وثبات وصمود شعبنا في هذه الارض المقدسة .
لن يتخلى المسيحيون الفلسطينيون عن عراقة جذورهم وانتماءهم وارتباطهم بهذه الارض المقدسة التي اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر .
المسيحيون والمسلمون معا مطالبون بالدفاع عن وطنهم وقدسهم ومقدساتهم، وهم مطالبون ايضا بأن يكونوا في خندق واحد في مواجهة التحديات والمؤامرات التي تعصف بهم ، علينا جميعا تقع مسؤولية مواجهة كافة المظاهر السلبية التي تعصف بمجتمعاتنا ، معا وسويا نواجه ظاهرة التطرف والكراهية والطائفية والتعصب والتكفير ، معا وسويا نكرس ثقافة الوحدة الوطنية والعيش المشترك ، اولئك الذين يتحدثون بلغة طائفية ويحرضون على الكراهية والتعصب انما يسيئون لشعبنا وثقافته وهويته وعدالة قضيته ، ويجب التصدي لهؤلاء المشبوهين الذين يستغلون الدين لاغراض لا دينية بهدف اثارة الفتنة في مجتمعنا ونشر بذور الطائفية والكراهية والتعصب في وطننا في مرحلة نحتاج فيها الى مزيد من الوحدة والاخوة والتضامن والتلاقي وتكريس ثقافة الوحدة الوطنية .
ان هؤلاء الذين يحرضون على الكراهية انما يخدمون اجندات معادية مشبوهة لا تمثل عراقة واصالة شعبنا وعدالة قضيته .
بثقافة المحبة والتسامح والتلاقي والحوار نواجه ظاهرة التطرف والتكفير والطائفية التي يسعى البعض لادخالها لمجتمعنا .
القدس لنا وفلسطين لنا ولن نستسلم لاولئك المتآمرين علينا المخططين لتصفية وجودنا والنيل من عدالة قضيتنا .
أما الوفد الاتي من النقب والمكون من 17 شخصا فقد شكروا سيادة المطران على استقباله وكلماته ومواقفه الوطنية المبدئية ووضعوه في صورة ما يحدث في النقب من استهداف يطال ابناء شعبنا هناك وخاصة القرى الغير معترف بها ، كما وجهوا التحية لاهالي القدس ولشخصياتها الوطنية المدافعة عن عدالة القضية الفلسطينية .
كما تم التداول في هذا اللقاء في جملة من القضايا الوطنية وضرورة استمرار التشاور والتعاون فيما بيننا لان قضيتنا واحدة وهمومنا وهواجسنا مشتركة .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]