أقدمت أياد "مجهولة" فجر اليوم الأحد على اقتحام نادي الحزب الشيوعي في عرابة وحاولت هدم مدخله ثم تحطيم الباب الرئيسي بأدوات هدم خاصة، وسكب مواد سريعة الاشتعال وإضرام النار فيه، وقد أتت النيران على كل محتوياته الثمينة، وبضمنها المكتبة التي تضم مئات الكتب والمراجع الفكرية والوطنية الهامة والقيّمة، فضلا عن الأثاث المكتبي وأجهزة التكييف وشبكتي الماء والكهرباء والأبواب والنوافذ التي باتت أثرا بعد عين، كما إن بعض جدران النادي تداعى بفعل النيران.
إن نادي الحزب ليس عقارا خاصا، بل هو ملك عام، شأنه شأن سائر المؤسسات العامة في البلد، وبالتالي فإن الاعتداء عليه هو اعتداء على بلدنا كلها وعلى مجتمعنا بأسره ينبغي التصدي له بكل قوة.
لعب نادي الحزب، ولا زال، منذ عقود، دورا رياديا يشهد له القاصي والداني في تثقيف الأجيال المتعاقبة الثقافة الفكرية الاجتماعية الوطنية التقدمية، ومنه تخرج الآلاف من أبناء عرابة ليصبحوا أعلاما في ميادين الفكر والعلم والأدب والسياسة، فبات النادي بحق وحقيق مدرسة وطنية يُشار إليها بالبنان.
يأتي هذا الاعتداء تحت جنح الظلام في وقت نعتز فيه بالروابط المتينة بين أبناء بلدنا على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم، ما يجعلنا نخلص إلى أن من أقدم على هذه الفعلة النكراء لا يمثل إلا نفسه وفكره الحاقد والبغيض وهو يتوهم بذلك أن بوسعه المس بسيرتنا ومسيرتنا.
إننا ندعو كل ذوي الضمائر الحية إلى إسماع صوتهم الجريء والمجلجل ضد هذه السلوكيات الرعناء التي تندرج ضمن الإرهاب الفكري المقيت الرامي إلى شرذمة مجتمعنا وتمزيق نسيجه الاجتماعي، كما ندعو الشرطة إلى استنفاد التحقيق الجدي لوضع اليد على الجناة.
ولا بد من الإشارة هنا إلى الناس الشرفاء، وهم السواد الأعظم من أبناء بلدنا وشعبنا، الذين سارعوا إلى شجب هذا الاعتداء الجبان دون تلعثم أو تأتأة، ومنهم من أبدى استعداده للقيام بكل ما يلزم لكي يعاود النادي نشاطه في أسرع وقت.
الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية والشبيبة الشيوعية في عرابة يعاهدون أهلنا وشعبنا بالمضي قدما على هذا الطريق، طريق العزة والكرامة، وبأن شرذمة المعتدين لا بد أن تنال جزاءها، ونحن عاقدو العزم على ترميم النادي ليعود كما كان وأفضل.
[email protected]