شارك العشرات من النشطاء البيئيين والمخططين اليوم (الخميس، 6.7) في المؤتمر البيئي في شفاعمرو، بعنوان "بين الحقوق التخطيطية والحفاظ على البيئة في المجتمع العربي"، والذي نظمه المركز البديل للتخطيط وجمعية حماية البيئة. النائب دوف حنين، أحد المشاركين في المؤتمر، قال:
״إن هذا اللقاء هو بمفاهيم عديدة لقاء تاريخي وغير بسيط. إذ أن تركيبية هذا اللقاء تنبع من أنه وحتى اليوم لم تنشأ أي علاقة بين الحركة البيئية والمجتمع العربي في اسرائيل. ففي بداية طريقها كانت الحركة البيئية جزء من المشروع القومي بربط الشعب اليهودي بأرض اسرائيل - هدف يتناقض بوضوح مع المجتمع العربي في اسرائيل. هكذا تم خلق شعور لدى الجمهور العربي بأن القضايا البيئية هي حد إضافي مقابل الدولة. الدولة التي نقلت للجمهور العربي على مر السنين رسالة مفادها ان هذه البلاد ليست لهم، وأبقتهم مع الشعور بأنهم ليسوا شركاء في الحيز العام، وكل ما تبقى لهم هو الحيز الخاص.
"منذها سلكنا طريقا طويلا - ايضا من طرف الحركة البيئية وايضا من طرف المجتمع العربي، بالاساس جراء الفهم ان المشاكل البيئية هي في النهاية ايضا مشاكل اجتماعية، وانه لا يمكن مواجهة المشاكل البيئية، دون ملامسة جوانبها الاجتماعية - من المتضرر؟ من يكسب؟ فعندما نفحص من المتضرر - لا شك ان المجتمع العربي موجود في مكان متقدم في هذا التدريج، ايضا من ناحية التلوث، ايضا من ناحية توزيع الموارد البيئية، مثل الارض، الماء والمزيد، بشكل غير متساو.
"يسعدني أن أقول أننا نرى في السنوات الأخيرة تغييرا في توجه الحركة البيئية وايضا المجتمع العربي. ففي الاسبوع الماضي وفي يوم البيئة في الكنيست كانت هناك العديد من الأمور المقلقة، ولكن كان هناك أمر مشجع جدا - فالجمهور العربي اليوم يتقدم في مجال التربية البيئية في اسرائيل. ففي %75 من مؤسسات التربية الحكومية في المجتمع العربي تنشط أطر للتربية البيئية. كما وأن تعامل مؤسسة التربية والتعليم لدى الجمهور العربي مع قضية البيئة تعكس هذا التقدم المهم الذي حدث لدى المجتمع العربي. الا أن هذا لا يقتصر على مؤسسة التربية والتعليم فقط. فنحن نرى تعامل الناس مع قضايا البيئة - إذ لم يعد قضية ترف، بل قضية صحة، جودة حياة، أو قضية الحياة بذاتها (هحاييم عتسمام)، كما يقول رئيس الحكومة.
"ومع هذا التغيير، علينا تعزيز الشراكات القائمة بين الحركة البيئية والمجتمع العربي، وأن نخلق شراكات جديدة في مناحي أخرى. أنا لا أطلب من أي من الطرفين أن يغير من طابعه - فجمعية حماية البيئة لا يجب أن تصبح جسما يحارب من أجل حقوق المجتمع العربي، والمجتمع العربي لا يجب أن يحارب فقط من أجل المصالح البيئية. الا أن الطرفان سيكسبان كثيرا من الفهم انه سيتم الحفاظ على جزء لا بأس به من حقوق العرب، اذا ما كان الدفاع عن المصالح البيئية جزء من أهداف النضال. لأنه وفي النهاية، فنضال الحركة البيئية والمجتمع العربي هو نفس النضال - خلق بلاد نستطيع جميعنا أن نعيش فيها بأكثر عدالة، مساواة وصحة لنا ولبيئتنا. فقط معا سننجح في أن نصنع لنا بلدا رائعا״.
[email protected]