احتفل طلاب المدرسة البطريركية اللاتينية في الرامة ببداية موسم الصوم الأربعيني الذي يسبق عيد القيامة.
وتنكروا المحتفلون بالألوان المختلفة وساروا في شوارع القرية يغنون ويرقصون.
في صباح هذا اليوم استقبل الطلاب قدس الاب سامر حداد كاهن الرعية والشماس جريس منصور
مدير المدرسة مرحبين بالطلاب, وقد تحدث قدس الاب سامر حداد عن معنى الصوم والهدف من
الكرنفال كما وتحدث ايضا وهنـأ الجميع السيد شوقي ابو لطيف رئيس المجلس المحلي وتحدث مع
الطلاب عن المحبة والسلام من خلال الانجيل المقدس .
وفي حديث مع مدير المدرسة الشماس المهندس جريس منصور عن الكرنفال قال :" الكرنفال هو احتفال
تقليدي الذي يقام يوم الثلاثاء أي قبل يوم أربعاء الرماد بيوم (Ash Wednesday) وفي هذا اليوم تبدأ فترة
الصوم وتستمر 40 يوما. اعتبارا من ذلك اليوم وإلى عيد القيامة يمتنعون عن تناول اللحوم ومنتجات الألبان
ويتوجب عليهم أن يتواضعوا في حياتهم وطعامهم. والهدف من وراء ذلك هو أن يتفكّر الناس وأن يطهروا
أنفسهم وأن يتوبوا عن أخطائهم قبل أن يتفرغوا في حلول عيد القيامة لتذكر الآلام التي عاناها السيد المسيح.
ويعود تاريخ يوم الكرنفال إلى التقويم الكنسي. وعيد القيامة علامة مهمة لتحديد اليوم الأول للكرنفال. ويأتي أول
يوم في الكرنفال سبعة أسابيع قبل يوم أحد القيامة ـ ويكون هذا في أول يوم أحد بعد أوّل بدر كامل يلي
بداية الربيع (21 مارس) ـ ومن الناحية الرسمية يبدأ الكرنفال في يوم أحد. على مرّ العصور وبما ان الكنيسة
الغربية أي الكنيسة الكاثوليكية اللاتينية تبدأ صومها يوم الأربعاء أي" يوم أربعاء الرماد" فمن الممكن ان يكون
الكرنفال يوم الثلاثاء أي يوم قبل البدء بالصوم المقدس. في الكنيسة الرومية الملكية يبدأ الصوم يوم الاثنين
أي من الممكن ان يكون الكرنفال يوم الأحد . في هذه السنة يجري الاحتفال بالكرنفال من 02 إلى 04 اذار.
ويأتي أربعاء الرماد في 05 اذار.
ومنذ القدم يعتبر الكرنفال حفل طعام، لأنه يعتبر آخر فرصة لتعدي الحدود قبل بدء صيام الأربعين بيوم والذي
يتقيد فيه الناس بأكل ما هو ضروري فقط. والغالب أن هذا الحفل كان موجودا من قبل ظهور التقاليد المسيحية
بزمن طويل واستهلت الكنيسة الأمر بأن قامت بضمّ هذا التقليد الوثني وتحويله إلى تقليد كاثوليكي بدلا من أن
تقوم بمنعه. في القرن الثامن عشر، بعد الثورة الفرنسية، كاد هذا الاحتفال أن يختفي تماما بسبب الضغوط التي
مارسها البروتستانتيين، إلى أن بدأ تكوين العديد من الاتحادات بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وبهذا عاد الكرنفال
لبهائه القديم. بالنسبة لكثير من الناس لم يعد للكرنفال معناه الكاثوليكي الأصلي (وهو الاحتفال بليلة الصيام)،
حيث أصبح الآن مجرد المناسبة العظمى لكي يتجاوز الناس كل الحدود العادية ويحطموا كل القيود اليومية مرة كل عام بلا عقاب.
وتستمر الاحتفالات عادة من يوم السبت حتى يوم الثلاثاء السابق على أربعاء الرماد، أول أيام الصوم الكبير.
ذلك الثلاثاء ما زال يسمّى بالثلاثاء المجنون أو الثلاثاء السمين. ومازال يجري حتى اليوم في بعض الأماكن تقليد
حرق المشنوق إيذانا بانتهاء الكرنفال وللإعلان عن بداية الصوم. في يوم أربعاء الرماد، يذهب المسيحيون لحضور
القداس وتُرسم على جباههم إشارة الصليب بالرماد من قبل الكاهن . وهو تذكير بأنّ الإنسان هو "رماد إلى رماد وتراب إلى تراب".
وهذا يعني أننا أتينا من التراب وإلى التراب نعود، وهذا بالنسبة لأجسادنا الفانية و ليس نفوسنا. أنّ الرماد المستخدم
يصنع من حرق أغصان النخيل أو أغصان الزيتون المستخدمة يوم أحد الشعانين من العام السابق. وأخيرا لنتذكر قول الكتاب
المقدس قول الربّ " توبوا إليّ بكلّ قلوبكم، بالصوم والبكاء والندب، مزّقوا قلوبكم لا ثيابكم."فتوبوا إلى الربّ. الربّ حنون رحوم،
بطيء عن الغضب، كثير الرحمة، نادم على السوء .(يوئيل 2، 12- 13)
[email protected]